نورث بالس
استفاقت مدينة إعزاز على وقع الحركة غير المعتادة، حيث شهدت شوارعها تحرك موكب يضم وجوهاً بارزة من أروقة السياسة والاستخبارات، معلناً بداية يوم لم يكن كسابقه بينما الأنظار كانت تتجه حول ما سيكون عليه الحال عقب هذه الزيارة المفاجئة، لتتبعها سلسلة من الأحداث التي شغلت الألسن وأثارت الأسئلة.
أجريت زيارة مفاجئة لموكب من الشخصيات الحكومية الرفيعة، بما في ذلك رئيس الحكومة ورئيس الائتلاف هادي البحرة إلى مدينة إعزاز عبر معبر باب السلامة، تحولت إلى سلسلة أحداث متوترة عندما واجهتهم مظاهرة قوية عند دوار سجو.
أعضاء المرافقة الأمنية، في محاولة لتأمين الموكب، انتهجوا إطلاق النار بكثافة، ما نجم عنه حالة من الفوضى ومحاولات لتفريق تجمعات المواطنين الغاضبين.
الموقف زاد تعقيدًا عندما كُشِفَ أن الوفد لا يضم فقط المسؤولين السوريين بل أيضًا شخصيات من الحجم الثقيل مثل رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن وأعضاء من الوفد القطري ووزراء تركيين.
هذا الوفد الزائر واجه مخاطر أمنية جسيمة نتيجةً لتصعيد المتظاهرين الذين يمثلون صوتًا معارضًا للأوضاع القائمة.
رد فعل الاستخبارات التركية لم يكن إلا بنشر الإشاعات التي تُحمِل هيئة تحرير الشام مسؤولية تحريض المتظاهرين، ما يضفي طابعًا من المؤامرة والغموض على الأحداث. في أعقاب هذه الاضطرابات، وجهت وزارة الدفاع التركية القوة المشتركة للسيطرة الأمنية بتحريك أرتال عسكرية لقمع الفوضى وتأمين المنطقة أمنياً، بما في ذلك اعتقال متظاهرين انخرطوا في الاعتراض على الوفود.
كانت نتيجة هذا الإستحكام الأمني اعتقال ما لا يقل عن 10 أشخاص وخاصة من أبناء تل رفعت بتهمة الإضرار بالأمن القومي التركي ومحاولة اغتيال مسؤولين أتراك كبار
وتشير المعطيات إلى أن القوى الأمنية تُصعّد من إجراءاتها لتفادي أي إخلال مستقبلي بسلامة الوفود الرسمية، ما يعيد تحت الضوء الحالة المتقلبة للمنطقة وتعقيداتها الأمنية.
ففي ظل هذه الأحداث الأخيرة، هل يمكن لمدينة اعزاز أن تشهد فترة هدوء واستقرار، أم أن الجدران لا تزال تحمل صدى الاضطرابات القادمة؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.