خلال جولة شملت كافة مدن الإقليم .. زراعة الإدارة الذاتية تقيّم واقع المزروعات
نورث بالس
نفذت لجان المديرية العامة للبحوث العملية الزراعية في شمال وشرق سوريا التابعة لهيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية الديمقراطية، جولات ميدانية على عددٍ من الأراضي الزراعية ضمن مناطق الإقليم كافة من ديريك إلى الرقة.
وتم فيها فحص منطقة الجذر وتحليل التربة لمعرفة المحتوى الغذائي من العناصر، ومن ثم إثبات أو نفي كافة الاحتمالات الواردة في تشخيص الحالة العامة للمزروعات.
وجاء في التقرير الذي أعدّته المديرية العامة للبحوث العملية الزراعية في شمال شرق سوريا حول تشخيص الحالة العامة للمزروعات:
أولاً: بالنسبة لمحصول القمح:
تأثر بشكل سلبي بانخفاض درجات الحرارة والتي أدت إلى تشكل الصقيع ولعدة أيام متتالية، ما أدى إلى اصفرار شبه عام على معظم الحقول؛ لأن الاصفرار ينجم عن الأجواء الباردة والتي تضعف قدرة الجذور على الامتصاص من جهة، ومن جهة ثانية تجمع مياه الأمطار والتي بدورها تقوم بغسل عنصر النتروجين.
ومن خلال الظروف الجوية المواتية لبعض الأمراض الفطرية (رطوبة عالية – درجات حرارة معتدلة 15-25 م) لوحظ انتشار كبير لمرض التبقع السبتوري septoria tritici ولكن نسبة الضرر خفيفة حتى تاريخه.
عدم ضبط استخدام مبيدات الأعشاب؛ لأن الأعشاب أصبحت من المشكلات المستعصية بالنسبة للمحاصيل الحقلية، ومكافحة هذه الأعشاب تتطلب معرفة دقيقة تُعدّ من أكثر المواضيع حساسية، وقد تعود بشكل سلبي على وضع المحصول وإنتاجيته.
حيث لوحظ تأثير واضح لسمّية المبيدات العشبية على المحاصيل الزراعية في بعض الحقول، والتي تمت فيها عملية المكافحة في ظروف غير مواتية للرش، مما شكل إجهاداً إضافياً على المحاصيل.
كما لوحظ حالات فردية من الصدأ الأصفر المخطط تتراوح من 3- 4 حالات ضمن بعض الحقول، وهي نسبة لا تذكر، وقد تم تحديد هذه المواقع لمتابعة هذه الحالات؛ لأنه ضمن هذه الظروف فإن احتمالية ظهور المرض كبيرة في ظل التفاوت الكبير بين درجات الحرارة ما بين الليل والنهار والرطوبة العالية.
كما لوحظ انتشار كبير لحشرة المن على أغلب حقول القمح، والتي من الممكن أن تسبب خسائر كبيرة من خلال استخلاص النسغ وإدخال اللعاب السام ونقل الفيروسات، ولا ينصح بالتدخل الكيميائي لهذه الحشرة بل يعتمد على الأعداء الحيوية طالما أن الإصابة تحت العتبة الاقتصادية.
كما ظهرت إصابات حشرية خفيفة مثل دودة الزرع وسوسة الشعير والتي ظهر تأثيرها بشكل أكبر في مناطق الاستقرار الثانية.
ثانياً: بالنسبة لمحصول الشعير:
في الأطوار الأولى من حياة المحصول لوحظ اصفرار عام على محصول الشعير، ومن خلال الجولات الدورية تبين أنه نتيجة الظروف الجوية والرطوبة العالية والتفاوت بين درجات الحرارة ما بين الليل والنهار، ولكن ما إن تعدلت درجات الحرارة حتى بدأ نمو المحصول ولم يلحظ أي اصابات حشرية أو علامات مرضية بشكل عام باستثناء بعض الحالات الفردية والتي لوحظ فيها أعراضاً للبياض الدقيق والتبقع الشبكي.
ثالثاً: بالنسبة لمحاصيل البقوليات (الحمص – العدس – الفول):
لوحظ تأثرها بانخفاض درجات الحرارة وخاصة العدس، وأكبر مشكلة تواجه زراعة العدس والحمص هي مكافحة الأعشاب عريضة الأوراق لعدم توفر المبيدات المتخصصة والتي تعطي نتائج جيدة للحد من انتشار واستفحال الأعشاب عريضة الأوراق، مع العلم أن هناك مبيدات لهذا الغرض، ولكن ظروف وشروط استخدامها يتطلب دقة عالية وظروف مناخية خاصة؛ لذلك هناك صعوبة في مكافحة هذه الأعشاب إلا عن طريق التعشيب اليدوي مما يتطلب جهداً ووقتاً أكبر.
أما بالنسبة للفول: فقد وصل إلى مرحلة الإزهار في أغلب الحقول، ويتطلب المراقبة الدورية للكشف عن التبقع الشو كولاتي الذي ظهر في بعض الحقول وتختلف شدته بحسب العمر الفسيولوجي للنبات والظروف المواتية للمرض.
رابعاً: بالنسبة للمحاصيل العطرية (حبة البركة – الكمون):
من وجهة نظر الأخوة المزارعين، هذه المحاصيل تعدّ ربحية وتساهم في تطبيق الدورة الزراعية إلى حد ما؛ لذلك وخاصة هذا الموسم زرعت مساحات كبيرة بهذه المحاصيل وخاصة الكمون، وترد أسئلة كثيرة حول إدارة هذا المحصول الإدارة المتكاملة من الزراعة وحتى الحصاد، وأكثر ما يتخوف منه الأخوة المزارعون هو شلل الكمون الشائع والذي يسببه أكثر من مسبب، وتختلف بعدة عوامل منها البذار والتربة والظروف الجوية؛ لذلك إدارة المحصول تتطلب الإتقان في تشخيص المرض والتدخل بشكل علمي ودقيق. مع العلم أنه ظهرت حالات من إعفان البادرات في بعض الحقول، وخاصة الحقول المبكرة في الزراعة بالإضافة الى تأثرها الحاد بانخفاض درجات الحرارة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.