“عودة الإرهاب من بوابة مخيم الهول…تحديات الأمن الدولي ومستقبل القضاء على داعش”
نورث بالس
تبرز تقارير دولية وإقليمية مخاوف متزايدة حول الأوضاع في مخيم الهول بشمال شرق سوريا، حيث يشير غياب الاهتمام العالمي بقضية المحتجزين من تنظيم داعش وذويهم لدى الإدارة الذاتية إلى تداعيات سلبية محتملة.
ومن ضمن هذا السياق، أطلقت صحيفة وول ستريت جورنال تحذيرات من “قنبلة موقوتة” في المخيم، ما ينذر بإمكانية عودة النشاط الإرهابي خصوصاً في ضوء تزايد وتيرة هجمات التنظيم.
فيما شدد التقرير الأمريكي على الهجوم الأخير قرب موسكو كمؤشر على إمكانية تجدد خطر داعش، بالرغم من مرور أعوام على إعلان هزيمته. ويشيد بالعمليات الأمنية التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية في المخيم، وأسفرت عن اعتقال عناصر من داعش وضبط أسلحة، بالإضافة إلى تحرير إيزيدية كانت محتجزة.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من إعلان هزيمة داعش في عام 2019، إلا أن هناك مؤشرات تنذر بإمكانية عودة التنظيم للظهور مجددًا.
ويُشير التقرير إلى أن عمليات أمنية قامت بها قوات سوريا الديمقراطية داخل المخيم أدت إلى اعتقال العشرات من مقاتلي داعش وتحرير إمرأة إيزيدية احتُجزت لحوالي عقد من الزمان، بالإضافة إلى العثور على كميات كبيرة من الأسلحة.
الوضع يعقّد أيضًا بالتهديدات التركية والتي يمكن أن تؤجج الأوضاع أكثر في المخيم. ويحذّر التقرير من خطر يترتب على احتمال انسحاب القوات الأمريكية، مما يزيد المخاطر المتعلقة بمواجهة داعش.
ألقت الصحيفة الضوء أيضاً على الجهود العراقية المحتملة لإنهاء وجود الجنود الأمريكيين، مما يؤثر على الدعم اللوجستي للجهود الأمريكية في شمال شرقي سوريا.
في هذا الإطار، تضغط الإدارة الذاتية على الحاجة الملحة لحل قضية المحتجزين، مناشدة المجتمع الدولي للتحرك وحث الدول المعنية على استعادة رعاياها من منتسبي التنظيم.
ففي نهاية المطاف، يقف مخيم الهول كرمز للتحديات المعقدة التي تواجه الأمن الإقليمي والدولي في مرحلة ما بعد الصراع مع داعش. بينما تتصاعد المخاطر الناجمة عن تجاهل الوضع الهش للمحتجزين، يُمثل التعاون الدولي والوعي الجماعي خطوة ضرورية وملحة للتصدي لهذا التحدي كما تحتاج الدول المعنية إلى تقديم حلول دائمة وعادلة لإغلاق هذا الفصل من الأزمة السورية وضمان ألا تصبح مخيمات مثل الهول مصدرًا لإعادة إنعاش التطرف وزعزعة الاستقرار في المستقبل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.