أردوغان بين الدفاع الكلامي عن فلسطين وتعزيز العلاقات التجارية مع إسرائيل

نورث بالس

يحتدم الخطاب السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعم للفلسطينيين بوتيرة متزايدة، وذلك عشية الانتخابات المحلية التركية المزمع إجراؤها في الـ31 من مارس. يسعى حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان لتعزيز مواقعه في مدن رئيسية مثل اسطنبول وأنقرة، التي خسرها لصالح حزب الشعب الجمهوري في انتخابات 2019.

في هذا السياق، يلعب أردوغان على وتر التعاطف الشعبي الكبير في تركيا تجاه الفلسطينيين، مستغلاً غضب الشارع جراء الأخبار القادمة من غزة وما يشوبها من أعمال عنف.

لطالما أطلق أردوغان تصريحات غاضبة تجاه القضية الفلسطينية طيلة عقود، وتحديداً منذ توليه زمام السلطة في تركيا قبل أكثر من عقدين تصاعد حدة خطابه ومواقفه المدافعة عن الفلسطينيين، خاصة بعد الحرب التي شهدتها المنطقة في أكتوبر 2023.

غير أنه في الجانب الآخر، ورغم هذه الخطابات الحماسية، تشهد العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل نمواً ملحوظاً. بحسب التقارير، نمت صادرات تركيا إلى إسرائيل بمعدل يتجاوز 20%، لتبلغ قيمتها 422 مليون دولار في عام 2023، مما جعل إسرائيل تحتل المرتبة الثالثة عشرة في قائمة أكبر الشركاء التجاريين لتركيا لذلك العام.

ووسط الصراع المستمر في غزة، ظلت الشركات التركية تنشط في تصدير المواد الخام مثل الحديد والصلب إلى إسرائيل، حيث تغطي تركيا حوالي 65% من احتياجات إسرائيل من هذه المواد، مع تحقيق صادرات قدرت بأكثر من 150 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة المنتهية في يناير. ولم يتم الإعلان بعد عن أرقام شهري فبراير ومارس.

مصادر مطلعة على الحدث كشفت عن قيام سفينة شحن يمتلكها بوراك أردوغان، نجل الرئيس، بنقل بضائع من الولايات المتحدة إلى ميناء إشدود الإسرائيلي أثناء جولات القصف الإسرائيلي على غزة.

الرئيس التركي أردوغان كثيراً ما أعرب عن معارضته الشديدة للعمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، ووصف استهداف البنية التحتية في القطاع بأنه عمل غير مقبول ويجب أن يتوقف أما بمناطق شمال وشرق سوريا مستباح عنهجيته وتوغله في المناطق بدءاً من البنى التحتية مروراً بقتل الأبرياء وصولاً لضرب زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة

وفي الآونة الأخيرة، مع بداية عام 2024، شُنّت هجمات من قبل القوات التركية استهدفت أكثر من 500 موقع حيوي في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا، مما أدى إلى تخريب البنية التحتية وسادت حالة من الظلام الدامس نتيجة للضربات التي طالت محطات توليد الكهرباء وأسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي في جزء كبير من هذه المناطق.