“ظلال الصراع…. اعتداءات على المواطنين الكرد في ديار الغربة”
نورث بالس
عبر التاريخ، شهدت العلاقة بين تركيا والأكراد توترات مستمرة، مع محاولات تركيا للتضييق على الأكراد داخليًا وخارجيًا. وقد تصاعدت هذه التوترات في هجوم وقع في بلجيكا، عندما تعرضت عائلات كردية لهجوم عنيف من جانب متظاهرين أتراك بعد الاحتفال بعيد النوروز.
في هذا السياق، تؤكد التقارير الاستمرار في استهداف الأكراد بشكل متقطع عبر هجمات مختلفة، مثل الغارات الجوية على المناطق الحدودية شمال شرق سوريا وعمليات في مناطق كردية تحت سيطرتها مثل عفرين، والتي تشمل التعديات الجسيمة كالقتل والخطف.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُرتكب فيها اعتداءات ضد الكرد، حيث واجهوا في الماضي حملات اعتقالات واسعة، إقصاء من وظائف، وانتهاكات متفاوتة في مناطق مختلفة.
مع احتفال الأكراد بعيدهم القومي، نوروز، تتعالى الأخبار عن تصاعد الانتهاكات التركية ضدهم، من اعتقالات جماعية وإقالات من الوظائف العامة، إلى حملات تضييق واسعة. وتعكس هذه الأفعال نمطاً من القمع التركي المستهدف.
الواقعة الأكثر حداثة، والتي شهدتها مدينة لوفن البلجيكية، تمثلت بتعرض عوائل كردية لهجمات عنيفة من مجموعات مسلحة تركية عقب العودة من احتفالات نوروز. الاعتداءات شملت تدمير مركبات وتوجيه أعمال عنف لمن احتمى داخل المنازل، بالإضافة إلى محاولات حرق الأشخاص والرموز الكردية.
شهود عيان ذكروا محاولات لإيذاء نحو 40 شخصاً وإحراق رموز كردية، مع تصاعد أعداد المصابين دون الحصول على تفاصيل كاملة.
في المقابل، استجابت الجالية الكردية بسرعة، حيث ساعد شبابها المتواجدين في هولندا وبلجيكا الشرطة في الحماية والدفاع عن المتضررين. بعد هذا الحادث، خرجت الجالية للاحتجاج مطالبة بتحقيق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن الهجوم، وتمكنوا من نشر صور المعتدين عبر منصات التواصل الافتراضي.
تتمتع الجالية الكردية بروح التعاضد والتحدي في مواجهة الظلم، متسلحة بمبادئ السلمية في الاحتجاج والمطالبة بحقوقها. ولكن، مع استمرار الاستفزازات، يُشدد على الأهمية القصوى للتحلي باليقظة وعدم الانجرار للعنف، لتجنب إعطاء تركيا دليلًا قد يُستخدم لتصنيف الجالية الكردية كمنتهكين للقانون. الحذر واجب في وقت تعيش فيه هذه الجالية كأقلية، وعدم الانصياع للاستفزازات التركية التي تسعى لتشويه صورتهم وتبرير الاعتداءات ضدهم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.