الحِراك العشائري والأمني في مواجهة تجدد نشاط تنظيم داعش بشمال وشرق سوريا
نورث بالس
بعد أن نجحت قوات سوريا الديمقراطية في طرد تنظيم داعش واستردت المناطق التي كانت تحت سيطرتها في مارس من عام 2019 بأرجاء إقليم شمال وشرق سوريا، ظل التنظيم الإرهابي يبحث عن فرص للظهور مجددا، خصوصاً في تلك المدن مثل “منبج، الطبقة، الرقة، ودير الزور”، والتي كانت قد عانت تحت حكمه لفترة طويلة هذه المساعي جاءت من مناطق حكومة دمشق والتي يعتبر داعش فيها نشطاً بشكل كبير.
القلق متصاعد بين سكان شمال وشرق سوريا بشأن إمكانية عودة داعش، إذ تتزايد التحركات في البادية السورية المجاورة، والتي تسيطر عليها قوات حكومة دمشق قام التنظيم مؤخرًا بقطع طريق رئيسي يربط دير الزور بالرقة وشن هجمات على قريتين في ريف دير الزور الغربي.
العشائر، بدورها الفعال في المنطقة، تولي اهتمامًا خاصًا بالتوعية ضمن المجتمع. الوجهاء يرون في تثقيف السكان وتنويرهم حول خطر الفكر المتشدد مهمة حيوية ومسؤولية جسيمة، بالإضافة لدعمهم العملي من خلال الانضمام لقوات سوريا الديمقراطية والأجهزة الأمنية.
علي الخلف، أحد وجهاء قبيلة المعامرة، أكد على أهمية هذا الدور التوعوي قائلاً: “نظرًا لأن داعش سعى للدخول إلى العديد من المناطق السورية تحت دعاوى دينية كاذبة، والإسلام براء تمامًا من أعمال هذه الجماعات الإرهابية التي سمت الدين لتحقيق أغراضها الدنيئة، أصبح من الضروري الاستمرار في التوجيه والتوضيح لحماية النشء من الضلال”.
وأضاف الخلف بأن القيم العشائرية ودور الشخصيات الاجتماعية البارزة في نقل الوعي الصحيح عن الجماعات الإرهابية وتحريفها للدين سيقلّص من فرص نجاح الخلايا النائمة في نشر التطرف.
من ناحية أخرى، أفاد فايز الجدعان، شيخ عشيرة البو شيخ بقبيلة “البكارة”، بأن الاجتماعات العشائرية تؤكد باستمرار على أهمية تثقيف الشباب وتحذيرهم من الأفكار المتشددة، مشددًا على ضرورة توحد وتضامن العشائر لمواجهة تنظيم داعش ومنع تفشي نفوذه.
كما دعا الجدعان جميع العشائر في شمال وشرق سوريا للعمل معًا وفق خطط الإدارة الذاتية والقوات الديمقراطية لكبح جماح التنظيم المتشدد.
وفي الوقت ذاته، كل هجوم تنفذه القوات التركية يتزامن مع تحركات لداعش ترمي إلى استهداف القوات أو الشخصيات الإدارية البارزة في المنطقة، على الرغم من الجهود المستمرة التي تبذلها قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في مكافحة الإرهاب ومنع انتعاشه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.