تعاني الجالية السورية في لبنان منذ سنوات من سلسلة انتهاكات وترحيل قسري تحت سحابة من الخطاب العنصري الذي يقوده بعض السياسيين والأحزاب السياسية.
بهذا الشأن، أفاد السيد عبد السلام أحمد، ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والمحامي، لـ”منبر نبض الشمال” بأن أزمة سوريا قد تركت أثرها البالغ على لبنان، معتبرًا النزوح السوري أحد مظاهر تلك الأزمة.
ذكر عبد السلام أنه تم التواصل مع الأمن العام واللجنة المنبثقة عن التيار الوطني الحر التي شُكلت في ٢٠١٩ لمعالجة قضية النزوح السوري نتيجة لهذا التعاون، عادت بعض العوائل السورية إلى وطنها، ولكن سرعان ما تعطلت عملية العودة بسبب عدة عوائق.
وأضاف الممثل أن جهودهم مستمرة مع الجهات المعنية لإيقاف الحملات الاستهدافية ضد السوريين.
كما أوضح الممثل بأنهم سعوا إلى التواصل مع الأقطاب المسيحية الرئيسية في لبنان بما في ذلك القوات اللبنانية، الكتائب، والتيار الوطني الحر ومع المؤسسات السياسية والاجتماعية للتأكيد على أهمية الهدوء لصالح السلم الاجتماعي في لبنان والدفع نحو حلول رسمية لمشكلة النزوح.
أشار أيضًا إلى أن الإدارة الذاتية عرضت استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين على وزير الخارجية ومدير الأمن العام اللبناني، وقد لاقت الترحيب بمبادرتها. ولكن، لتحقيق تطبيق هذه المبادرة، لا بد من توافق بين الحكومتين السورية واللبنانية وقبول المنظمات الدولية المختصة، وهو أمر لم يتحقق بعد.
أكد السيد أحمد أن المنظمات الدولية لن تجبر اللاجئين على العودة إلى سوريا دون موافقتهم، خاصة وأن الأزمة السورية ما زالت دون حل وثمة عوائق تعترض التنفيذ، بما في ذلك الموقف السوري الرسمي.
يُعترف بأن الأعداد الكبيرة من اللاجئين تُمثل ضغطًا على الإدارة الذاتية التي هي بالفعل تحت وطأة أزمة اقتصادية، تفاقمت بسبب العدوان التركي وتدمير البنية التحتية وموارد الطاقة والمياه. ومع ذلك، يشدد السيد أحمد على الالتزام الأخلاقي بالعمل سوية لإيجاد حل لهذه الأزمة التي تثير قلق القوى المسيحية الخائفة من تغيير ديمغرافي والمخاطر المترتبة من مآسي وفتن داخلية.
وحث المحامي عبدالسلام أحمد عبر منبر نبض الشمال أيضًا الحكومات والمنظمات على التعاون للبحث عن السبل الكفيلة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مدينًا أي أعمال عدوانية ضدهم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.