تقاليد العيد في ظل الأزمة.. كيف أثرت الصعوبات الاقتصادية على نزهة العيد السورية
نورث بالس
في الوقت الذي يجد فيه كثيرون حول العالم فرصة للاحتفال بالأعياد من خلال التقاليد الفرحة مثل النزهات العائلية، يواجه السوريون واقعاً مغايراً جراء الظروف الاقتصادية الصعبة.
بمناطق حكومة دمشق تقليد نزهة العيد، الذي كان يُعد من المناسبات المُنتظرة لدى الكثير من العائلات، قد غدا اليوم خارج حساباتهم بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار والأزمة الاقتصادية الطاغية دون حسيب أو رقيب
تضخم الأسعار وازدياد تكاليف المعيشة قد فرضا أعباء مالية هائلة على المواطنين، حيث وصلت تكلفة نزهة عيد تقليدية لأسرة متوسطة الحجم إلى أكثر من نصف مليون ليرة سورية.
هذا المبلغ الكبير، الذي يزيد كثيراً على قدرة الكثير من الأسر، يجبرهم على التضحية بهذه المناسبة الاجتماعية والتقليدية في سبيل تلبية الاحتياجات الأساسية.
الأزمة الاقتصادية ليست حديثة العهد بالنسبة للمواطنين، فقد تفاقمت على مدى السنوات الماضية، مما ترك آثاراً ملموسة على جميع جوانب الحياة فالارتفاع الشديد في الأسعار يعود بشكل جزئي إلى تدهور قيمة الليرة السورية وزيادة تكاليف الاستيراد، مما يجعل حتى الأنشطة الترفيهية البسيطة مثل نزهات العيد بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين.
يظهر تأثير هذه الأزمة بوضوح في التغيرات الثقافية والاجتماعية التي تحدث داخل المجتمع السوري. إذ يجد الناس أنفسهم مضطرين لإعادة تقييم أولوياتهم وتقليص مصروفاتهم إلى الحد الأدنى. هذا التحول يسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها السوريون يومياً ويُبرز كيف أن الاحتياجات البسيطة قد أصبحت ترفاً غير مُتاح.
في ظل هذا الواقع، تسعى العائلات لإيجاد بدائل تسمح لهم بالاحتفال بالأعياد داخل منازلهم، محاولة إحياء روح العيد وسط الضغوط الاقتصادية. الوضع في سوريا يُذكِّر بأن الاحتفالات والأنشطة العائلية الغنية بالتقاليد، مثل نزهات العيد، ليست أمراً مُسلماً به في كل مكان، وأن القدرة على الاحتفال بها تختلف بشكل كبير تبعاً للأوضاع الاقتصادية والسياسية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.