حلب –نورث بالس
منذ حلول فصل شتاءَ هذا العام وسكان حلب يعانون من شبه انعدم لمصادر التدفئة من مازوت وغاز وكهرباء وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاجونها بشكل يومي، وسط صمت حكومي ووعود لم تتحقق في تأمين تلك المواد.
فقد انقضى شهران من شتاء هذا العام وإلى الآن لم يقم مجلس مدينة حلب بتوزيع المستحقات لكميات مادة المازوت على سكان المدينة والتي من المفترض أن توزع على جميع سكان المنطقة منذ بداية حلول فصل الشتاء، ولكن الأغلبية منهم لم يحصلوا عليها إلى الآن، فيما فئة قليلة من السكان حصلوا على نصف المخصصات وهي مئة لتر فقط.
المواطن محمد الشيخ من سكان حي الشعار يبلغ من العمر 32 عاما يقول بأن شتاء هذا العام كان قاسياً عليه وعلى سكان المدينة بسبب الأوضاع المعيشية المتدهورة، مؤكداً أنه ليس لديه القدرة على شراء المازوت من الأسواق السوداء حيث أن دخله اليومي لا يتجوز الـ 3 آلاف ليرة سوريا، فيما وصل سعر اللتر الواحد من المازوت مابين 1200-1400 ل.س، وهم بحاجة إلى سرف 5 لتر مازوت يومياً عل الأقل، ولهذا فهو يشتري قطع الأقمشة القديمة بدلاً من المازوت رغم كثرة الدخان والروائح الكريهة التي تنبعث منها على حد وصفه، ويقول محمد الشيخ أن أطفاله باتوا يعانون من أمراض صدرية نتيجة ذلك لكن الحاجة تجبره على ذلك.
وأضاف انه لتأمين المأكل للأطفال فهو بات غير قادر حتى لشراء تلك الأقمشة البالية أيضاً، حيث وصل سعر الكيس منها إلى 10آلاف ليرة سوريا وهي لا تدوم لأكثر من أسبوع.
وفي ذات السياق أكد عبد القادر الأحمد من سكان حلب أنه يشتري مادة المازوت بسعر 1200 ل.س من السوق السوداء، وبكميات لا تتجاوز الـ 5 ليتر كل عدة أيام لأن دخله لا يسمح له بأكثر من ذلك، وفي بعض الأحيان يستخدم الخشب بدل المازوت.
وأضاف أن الحي يفتقر للكهرباء فساعات الايصال لا تتجاوز ساعة واحدة فقط طيلة اليوم وهذا ما جعل سعر الأمبيرات يرتفع لأضعاف وتحكم أصحاب مولدات الكهرباء بالأسعار دون رقيب أو محاسبة، واللذين يتحججون بأنهم يشترون المازوت بأسعار مرتفعة لتشغيل المولدات.
المواطنة أم عدنان مصري تحدثت عن وضع ابنها عدنان الذي هو أب لـ 6 أطفال، تقول بأن هذا العام هو من أصعب الأعوام مرت عليهم، بسبب شبه انعدام مصادر التدفئة، وتؤكد أنه طيلة هذا الشتاء لم تدخل قطرة مازوت لمنزلهم، مشيرة أن دخل ولدها اليومي لا يتجاوز 4 آلاف ليرة سوريا وهي لاتكفي لشراء عدة لترات من المازوت لذا استغنوا عن التدفئة لتأمين باقي الاحتياجات الأساسية.
مؤكدة أن هذا هو حال غالبية سكان حلب.
إعداد: علي الاغا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.