اتفاقية التطبيع السوري التركي…تحقيق السلام أم تضحية بمصالح السوريين؟
نورث بالس
يشغل اتفاق التطبيع بين سوريا وتركيا حديث واهتمام العديد من وسائل الإعلام المختلفة تبادل أردوغان وبشار الأسد الرسائل المتبادلة حول العلاقة بين البلدين، وهو ما يظهر بعض مؤشرات الاقتراب بين تركيا وسوريا.
تم الحديث عن لقاءات وقعت بين مسؤولين من البلدين في قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، وهو ما أشارت إليه وسائل الإعلام التركية.
ويعتبر مراقبون للشأن السوري أن حكومة دمشق هي الجانح الأكبر في حال حدوث التطبيع، وتحتل مناطق شمال سوريا، مع ملاحظة أن الشعب السوري هو الخاسر الأكبر في عودة العلاقات بين البلدين، إلا إذا تطلب الاتفاق من تركيا إنهاء احتلالها والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.
منذ تدخل تركيا في سوريا وتقاسم النفوذ الدولي والإقليمي، واجهت المعارضة السورية تفككًا كبيرًا، وأدى ذلك في النهاية إلى تبعيتها لأنقرة، بما في ذلك الائتلاف السوري، بالإضافة إلى الفصائل الإرهابية التي تشتمل على قادة وعناصر من تنظيم داعش. يشير ذلك إلى أن أي تطبيع بين تركيا وسوريا من شأنه أن يحتم تسليم هؤلاء “الأتباع” ليكونوا مرتزقة في مناطق النزاعات حول العالم أو للسلطة في دمشق.
والجدير بالذكر أن عودة العلاقات بين الحكومة السورية والنظام التركي، بلا شك، ستكون على حساب السوريين، ما لم تصبح لدمشق موقفًا آخر يصر على إنهاء الاحتلال التركي لشمال سوريا ويضع الضغط على تركيا لتنفيذ ذلك والامتناع عن دعم الإرهاب في سوريا والتدخل في شؤون السوريين قبل المضي في عملية التطبيع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.