NORTH PULSE NETWORK NPN

لتوسيع نفوذها.. تركيا ترسل مقاتلين سوريين إلى النيجر

تستغل تركيا تردي الأوضاع المعيشية ضمن مناطق سيطرتها، لتجنيد الشباب وتحويلهم إلى “مرتزقة” يشاركون في عمليات عسكرية تخدم مصالحها خارج الحدود السورية.

وبحسب المرصد السوري، فإن “فصيل السلطان مراد، المقرب من المخابرات التركية، وبالتعاون مع شركة سادات الأمنية، بدأ بإرسال المرتزقة السوريين إلى النيجر”.

وبحسب المركز السوري للعدالة والمساءلة، فإن شركة سادات التركية “مسؤولة عن النقل الجوي الدولي للمرتزقة بمجرّد عبورهم” من سوريا الى الأراضي التركية، الى كلّ من ليبيا وأذربيجان.

و”سادات” هي مؤسسة تركية للاستشارات الدفاعية، يُنظر إليها على أنها السلاح السري لأنقرة في حروب بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، رغم نفي مالكها في مقابلة سابقة مع (ا ف ب) وسم مؤسسته بالعمل لحساب أنقرة.

وسبق لواشنطن أن اتهمت الشركة عام 2020 بإرسال مقاتلين إلى ليبيا.

لتوسيع نفوذها

صراع النفوذ الذي شهدته غرب أفريقيا بعد الانقلاب العسكري الأخير في النيجر، حيث برزت أربع قوى رئيسية متنافسة، وهي: روسيا، الصين، إيران، تركيا.

وتبرر تركيا وجود المرتزقة السوريين في أفريقيا عمومًا للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والتجارية، ولكن حقيقة الأمر أن هؤلاء المسلحين يتواجدون في معارك قتالية على المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، تحت قيادة عسكرية روسية، وذلك نظرًا لتقارب والتقاء المصالح التركية الروسية هناك، بالرغم من أن هؤلاء المسلحين معارضين للحكومة السورية وللدور الروسي الداعم له.

وتشير مؤشرات على تحول النيجر إلى وجهة جديدة لمقاتلين سوريين، بعدما كان الحديث يدور منذ الأسابيع الأولى للانقلاب العسكري على بازوم في 26 تموز/ يوليو 2023، حول ضلوع مجموعة فاغنر الروسية في أحدث الانتكاسات الفرنسية في أفريقيا.

ووثق المرصد السوري مقتل نحو خمسين مقاتلاً سورياً في النيجر، غالبيتهم في هجمات شنتها مجموعات متشددة.

واستولى الجيش على الحكم في النيجر منذ أواخر تموز/يوليو 2023 وأنهى اتفاقات أمنية ودفاعية مع دول غربية بينها فرنسا والولايات المتحدة.

ومنذ العام 2020، أرسلت تركيا آلاف المقاتلين السوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب “حكومة الوفاق الوطني” التي تدعمها أنقرة في مواجهة حكومة موازية مدعومة من روسيا والإمارات.

“الاستثمار في الأزمات”

للأسف لا تزال تركيا تخرق كل المعايير الدولية، وتضرب بها عرض الحائط، لتحقيق سياستها التوسعية النفعية على حساب شعوب الدول المأزومة، حيث تسعى لتحقيق أقصى استفادة اقتصادية وسياسية بأقل تكلفة ممكنة من خلال التجارة بهؤلاء المرتزقة وأرواحهم في إطار سياسة “الاستثمار في الأزمات”.

استخدام تركيا للمرتزقة السوريين هدفه عدم إحداث بلبلة داخل تركيا في حال استخدام قوات تركية مباشرة، وعدم تأثّر سياسة أردوغان في هذه البلدان بسقوط قتلى في صفوف مرتزقة من جنسيات أخرى.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.