الإدارة الذاتية تؤسس لاستراتيجية تعليم جديدة في المستويين المدرسي والجامعي

تبذل الإدارة الذاتية منذ نهاية العام الدراسي 2023- 2024 جهوداً مكثفة للتغلب على التحديات التي تواجه عملية تطوير واقع التعليم لديها وإجهاض المحاولات الجارية لإفشال هذا القطاع من قبل أطراف موالية لتركيا أو للحكومة السورية أو لداعـ.ـش، وذلك من خلال إعادة تنظيم النظام التعليمي والتربوي لديها بعقد سلسلة من الاجتماعات لأولياء الأمور في غالبية مدارس الإقليم، واعتماد مناهج جديدة ومجالس إدارية جديدة تستند إلى مبدأ “التعليم الديمقراطي” وذلك في كل من التعليم المدرسي والجامعي.

وفي هذا السياق، أعلنت الإدارة الذاتية عن تأسيس مجلسين لإدارة النظام التعليمي والتربوي في إقليم شمال وشرق سوريا، الأول تمثل بتأسيس “مجلس جامعات إقليم شمال وشرق سوريا” الذي وقع على عاتقه رسم خطط واستراتيجية عامة هدفها النهوض بقطاع التعليم العالي، ووضع برامج أكاديمية خاصة بالدراسات العليا وفتح جامعات في مناطق شمال وشرق سوريا. وبخصوص ذلك صرّح خليل العلي (الرئيس المشترك لمنسقية الجامعات في الإدارة الذاتية) إنَّ “الهيئة الإدارية في مجلس الجامعات سوف تكون مكلفة بالقرارات التي تخص جامعات الإقليم الثلاث، مع الحفاظ على خصوصية كل جامعة وأيضاً يمكنهم التعديل على الأنظمة في الجلسات الاعتيادية”.

أما الثاني فيتمثل بمجلس التربية والتعليم في إقليم شمال وشرق سوريا، والذي لا يزال قيد التأسيس حيث انعقد اليوم الجمعة في قاعة الاجتماعات في جامعة الشرق بمقاطعة الرقة، الاجتماع التأسيسي لهذا المجلس من قبل هيئات التربية والتعليم في مقاطعات الإقليم، ومجلس جامعات الإقليم، تم فيه مناقشة النظام الداخلي للمجلس والإعلان عن تشكيله وفقاً للمادة 98 من العقد الاجتماعي، إلى جانب مناقشة المقترحات والتوصيات التي سيتم اعتمادها في ختام الاجتماع لتطوير العملية التعليمية في المنطقة.

وعلى صعيد متصل كثّفت هيئات التربية والتعليم في مقاطعات الإقليم أعمال تجهيز وإصلاح المدارس، ففي مقاطعة منبج على سبيل المثال بلغت عدد المدارس الداخلة في الخدمة للعام الدراسي (2024 – 2025) 351 مدرسة في المدينة والريف، استقبلت 123625 طالباً وطالبة لهذا العام، وبمشاركة 5518 معلماً وفقاً للرئيس المشترك في هيئة التربية والتعليم في المقاطعة، علي اليوسف. وفي مقاطعة الرقة تحرص لجنة التعليم التابعة لهيئة التربية والتعليم في المقاطعة على رفع مستوى التعليم، من خلال تقييم المعلمين والتلاميذ ومتابعة تطبيق الخطط المرسومة للنهوض بالعملية التعليمية، بالإضافة للتنسيق مع معهد إعداد المعلمين لترشيح معلمين بغية رفع مستواهم وكفاءاتهم العلمية والمعرفية، من خلال برنامج يتضمن طرائق تدريس واستاجات عملية في كل المواد.

وفي مقاطعة الحزيرة افتتحت مراكز الدورات التدريبية أبوابها أمام المعلمين في إطار برنامج نظام التقييم، وطرائق التدريس الحديثة المتبعة في نظام التعليم، وتقديم تدريبات على المنهاج الجديد لصفوف الأول، الرابع، السابع والعاشر، لكلا المكونين الكردي والعربي، وذلك بهدف تمكين المعلمين من إتقان المنهاج بشكل أعمق وتقديمه للطلاب لتعزيز جودة التعليم ورفع مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب ما من شأنه أن يحقق النهوض بالعملية التعليمية والسير بها بالاتجاه الصحيح وفقاً للقائمين عليها.

وتأتي هذه التطورات وسط ظروف سياسية معقدة تمر بها المنطقة، وشن أكثر من جهة لحملات تحريض وتشويه متعمدة بقصد إفشال النظام التعليمي والجامعي في إقليم شمال وشرق سوريا، رغم ذلك لا تزال المجتمعات المحلية في الإقليم مستمرة في الاندماج مع النظام التربوي والتعليمي للإدارة الذاتية.