استمرار عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين وسط صمت المنظمات الحقوقية الدولية
تستمر الدولة التركية منذ احتلالها عفرين عام 2018 بممارسة سياسية التغيير الديمغرافي فيها، من خلال تهجير سكان عفرين الأصليين من الكرد بشتى الوسائل وبناء المستوطنات، وذلك بدعـم وتمويل من قبل الجمعيات والمنظمات الاخوانية الخليجية والفلسطينية. وفي هذا السياق أعلنت منظمة “جمعية الأيادي البيضاء” أنها تقوم بتنفيذ أعمال الإنشاءات والبناء في قرية “بسمة السكنية ” في قرية شاديره – ناحية شيراوا بريف عفرين، وفق منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا. وعادة ما يشير مثل هذا الاعلان إلى وجود مستوطنة يتم إنشاءها .
وعلى صعيد متصل، أكد ناشطون محليون أقدام القوات التركية على بناء مستوطنة للمقاتلين الأجانب من دولة البوسنة والهرسك المنضمين لفصائل المرتزقة، وقد تم افتتاح المستوطنة في مدينة صوران بريف حلب الشمالي باسم “مدينة الأمل” بالإضافة لافتتاح مسجد باسم شهداء البوسنة وذلك بحضور ما يسمى مجلس صوران المحلي ومديرية الأوقاف والشؤون الدينية المـ.ـوالية لتـ.ـركيا ليتجاوز عدد المستوطنات المشيدة أكثر من 40 مستـ.ـوطنة على الأراضي التي يمتلكها المواطنون الكرد بعد غصب عقاراتهم، وعادة مما تأوي هذه المستوطنات وافدين وعائلات الفصائل الموالية لتركيا.
وتؤكدالعشرات من التقارير الحقوقية والقانونية على أن بناء تركيا للمستوطنات في المناطق المحتلة يعد انتـ.ـهاكاً لمبادئ القانون الدولي وكافة المواثيق والمعاهدات وقرارات المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات لاهاي واتفاقيات جنيف وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث جاء في المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة: “لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءاً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها”. وجاء في المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة: “يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير”. وجاء في المادة 46 من اتفاقية اتفاقية لاهاي/ 1907م: “ينبغي احترام شرف الأسرة وحقوقها، وحياة الأشخاص والملكية الخاصة، وكذلك المعتقدات والشعائر الدينية. لا تجوز مصادرة الملكية الخاصة”
رغم ذلك لاتزال الدولة التركية مستمرة في بناء المستوطنات وتوطين التركمان و العر ب الموالين لها مكان الكرد الذين يحاولون بشتى الوسائل التشبث بأراضيهم دون أن يكون هناك تدخل من المنظمات الدولية لحماية حقوقهم، حيث تستخدم الفصائل الموالية لتركيا الاتاوات والمعاملة السيئة والتقارير الكيدية وأعمال التـ.ـرهيب لاجبارهم على الهجرة والنزوح.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.