تعليقاً على الهجمات والاشتباكات التي تشنها الجماعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي بقيادة ما تسمى “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” على مواقع قوات الحكومة السورية في أرياف حلب وإدلب.
تحدث المحلل السياسي السوري محمد عيسى لوسائل إعلام محلية عن التصعيد، قائلاً: “لا يمكن فصله عما يجري في الجغرافيا الجنوبية وعن تداعيات الحرب الإسرائيلية مع محور إيران والإسلام السياسي بشكل عام، وقد جاء هذا التصعيد مفاجئاً ومتناقضاً مع الإعلان الرسمي الذي يسوقه الإعلام عن نوايا تركيا بتعجيل الخطى في خطة المصالحة مع دمشق، وكذلك متعارضاً مع المساعي الروسية لإتمام هذه المصالحة”.
وأشار محمد عيسى إلى أن هناك عدة تصورات لدى تركيا، ومنها “الضغط على الحكومة السورية لتسريع عملية التطبيع والمصالحة وفق الرؤية التركية، هذه المصالحة التي تشير المتابعات إلى إن الحكومة تبدي تلكؤاً أو تباطؤ حيال تنفيذها، مما أغضب أنقرة ودفعها للتلويح بأوراق القوة التي لديها.
وتابع عيسى: “قد يكون هناك تواطؤٌ إيراني مع أنقرة لقطع الطريق على خيارات تفاهم بين الحكومة ومحور الاعتدال العربي، متمثلاً بالتفاعل الإيجابي مع المبادرة العربية التي وافقت دمشق على مضامينها خلال القمة العربية التي عقدت في الرياض والتي كان من مظاهر ترجمتها، تحييد دمشق لنفسها إلى حد كبير عن سياقات الحرب الأخيرة، الأمر الذي قد تكون فهمته طهران على أنه نوايا انقلابية ضد ما يسمى بـ “محور المقاومة”، وفي ذلك تكون إيران قد اقتربت أكثر من حليفها الخفي والحقيقي والإسلامي التركي
وأكد المحلل السياسي السوري أن الاندفاعة التركية المسعورة والتي أدت إلى قضم الإرهابيين الموالين لتركيا لما يقرب من عشرة قرى من ريف حلب الغربي حتى الآن، ترتبط بشكل أكيد بتعقيدات الحوار المتعثر بين السلطات السورية وما بين حكومة أنقرة المتخبطة بعد تطورات الحرب الأخيرة، هذا الحوار الذي أراده حواراً من شأنه أن يؤدي إلى اصطفاف دمشق إلى جانبه في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي قد لا تكون دمشق مستعدة له”
المحلل السياسي أشار إلى أنه: “لا شك أن التطور المباغت قد وضع الوسيط الروسي أمام حرج شديد، وقد يكون وضع التفاهمات التي جرت مع الإيرانيين والأتراك في محور أستانا وموضوع خفض التصعيد في مهب الريح، فالموقف الروسي الذي يتوسم خيراً في قدوم إدارة ترامب وانعكاس ذلك على توفير فرص جيدة لحل الاستعصاء القائم في الحرب الاكرانية – الروسية، بحيث يؤمن مخرجاً ما مشرفاً أو يحفظ ماء الوجه لروسيا من هذه الحرب التي شنتها على أوكرانيا، هذا المخرج الذي أحجمت حكومة بايدن عن توفيره لبوتين طيلة الفترة الماضية، قد يحتم على السياسة الروسية أن تعبر عن حسن نواياها تجاه السياسة الأمريكية المتوقعة في المنطق وتجاه إسرائيل أيضاً”.
والجدير ذكره أن خلال الساعات الأولى من هجمات مرتزقة الاحتلال التركي على مواقع لقوات الحكومة السوية زعمت الجماعات المرتزقة أنها وسعت نطاق سيطرتها بعد انسحاب القوات الحكومية من قرى وبلدات عديدة في ريف حلب، وأنها باتت تقترب أكثر من مدينة حلب ومن طريق دمشق – حلب الدولي الاستراتيجي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.