أعلن وزيرالدفاع التركي، يشار غولر، عن استمرار أعمال بناء مليون منزل من الطوب في شمال سوريا لتوطين اللاجئين السوريين المرحلين من تركيا فيها، مؤكداً على الانتهاء من بناء 116 ألف منزل حتى الآن، مضيفاً أن اللاجئين الذين عادوا إلى شمال سوريا سيبدأون بالاستقرار في هذه المنازل مع مرور الوقت، وكشف عن عودة 115 ألفاً خلال العام الحالي، بحسب ما نقله موقع “الشـ.ـرق” الأخباري. ويرى حقوقيون هذه التصريحات دليلاً دامغاً على تورط الحكومة التركية في عمليات تغيير ديمغرافي خطيرة في المنطقة تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعلى صعيد متصل، أعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH)، بالتعاون مع ما تسمى منظمة “قطر الخيرية”، الانتهاء من بناء مستوطنة “مدينة الأمل” في شمال سوريا لتوطين 1400 عائلة محسوبة على جماعة الإخـ.ـوان المـ.ـسلمين. إلا أن التركيز الاكبر في بناء المستوطنات يتركز على عفرين وريفها في سياق عمليات الإبادة والتغيير الديمغرافي التي تمارسها الدولة التركية بحق الشعب الكردي منذ ما يزيد عن مئة عام، حيث افتتحت منظمة “آفاد” التركية وجمعية “مديكس وورلد وايد الطبية Medics Worldwide” مستوطنة جديدة في عفرين في شهر تشرين الأول الفائت، وبحسب وكالة “نورس برس” سيتم إسكان أكثر من 200 عائلة لعناصر يتبعون لفصيل “أبو نور الأوزبكي” الذي يعمل ضمن “فرقة الحمزة” التابعة لفصيل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا. وفي السياق قالت منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا أن منظمة “جمعية الأيادي البيضاء” التي تصف نفسها بـ “الخيرية” تقوم بتنفيذ أعمال الإنشاءات والبناء في مستوطنة “بسمة السكنية” في قرية “شاديره” التابعة لناحية شيراوا بريف #عفرين. ويتم التذرع بإيواء المتضررين من زلزال شباط 2023م وإيواء النازحين لتبرير بناء هذه المستوطنات، والتي يتم فيها توطين العائلات الموالية لتركيا على وجه الخصوص .
لقد وثقت تقارير دولية وحقوقية تهجير حوالي 90% من سكان عفرين الأصليين. وتم بناء عشرات المستوطنات على أراضٍ تعود لسكان المنطقة الأصليين دون موافقتهم، وفقاً لتقارير محلية ودولية. ومع استمرار الانتهاكات اضطرت “منظمة العفو الدولية” (الامنستي) خلال الشهر الماضي اطلاق حملة تواقيع تضامنا مع منطقة عفرين وباقي المناطق الخاضعة للاحتلال التركي، وجاء في نص الحملة “لقد أوضحت التحقيقات التي أجرتها منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وجود انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الجيش التركي والميليشيات التي تدعمها في سوريا. والوضع مستمر على ما هو عليه” وأضافت “يتوجب على تركيا إنهاء الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة الموالية لها، ومحاسبة الجناة، والالتزام بمساعدة سكان عفرين في إعادة بناء حياتهم، بما في ذلك ضمان العودة الآمنة للأشخاص الذين أجبروا على الفرار”.
ويرى مراقبون أن ما يحدث من معارك عنيفة في شمال غرب سوريا بين القوات الحكومية والفصائل الموالية لتركيا، هي عملية عسكرية تركية لتعزيز نفوذها في سوريا تحسباً لما قد يحدث بعد استلام إدارة ترامب لمهامها والتحولات التي قد تشهدها بلدان المنطقة، ومحاولة لتطبيق “الميثاق الملي” باحتلال كامل الشمال السوري بدءاً من حلب، وزيادة وتيرة عمليات التغيير الديمغرافي من خلال استغلال توافد آلاف النازحين من إدلب وريفها وريف حلب الفربي إلى عفرين وتوطينهم فيها…
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.