الإدارة الذاتية ومجتمعات شمال وشرق سوريا تستنفر جهودها لإغاثة مهجري عفرين والشهباء
شهدت مقاطعة عفرين والشهباء خلال الأيام الماضية موجة جديدة من التهجير القسري والتطهير العرقي، حيث أجبر مئات الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم وقراهم ومخيماتهم، نتيجة التصعيد العسكري والهجوم المنسق الذي نفذته “هيـ.ـئة تحـ.ـرير الشـ.ـام” (جـ.ـبهة النـ.ـصرة سابقًا) ومرتزقة القوات التركية على مدينة حلب وريفها، حيث اضطر آلاف السكان، خاصة من الكرد، لإخلاء منازلهم على عجل في قرى وبلدات مقاطعة عفرين والشهباء بعد تعرضهم لهجمات عنيفة من قبل المرتزقة. وقد تمكن عشرات الآلاف من الوصول إلى المناطق الآمنة في مقاطعات شرق الفرات عبر الممر الآمن الذي أمنته قوات سوريا الدينقراطية وبضمانة التحالف الدولي.
وفي سياق اعلانها التعبئة العامة شكلت الإدارة الذاتية وبمساندة المجتمعات المحلية خلايا أزمة في مقاطعات الفرات والطبقة والرقة والجزيرة لاستقبال قوافل المهجرين وتأمين المأوى والمستلزمات الضرورية لهم بالاستناد بشكل مبدئي على الإمكانيات المتوفرة، وذلك في ظل تقاعس المنظمات الإغاثية الدولية. ففي مقاطعة الطبقة بادر الاهالي في مدينة مسكنة وبلدة دبسي عفنان وبلدة دبسي فرج والقرى المحيطة وبالتنسبق مع خلية الطوارئ في المقاطعة بارسال قافلة من المواد الغذائية إلى المهجرين، كما وقامت كومينات المدينة بتوزيع الطعام على المدارس التي يقطنها المهجرون، سعياً لتخفيف معاناتهم وتأمين ما يمكن من احتياجاتهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهونها. بالإضافة إلى تأمين مأوى لهم بين الأهالي بعد امتلاء مدارس المقاطعة.
وفي مقاطعة الرقة جمع الأهالي الأثاث المنزلي والألبسة والمواد الغذائية، بالإضافة للمعدات المنزلية؛ لتزويد المهجرين بها، لاستخدامها في مراكز الإيواء.
وافتتح مجلس مدينة الحسكة، ثلاثة خيام لجمع التبرعات للمهجرين قسراً من الشهباء وعفرين، وسط إقبال كبير من قبل المواطنين. وفي خطوة تعكس معاني التضامن والتكاتف، قام أهالي مدينة الدرباسية وقراها في مقاطعة الجزيرة وبالتنسيق مع لجان الطوارئ بتقديم مستلزمات إنسانية عاجلة للمهجرين الواصلين إلى المنطقة، وتضمنت التبرعات مواد غذائية، ملابس شتوية، خيام وبطانيات، بالإضافة إلى مستلزمات طبية لتلبية احتياجات المهجرين.
وقدمت معظم مدن شمال وشرق سوريا دعمها و تعاطفها مع المواطنين المهجرين، وبرزت الكثير من المبادرات الفردية من خلال تأمين منازل بدون آجار و”فزعات” لمتطوعين من مدينة قامشلو وغيرها، بالإضافة إلى استجابة معظم شركات النقل في المنطقة لمناشدات المساعدة في نقل المهجرين. ويتفق معظم من تم استطلاع آراءهم على أن كل مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تساهم في تخفيف معاناة المهجرين، والتأكيد على المواجهة المشتركة لهذه المحنة العصيبة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.