بين آمال بناء دولة ديمقراطية عادلة ومخاوف انزلاق البلاد في أتون صراعات جديدة، تحدث عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل عن رؤيتهم لمستقبل سوريا. مؤكداً أن الثورة لم تنتهِ بعد سقوط النظام، بل هي في مرحلة بناء النظام الجديد، وشدد على ضرورة الابتعاد عن أخطاء الماضي واحتضان التنوع السوري كقوة حقيقية لتوحيد البلاد.
وقال عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، آلدار خليل أن القضايا المحورية التي تواجه البلاد، بما في ذلك النظام الإداري الأمثل، دور الإدارة الذاتية كنموذج لسوريا المستقبل، العلاقات مع الأطراف السورية المختلفة، ومخاطر التدخلات الخارجية، خصوصاً التركية. كما ناقش التحديات التي تواجه سوريا وضرورة الوحدة السورية لتحقيق السلام والاستقرار.
ونوه آلدار خليل إلى أن رحيل نظام بشار الأسد وحزب البعث يعني بدء صفحة جديدة في تاريخ سوريا، ولكن هذا لا يعني بأن الثورة انتهت، بالعكس، الثورة هي فترة بناء، هي مرحلة إنشاء نظام جديد، بدء مرحلة جديدة، لذلك، بمجرد رحيل النظام هذا لا يعني بأن الثورة قد تحققت بقدر ما هي الخطوة الأولى من تحقيق الثورة.
وأضاف عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي :يجب أن تكون سوريا الجديدة ديمقراطية، تعيش فيها جميع المكونات بحرية، تعبر عن ذاتها وعن تاريخها، وعن حقيقة تكوينها من حيث اللغة والتاريخ والثقافة، ومن الجوانب السياسية، الفنية، الاجتماعية وكل الجوانب الأخرى.
كما وأشار خليل إلى موضوع الهجمات على منبج قائلاً: بعد تحرير مدينة منبج من داعش، قبل 6 سنوات، تم إعلان انسحاب قوات سوريا الديمقراطية بجميع قواتها من وحدات حماية الشعب والمرأة، من منبج، ولم يكن لها أي وجود لأنه تم تشكيل مجلس منبج العسكري من أهالي منبج. في الأساس لم تكن قسد موجودة هناك، فقط مجلس منبج العسكري والإدارة المدنية المشكلة من أهالي المدينة كانوا موجودين فيها، وعندما خُلع نظام بشار وتغيرت الظروف، حاولت تركيا استغلال هذه الفرصة من خلال مهاجمة مناطق الشهباء وتل رفعت وبعدها توجهت نحو منبج. آنذاك حاول مجلس منبج العسكري والقوى المحلية الموجودة هناك منعهم من احتلال المدينة كون أهالي منبج هم من يديرها، ولا يوجد فيها قوات غريبة.
ما كنا نتمناه، حسب الوضع الجديد، هو مناقشة الوضع بشكل عام وليس منطقةً منطقة. فمثلاً، كيف سيكون النظام الإداري في سوريا، ومن الناحية السياسية، كيف ستؤول الأمور فيها؟ عندها كان يمكن الاتفاق دون الحاجة لمهاجمة منبج. الاتفاق الذي سيتم في دمشق هو الذي سيحدد صيغة الإدارة في منبج، ولكن في هذه المرحلة الانتقالية، حيث لا وجود للنظام أو أي قوة أخرى، كان بالإمكان الإبقاء على منبج كما هي حتى يتم الاتفاق على شكل واضح بين القوى الفاعلة في سوريا، ويتم تعميم ذلك الاتفاق على جميع المناطق وليس منبج فقط.
لكن، باعتبار أن الطرف الآخر لم يكن هيئة تحرير الشام بل كان الطرف التركي، وما زال، فإن هناك مجموعات مرتزقة مرتبطة بتركيا تهاجم منبج وأهلها، وهم بالطبع يضغطون في هذا الاتجاه. لذلك، نحن لسنا مؤيدين ولا نشجع على القتال وظهور الصراعات والحروب في المنطقة. فبعد خلع النظام، لماذا نبدأ مرحلة جديدة من الحروب إذا كان بإمكاننا أن نتفق على صيغة حل وإدارة؟ لذلك، فضلنا قدر الإمكان تجنب حالة الحرب والصراعات، وعلى هذا الأساس تواصلت الإدارة الذاتية الديمقراطية ومجلس منبج العسكري مع الجهات المؤثرة، وأخبروها بضرورة عدم نشوب حروب أو صراعات في المنطقة، ونحن بمنأى عنها.
واختتم عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي حديث بالقول :اللحظات التي نعيشها تاريخية سيتقرر مصير سوريا المستقبل من خلال ما سنقوم به في هذه الأيام، لذلك أدعو الجميع إلى سماع رأي الآخر وإيلاء الأولوية والأهمية للآراء الديمقراطية التي تدعو للمساواة والعدالة والحرية، وأن ننبذ أسلوب القمع والاستبداد والتحكم والسيطرة والهيمنة، فهذه الأمور عانينا منها كثيراً، الثورة التي قامت والمعاناة التي عاشها الشعب السوري كل هذه السنوات كانت ضد هذه الأمور والممارسات، ولذلك علينا جميعاً أن نقف ضد هذه الممارسات وأن لا نفتح المجال لأحد بأن يستغل هذه الظروف كي يحاول ممارسة الاستبداد بحق الآخر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.