NORTH PULSE NETWORK NPN

هجمات المرتزقة على شمال وشرق سوريا أنعشت داعش وجلبت بلينكن إلى تركيا

 

شنّ مرتزقة “الجيش الوطني” الموالين لتركيا وبتوجيه ودعم عسكري مباشر منها، هجمات دموية وغير مبررة على مقاطعة منبج بغرض احتلالها مهما ما ستتكبده من خسائر، الأمر الذي أجبر قسد (قوات سوريا الديمقراطية) على تعليق عملياتها ضد خلايا تنظيم داعـ.ـش وتوجيه مواردها المالية والبشرية لمواجهة هذا الهجوم غير المسبوق على منبج وريفها، ما أثار قلق المجتمعات المحلية التي تحررت من قبضة التنظيم وكذلك البلدان التي لها تجربة مريرة مع التنظيم كالعراق والأردن.

ويتواجد في شمال وشرق سوريا نحو 27 مركز احتجاز، تأوي ما يقارب 12 ألف عنصر من تنظيم داعش ممن شاركوا في عمليات قتالية لصالح التنظيم، بالإضافة إلى مخيمي “الهول” و”روج” اللذان يأويان الآلاف من العائلات المحسوبة على التنظيم، وكثيراّ ما تتناغم وتتزامن هجمات القوات التركية ومرتزقتها على شمال وشرق سوريا مع هجمات خلايا داعـ.ـش على الأعيان المدنية وقوات أجهزة إنفاذ القانون وحماية الأمن في المنطقة، أو تعريض المتواجدين في مخيم الهول للخطر، وهو أمر بات مألوفاً لدى غالبية سكان المنطقة.

وفي تصريح لشبكة سكاي نيوز، قال الجنرال مظلوم عبدي (القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية) أن: “تنظيم داعش أصبح الآن أقوى في الصحراء السورية. في السابق كانوا يختبئون في مناطق نائية، ولكن الآن لديهم حرية أكبر في الحركة حيث لا يواجهون أي مشاكل مع مجموعات أخرى ولا ينخرطون في صراع معها”. وأكد أن الاشتباكات مع الفصائل المدعومة من تركيا تجعل من الصعب التركيز على منع داعش من تجديد نشاطه، وأضاف: “في الوقت الحالي، العمليات المشتركة ضد داعش متوقفة، وهذا ليس قرارا بل حقيقة عسكرية، فالتحالف منشغل أيضا بالصراع الدائر، لذلك أؤكد أنه إذا استمرت هذه الهجمات فإن العمليات المشتركة ستبقى معلقة”.

ويبدو أن هذه التطورات دفعت بـ أنتوني بلينكن (وزير الخارجية الأمريكي) الخميس الفائت، إلى القيام بزيارة بدت عاجلة إلى كل من عمان وأنقرة وبغداد. وبخصوص تنامي القلق من صعود نشاط داعش مجدداً وسط الفوضى التي تشهدها بعض المناطق السورية وتعليق قسد لعملياتها جراء هجمات مرتزقة تركيا، شدد “بلينكن” على أهمية قوات سوريا الديمقراطية لضمان الأمن والسلم الدوليين بخصوص محاربة الإرهاب.

واعتبر بلينكن في تصريح اعلامي في العاصمة التركية، أن “دور قوات سوريا الديمقراطية حيوي لمنع عودة تنظيم داعش إلى سوريا بعد الإطاحة برئيس النظام السابق، بشار الأسد”. وأضاف أن “الدور الحيوي لضمان عدم حدوث ذلك هو لقوات سوريا الديمقراطية”. وأضاف: “لطالما دعمت #واشنطن قوات سوريا الديمقراطية كحليف رئيسي في القتال ضد تنظيم “داعش”، إذ كانت قواتها رأس حربة في هجوم أدى إلى هزيمة “دولة الخـ.ـلافة” المعلنة في سوريا في عام 2019″.

وفي السياق يرى الكثير من المحللين بأن “استمرار وجود قوات سوريا الديمقراطية هو تأكيد مستمر على منع عودة داعش من خلال استغلال الاضطرابات والفوضى، وأي ضغط كبير سواء من تركيا أو مرتزقتها أو طرف آخر، على قوات سوريا ينذر بإمكانية هروب سجناء داعش المحتجزين في مراكز الاحتجاز والسجون ويشجع التنظيم على شن هجماته، حيث “تنخفض فعالية محاربة داعـ.ـش عندما تركز قوات سوريا الديمقراطية على حماية المدنيين والمجتمعات المحلية من هجمات مرتزقة تركيا. ولهذا السبب يصب استمرار هذه الهجمات في مصلحة داعـ.ـش”.

ويبدو أن النجاح النسبي لاتفاق وقف اطلاق النار بين قسد ومرتزقة تركيا بضمانة أمريكية قد خفض من مستوى القلق والتوتر في المنطقة، وأعاد الضغط المتواصل على خلايا التنظيم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.