NORTH PULSE NETWORK NPN

تصـ.ـاعد العـ.ـنف الطائـ.ـفي في سوريا رغم دعوات التهـ.ًدئة يدفع البلاد مجدداً نحو حافة الهـ.ـاوية

 

أصبح العنف الطائفي عنوان المشهد السياسي والأمني في الساحل السوري ومناطق أخرى، وبشكل خاص في المناطق التي يتواجد فيها أتباع الطائفة العلوية. وفي يوم الثلاثاء الفائت اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيل علوي ومجموعة عناصر من القوات الأمنية التابعة لإدارة دمشق في قريتي عين الشرقية وزاما بريف جبلة على خلفية أعمال العنف التي تمارس بحق العلويين وتوّثق بالصوت والصورة والتي تسببت بخروج مظاهرات ضمت عشرات الآلاف من الأشخاص في عين الشرقية منذ بضعة أيام، مطالبين بإخراج العناصر الأجانب التابعين “للإدارة العامة العسكرية” وفقاً للمرصد السوري لجقوق الإنسان، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين. وأعقبت هذه الاشتباكات خروج مسيرة حاشدة لأبناء الطائفة السنية في منطقة الصليبية في اللاذقية رددوا شعارات طائفية مسيئة للعلويين وفق مشاهد فيديو متداولة على صفحات التواصل الاجتماعي.

وتجري محاولات من كلا الطرفين على ضيط الوضع المتوتر ومنع خروجه عن السيطرة، حيث نأت شخصيات دينية علوية بنفسها عن عملية ريف جبلة، وفي السياق نقلت قناة “الحدث” عن مصادرها في وقت سابق سماح “هيئة تحـ.ـرير الشـ.ـام” بعبور مليون شخص من الطائفة العلوية بدمشق إلى مناطق الساحل دون انتقام أو تصفية!، وتحميل مسؤولية التوتر الحاصل على فلول النظام البعثي وعناصر من إدارة العمليات العسكرية على أنها تتصرف وفقاً لدوافع فردية.

ويرى مراقبون تنامياً في معدل الهجمات المتبادلة ويبدو أنها تتجه للخروج عن السيطرة، خاصة مع ارتفاع عدد حوادث العنف في الساحل السوري وحمص وريف حماه، مع دخول محسوبين على حزب الله اللبناني أحياناً في معارك مع إدارة العمليات العسكرية على الحدود السورية- اللبنانية، حيث اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، الثلاثاء، بين عناصر من “حزب الله” اللبناني من جهة، وأهالي قرية المصرية على الحدود السورية -اللبنانية المدعومين من إدارة العمليات العسكرية. من جهة أخرى، دون تسجيل خسائر بشرية، بالإضافة إلى اشتباكات أخرى اندلعت صباح الثلاثاء بين “إدارة العمليات العسكرية و عناصر تابعة “لحزب الله” اللبناني عند الحدود السورية اللبنانية الهرمل – القصير.

وبحسب المراقبين تعتبر دعوة الشيخ العلوي صالح المنصور، الذي طالب بإخراج المقاتلين الأجانب والعمل على ضبط الأمن والممارسات الإجرامية التي تحدث بحق أبناء تلك المنطقة، مؤشرات قوية على تصاعد العنف الطائفي خاصة بعد توعده بطلب المساعدة من منظمات الأمم المتحدة في حال عدم الاستجابة وحتى طلب الحماية المباشرة من فرنسا، وذلك بعد أن شيّع أهالي بلدة عين الشرقية بريف جبلة في محافظة اللاذقية في 9 كانون الثاني جثامين 3 فلاحين، بينهم طفل، قُتلوا على يد عناصر غير سوريين من “إدارة العمليات العسكرية” في حادثة أثارت غضباً واسعاً بين أبناء الطائفة العلوي، وسط أنباء عن اعتقال المنصور وعدد آخر بعد الإشتباكات التي شهدها ريف جبلة الثلاثاء بحسب لصفحات أخبار محلية.

وأعتبر مسؤول بإدارة العمليات الأمنية التابعة لإدارة دمشق الاعتداء على الأمن تأكيد على “وجود مجموعات منظمة تمارس الإرهاب” مؤكداً أنهم سيسعون لضرب بيد من حديد كل من يحاول زعزعة استقرار المنطقة ومحذراً في الوقت نفسه المواطنين في الساحل من مغبة عدم الالتزام بتعليماتهم تجنباً للمساءلة.

يُذكر أن الكثير من الخبراء في مجال الأزمات الدولية يؤكدون أن تصاعد عمليات الإنتقام، وتنامي التطرف القومي والطائفي والديني، والتحريض على استمرار العمليات القتالية، وتواصل ارتكاب الانتهاكات بحق الأقليات في سوريا، سيؤدي بلا شك إلى اقتراب البلاد مرة أخرى من حافة الهاوية والعودة إلى المربع الأول للأزمة السورية، ما يعمق انقسام البلاد بشكل أكبر ويمنع تجقيق الإستقرار فيها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.