معانـ.ـاة المجتمع العلـ.ـوي بين مطـ.ـرقة سلـ.ـطة دمشق وسنـ.ـدان فلـ.ـول النظـ.ـام
أثارت المعارك الدائرة بين قوات سلطة دمشق ومجموعات مسلحة توصف بأنها من فلول النظام منذ يوم الخميس الفائت، مخاوف من تصاعد العنف الطائفي بشكل خطير وعودة الأزمة السورية إلى المربع الأول، رغم محاولات جميع القوى إظهار انفتاحها على الحوار الوطني الذي يبدو أنه لا يزال في سياق أطروحات نظرية لصرف النظر عن أجـ.ـندة التفرد بالسلطة في دمشق، حيث تعيش سوريا في هذه الأيام أزمة وطنية مستفحلة وانقسام كبير، وسط عجز سلطة دمشق عن بناء الثقة مع كافة المكونات السورية.
وتوقعت تقارير حقوقية من مصادر مختلفة تجاوز أعداد الضحايا في المجازر التي ارتكبتها قوات سلطة دمشق الألف قتيل بالتزامن مع نزوح الآلاف من المجتمع العلوي إلى الجبال أو إلى قاعدة حميميم الروسية أو إلى لبنان هرباً من العنف الطائفي، وبالتوازي مع عمليات سرقة ونهب وسلب واسعة النطاق لممتلكات المدنيين قام بها المرتزقة الذين كانوا يسيطرون على المناطق المحتلة تركياً في الشمال السوري، وسط مواقف عربية ودولية وأممية خجولة بدت منحازة إلى جانب سلطة دمشق رغم التقارير الموثقة عن عشرات الانتهاكات والمجازر.
وتؤكد المعطيات الميدانية إلى أن فلول النظام البعثي تمكنوا من استغلال مجموعة متنوعة من المظالم وخطاب الكراهية الذي يتعرض له المجتمع العلوي ضد سلطة دمشق بنجاح لتجنيد أعضاء للقتال قد يكونون أو لا يكونون مدفوعين في الرغبة بإعادة نظام الأسد. وسط توقعات باستمرار العمليات ضد سلطة دمشق في مناطق متفرقة من غرب سوريا إلى أن تتمكن دمشق من بناء الثقة مع المجتمعات المحلية وتأمين السكان ضد الانتهاكات التي ترتكبها قواتها الأمنية.
على صعيد متصل، أكد تقرير أمـ.ـني لمركز “دراسات الحرب والسلام” الأمريكي السبت، إن طريقة استجابة سلطة دمشق للأحداث الأخيرة في جميع أنحاء الساحل السوري كانت “عملية سيئة التنفيذ” تحولت إلى عمليات إعدام خارج نطاق القضاء من قبل قواتها، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الشرخ بين المجتمعات المحلية وسلطة دمشق. واعتبر التقرير وصف سلطة دمشق للانتهاكات والمجازر المرتكبة بحق العلويين بأنها “انتهاكات فردية” بإنها مؤشر على أن سلطة دمشق “تفتقر إلى القيادة والسيطرة على بعض التشكيلات على طول الساحل”. وأكد التقرير على إن “النهج القاسي الذي يفشل في التمييز بوضوح بين المتمردين والمدنيين يمكن أن يكون سمة من سمات ضعف القيادة والسيطرة داخل المنظمة العسكرية”.
يؤكد مختصون في الشؤون الدولية على أن عجز أو عدم رغبة سلطة دمشق في بناء الثقة مع المجتمعات السورية والاستمرار في تعزيز سياسة التفرد بالسلطة سيزيد من انقسام البلاد، وسيطيل من أمد الأزمة وربما تفاقهما بدرجة خطيرة، وما يؤكد على هذه الحقيقة بحسب المختصين عدم اقتناع معظم القوى في كل من إقليم الجنوب السوري وإقليم شمال وشرق سوريا بمسألة التخلي عن سلاحها والخضوع للنظام الجديد، وما يعزز قناعتها الأحداث القاسية التي شهدها الساحل السوري مؤخراً.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.