القامشلي- نورث بالس
كشفت عدة منظمات ومراكز بحث ودراسات في شمال شرق سوريا عبر بيان مشترك حصيلة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها الفصائل الجهادية والقوات التركية في مقاطعة عفرين على مدى ثلاث سنوات من الاجتياح والسيطرة عليها.
وعبر مؤتمر صحفي أقيم في مبنى دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في مدينة القامشلي، أدلت المنظمات ومراكز البحث والتوثيق عن تقريرهم الذي تضمن توثيق الانتهاكات والجرائم المرتكبة في عفرين على مدى 3 أعوام، وجاء تقريرهم على الشكل التالي:
“-في ال 20 من كانون الثاني 2018 أطلق جيش الاحتلال التركي و المجموعات الجهادية السورية التابعة لها عملية عسكرية لاحتلال مقاطعة عفرين ,مستخدمة كافة أصناف الأسلحة الثقيلة والحديثة وبأسناد من القصف المدفعي والطائرات الحربية بكل وحشية مخلفةً كماً هائلاً من التخريب والدمار للبنية التحتية والمنشآت المدنية الحيوية . تسبب الهجوم بسقوط الآلاف من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح وتهجير مئات الآلاف من سكان هذه المناطق وارتكاب العشرات من المجازر التي تتسم بالتطهير العرقي مرتكبة خروقات فاضحة لكل المبادئ والمواثيق الدولية تحت ذرائع مختلفة لتبرير احتلال مقاطعة عفرين ومنها : حماية الامن القومي التركي و انشاء مناطق آمنة وتوطين اللاجئين والنازحين السوريين علماً ان عفرين كانت تتمتع قبل احتلالها بنظام اداري و مجتمعي و تتمتع باستقرار نسبي من الناحية الأمنية و الاقتصادية والتي كانت تفتقدها معظم المناطق و المدن السورية الأخرى بالإضافة إلى إيواء عشرات الآلاف من النازحين من المناطق السورية الاخرى .
-سنعرض فيما يلي جانب من الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين في مقاطعة عفرين خلال ثلاث سنوات من الاحتلال, جزء منها تم توثيقها و الجزء الأكبر مازال مخفياً نتيجة سياسة الدولة التركية و المجموعات الجهادية التابعة لها من خلال التعتيم الإعلامي واخفاء الأدلة وعدم وجود لجان دولية مستقلة قادرة على الوصول إلى جميع الضحايا, وهي كالتالي :
إحصائيات العام 2018:
1- قامت الدولة التركية بأطلاق العملية العسكرية مع ساعات المساء الاولى في ال 20 من كانون الثاني 2018 باستخدام اكثر من 72 طائرة حربية و اسناد مدفعي مستهدفة كافة المرافق العسكرية و المدنية و الحيوية وقامت بالاجتياحبالتعاون معالفصائل الجهادية السوريةوذلك بعد مقاومة مستميتة من قبل أبنائها استمرت لأكثر من 58 يوم . تسبب احتلال الجيش التركي لعفرين بنزوح مئات الالاف من سكانها , ما يقارب 80 % من سكانها إلى مناطق الشهباء و مدينة حلب وبلدة تل رفعت و مخيم الشهباء الذي انشأ من قبل الإدارة الذاتية فيما بعد . خلال ثلاث سنوات من الاحتلال تم توطين قرابة (400) ألف مستوطن في عموم قرى ونواحي عفرين المستقدمين من مناطق النزاع في سورية وخاصة ريف ادلب الجنوبي وريفي حلب الجنوبي والغربي و النازحين من منطقة الغوطة .
2- بلغ عدد الضحايا نتيجة هذه العملية (498)مدنياً فقدوا حياتهم نتيجة القصف التركي والفصائل الجهادية التابعة لهامنهم (82) ضحية قضوا تحت التعذيب وتوثيق اكثر من (696) جريحاً نتيجة القصف منهم حوالي (303) أطفال مصابين بجروح و(213) من النساء تعرضن للجروح والاصابات.
3- تم تدمير 64 مدرسة بسبب العملية العسكرية وحسب احصائية هيئة التربية والتعليم في مقاطعة عفرين فإن عدد الطلاب المسجلين لديها قبل العملية العسكرية كان 50855 طالب , حالياً يوجد فقط 13000 طالب في مناطق الشهباء . مع إغلاق الدولة التركية لجميع المراكز التعليمية ومنها جامعة عفرين وتحويل بعضها إلى مقرات عسكرية ومعتقلات ومراكز للتحقيق و إلغاء المناهج التي كانت تدرس باللغة الأم الكردية وفرض اللغة التركية على المدارس إضافة إلى فرض تدريس الشريعة الإسلامية على المتبقي من السكان ومن قبل جمعيات ومنظمات الإسلامية التركية المتشددة مثل ( هيئة الإغاثة التركية IHH ,منظومة قطر للإعادة الأمل للأرامل , جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطيني 48 , جمعية عبدالله النوري الكويتية , جمعية شباب الهدى ..)
4- خلال العام 2018 قامت الدولة التركية والفصائل المسلحة السورية المتطرفة بعمليات قتل وخطف ممنهجة وبلغ عدد المختطفين 943 مختطف ومفقود قتل منهم العشرات تحت التعذيب أو اعدامهم بدون أي محاكمات والتهم الموجه لهم هو التعامل مع الإدارة الذاتية ومعظم عمليات الخطف حدثت على يد الفصائل الجهادية وتحت اشراف القوات التركية واستخباراتها العسكرية من خلال عمليات التحقيق والتعذيب بشكل مباشر .
5- تم استهداف العشرات من المواقع الحيوية والمنشئات الصحية و التعليمية والخدمية حيث تم قصف مستشفى عفرين 3 مرات و استهداف سيارات الاسعاف العائدة للهلال الاحمر الكردي اثناء نقل الجرحى , تم استهداف محطة تصفية مياه في قرية ماتينة التابعة لناحية شرا و استهداف سد قرية ميدانكي اثناء العملية العسكرية لقطع المياه عن السكان واستخدامه كسلاح في الحرب لإجبار المدنيين على النزوح .
إحصائيات العام 2019 :
6- بلغت عدد حالات الخطف و طلب الفدية في 2019 اكثر من 6000 حالة في مقاطعة عفرين منهم 500 حالة تم المطالبة بدفع فدية مالية من ذويهم و 330 شخص مصيرهم مجهول و 700 شخص تم توثيق تعرضهم للتعذيب بالإضافة الى عمليات خطف شملت اطفال صغار و القيام بتصوير مشاهد تعذيبهم وارسالها الى ذويهم من اجل ابتزازهم لدفع الفدية والتي وصلت في بعض الاحيان الى اكثر من 100 الف دولار امريكي وبلغ عدد جرائم القتل على يد الفصائل 54 قضوا تحت التعذيب في المعتقلات و 41 قضوا نتيجة عمليات قصف الدولة التركية و الفصائل الجهادية وتم توثيق مقتل 2 صحفيين وبلغ عدد الجرحى 670 جريح بسبب عمليات القصف من قبل الفصائل الجهادية و الجيش التركي و 1730 جريح نتيجة الالغاموالمفخخات في المناطق السكنية .
7- بتاريخ 2 ديسمبر 2019 تعرضت مدينة تل رفعت والتي تبعد 35 كلم شمال حلب الى قصف مدفعي مباشر من قبل الدولة التركية والفصائل المسلحة و استهدف القصف تجمعات النازحين من عفرين بشكل مباشر ادى الى فقدان 8 اطفال لحياتهم و 2 بالغين بالإضافة الى جرح واصابة 9 أطفال اخرين و 8 بالغين بجروح بليغة في هذه المجزرة .
8- شهدت منطقة عفرين انتهاكات واسعة النطاق ضد النساء شملت عمليات خطف و قتل, اغتصاب و تعذيب وهي سياسة اتبعتها الفصائل الجهادية و القوات التركية للتنكيل بالمدنيين واجبارهم على الهروب حيث بلغ عدد حالات القتل الموثقة بين عامي 2018 و 2019 للنساء 40 أمرأه 128 جريحة وسجلت 60 حالة عنف الجنسي معظمهم بحق قاصرات حيث قامت 5 منهن بالانتحار واختطاف 270 أخريات , بالإضافة إلى تسجيل حالات زواج قسري تحت التهديد و الابتزاز وارتفاع نسبة زواج القاصرات بين النساء تفادياً من ذويهم لزواجهم من عناصر المجموعات المسلحة .
إحصائيات عام 2021 و 2020:
9- بلغ عدد الضحايا 58 فقدوا حياتهم بينهم 9 نساء و عدد حالات الخطف 987 شخص و عدد التفجيرات 39 تفجير في المناطق المأهولة بالمدنيين ادت الى جرح وقتل 170 شخص.بلغ عدد الحالات الموثقة لاختطاف النساء 35 حالة خلال العام 2020 وتم تسجيل 67 حالة عنف الجنسي بحق النساء في عفرين ومنهن قاصرات ولا يتم الإفصاح من قبلهن بسبب القيود الاجتماعية , تم توثيق 5 حالات زواج قسري من قبل الفصائل الجهادية بحق قاصرات ونساء من مقاطعة عفرين .
10- استمرت الانتهاكات كسياسة متبعة من قبل دولة الاحتلال التركي و الفصائل الجهادية العاملة تحت امرتها خلال العام 2021 بهدف اجبار من تبقى من السكان الكرد على النزوح و متابعة سياسات التهجير و التغيير الديمغرافي وقد سجلت خلال الاشهر 3 الاولى من هذا العام العديد من الانتهاكات منها خطف 153 مدني بينهم 15 نساء و اطفال وشملت عمليات ابتزاز لذويهم من اجل دفع فدية مالية من هذه الفصائل – تم تسجيل قتل 15 مدني 4 منهم نساء و اطفال – تم احصاء قطع 3000 شجرة زيتون من قبل الفصائل الجهادية بالإضافة الى نهب وتدمير 15 تل اثري في مقاطعة عفرين .
الانتهاكات بحق الاقليات و المعالم التاريخية
11- تعرضت الأقليات الى انتهاكات واسعة النطاق وعمليات تغيير ثقافية و دينية وخاصةً الطائفتين العلوية والايزيدية , يبلغ عدد قرى الأيزيديين 22 قرية كان يسكنها حوالي 25000 الف نسمة قبل اندلاع الصراع في سورية عام 2011 ومع الهجمات المتكررة للفصائل الجهادية طوال سنوات النزاع السوري هاجر عدد منهم قاصداً الدول الأوروبية. ومع دخول قوات الاحتلال التركي والفصائل السورية المتطرفة الى عفرين نزح معظمهم عن هذه القرى وبقي عدد قليل منهم لم يخرج من قراهم ومعظمهم من المسنين ولا يتجاوز أعداد المتبقين 7000 نسمة . قامت المجموعات والفصائل بارتكاب جرائم وانتهاكات ترقى الى جرائم ضد الانسانية فقد اعتمدت سياسة الترهيب و فرض الديانة الإسلامية عليهم و إجبارهم على أداء المناسك الاسلامية من صلاة وصوم وإخضاعهم إلى دورات شرعية وقتل من رفض اعتناق الدين الإسلامي بتهمة الالحاد والكفر من جانب آخر قاموا بتدمير الإرث الثقافي والديني لهذه الطائفة في محاولة منهم لإبادتهم وحولت مزاراتهم الدينية إلى حظائر للحيوانات و تدمير أضرحتهم التاريخية ومزاراتهمونبشها بحثاً عن الآثار.
12- لم يسلم شيء في مقاطعة عفرين من بطش الفصائل الجهادية و الجيش التركي فكل شيء تم استباحته حيث بلغ عدد الأشجار الحراجية و الزيتون التي تم قطعها للإتجار بحطبها أكثر من 315000 الف شجرة منها 300 شجرة معمرة نادرة و 15000 الف شجرة سنديان , تم حرق اكثر من 11000 ألف شجرة حراجية ما يعادل 2180 دونم , وحرق أكثر من 10000 هكتار من الأراضي الزراعية من أصل 33000 هكتار زراعي .
13- وشهدت المعالم التاريخية و الثقافية في عفرين عمليات تدمير ونهب كبيرة ممنهجة , بحسب احصائية مديرية الاثار في عفرين , تم تخريب و تدمير اكثر من 28 موقعاثري منها معبد عين دارا الأثري وموقع نبي هوري الأثري (سيروس ), مدفن القديس مارمارون في قرية براد و 75 تل اثري وسرقة الاثار الموجودة فيها و بيعها في الاسواق التركية في عملية منظمة لمحو الهوية التاريخية لمقاطعة عفرين , تم تدمير اكثر من 15 مزار ديني للأقليات الدينية والمذهبية وتحويل بعضها الى مساجد اسلامية برعاية مؤسسات اغاثية و دينية تركية وتحويل بعضها الى حظائر للحيوانات بعد الانتهاء من نبشها , تم تغيير اسماء معظم الشوارع و الساحات و الاماكن العامة و التاريخية في مقاطعة عفرين بأسماء شخصيات تركية واسلامية وخاصة تلك الشخصيات التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب الكردي بغية تغيير ديموغرافية المنطقة .
نحن المنظمات الموقعة أدناه نناشد المجتمع الدولي و هيئة الأمم المتحدة و المنظمات الحقوقية الدولية بما يلي :
1 – العمل على أنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية و تصنيفها بدولة احتلال.
2 – السماح للمنظمات الدولية بالدخول الى عفرين والتحقيق بالانتهاكات الحاصلة بحق السكان المدنيين.
3 –فتح تحقيق مستقل و تقديم الجناة من الفصائل الجهادية المسلحة التي تعمل تحت مسمى الجيش الوطني وجنود جيش الاحتلال التركي الى العدالة الدولية لارتكابهم جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية ومحاسبتهم لتحقيق العدالة للضحايا .
4 – العمل على عودة سكان عفرين النازحين الى بيوتهم و إخراج المستوطنين منها .
الجهات التي أصدرت الإحصائية هي كل من:
1- مبادرة دفاع الحقوقية – سوريا.
2- منظمة حقوق الانسان في الجزيرة .
3- مركز الابحاث و حماية حقوق المرأة – شمال شرق سوريا .
4- مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية .
5- اتحاد المحامين في مقاطعة الجزيرة .
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.