NORTH PULSE NETWORK NPN

شوارع حلب تشهد ازدياداً في ظاهرة التسول وأصحاب البسطات البسيطة وسط غياب الرعاية الحكومية

حلب-نورث بالس
خلقت الحرب السورية آفات اجتماعية كثيرة ومن أخطرها وأكثرها انتشارا الفقر، ومن نماذجها ما شهدته مدينة حلب في الآونة الأخيرة من كثرة رؤية المسنين وهم يفترشون الأرصفة في الشوارع والأسواق الرئيسية في المدينة إما تراهم يتسولون، أو يجلسون أمام بسطة صغيرة يبيعون عليها مواد بسيطة.
ومن جهة أخرى هناك أطفال يتسولون وينتشرون في الأماكن العامة كمراكز تجمع الحافلات، وامام المقاهي.
وهذه الظاهرة بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في مدينة حلب وغالبيتهم تتجاوز أعمارهم الـ 60سنة، وبالرغم من ان هذه الظاهرة باتت ملحوظة بشكل كبير ولكن الحكومة لم تحرك ساكناً ولم تسعى لاتخاذ اية تدابير للحد من هذه الظاهرة التي تشكل خطر على المجتمع، فقد ينتج عن التسول آفات اجتماعية أخرى وأكثر خطورة وخاصة على الأطفال الصغار والقاصرين.
وبالرغم من أن مشهد التسول ليس جديداُ في مدينة حلب ولكن ازداد بشكل كبير بعد الأزمة السورية وخاصة بعد التدهور الاقتصادي وارتفاع مستويات المعيشة وصعوبة الحصول على مورد للرزق نتيجة الحرب والتي جعلت الكثير من السكان ينزحون ويهاجرون.
فبات التسول اليوم مهنة عند الكثير لسهولة الحصول على المال، والبعض الاخر بدأ بالتسول لعدم مقدرته على الحصول على عمل يدر عليه رزقاً لإعالة نفسه فأجبر على التسول.
بسام علي البالغ /68/ عاما مواطن من حلب لديه خمسة أولاد يقول “ابيع أدوات بسيطة على البسطة الخاصة بي لتأمين قوت أطفالي اليومي”، كما أن أحفاده يعيشون معه لان والدهم لازال ضمن التجنيد الإلزامي في الجيش السوري منذ عدة أعوام، وليس لديهم معيل سواه.
وأضاف علي” هذه البسطة الصغيرة لا تفي بالغرض إلا أنها تخفف قليلا من عبء المصاريف اليومية، كما إنني بحثت كثيرا عن عمل أفضل ولكن لم أجد فاضطررت لفتح هذه البسطة كحل إسعافي”.
ومن جانبه يقول محمد شريف البالغ 55 عاما من سكان حلب “تضرر محلي نتيجة الحرب وبسبب غلاء أسعار مواد البناء لم أستطع إعادة ترميم محلي لذلك أجبرت للعمل على بسطة لأنني المعيل الوحيد لـ 6 أطفال صغار بينهم اثنين معاقين”.
وأوضح شريف أنه لجأ لمديرية الشؤون الاجتماعية من اجل تقديم المساعدة وإيجاد حل له، ولكن بدون جدوى، لم يأتي الرد على طلبه الذي قدمه منذ سنتين.
عبير مهران البالغة 45 عاما تفترش الأرصفة وتتسول في مدينة حلب تقول: “زوجي توفي منذ بداية الأزمة السورية، ومنذ ذاك الوقت لم يقم أحد بتقديم المساعدة لي ولأطفالي الخمسة، لذلك أُجبرت على التسول لتأمين الطعام والشراب لأطفالي”.
وتقول مهران بأنها طلبت المساعدة من جمعية المتسولين والمتشردين في حلب، ولكن لم يأتيها الرد منهم منذ الخمس سنوات الماضية.
ويذكر أن هذه الجمعية تقول بأنها :”دار رعاية مؤقت يعمل على إعادة الفكر والشخصية من أجل الحد من ظاهرة التسول وتعزيز المبادئ والقيم للمتسولين للحفاظ على كرامتهم وتجنب عودتهم لهذه الظاهرة وإعادة دمجهم في المجتمع كأفراد فاعلين” ولكن على أرض الواقع لا تطبق ما ترفعه من هذه الشعارات.
إعداد: فراس الأحمد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.