NORTH PULSE NETWORK NPN

شاب عفريني طرد من تركيا لأسباب عنصرية.. ويروي فضائع تعرض لها وشاهدها في سجون فصائل تركيا

خلال العملية العسكرية التي شنتها تركيا والفصائل السوري التابعة لها على مدينة عفرين السورية عام 2018، تعرض شاب عفريني كان يعمل حينها في مدينة إسطنبول للمضايقات والتنمر العنصري من قبل شبان أتراك عنصريين، اللذين أقدموا على خلق المشاكل مع الشاب العفريني والتسبب في طرده من تركيا وتسليمه للفصائل التابعة لتركيا في عفرين، ليمضي الشاب عامين ونصف في السجون وتحت التعذيب بدون أي سبب.
الشاب (إ ح) في العقد الثاني من العمر، مواطن كردي من عفرين، سرد قصة اعتقاله من منطقة (أرناويت كوي) التابعة لمدينة اسطنبول، التي سافر إليها عام 2013، بقصد العمل وتأمين لقمة العيش له ولأسرته، وحتى وصوله إلى سجون فصائل تركيا في مدينة الباب شمال حلب.
الشاب (إ ح) يقول إنه في فترة العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا وفصائلها على مدينته عفرين، تعرض حينها للعديد من المضايقات من قبل الأتراك والأجهزة الاستخباراتية التركية، وكان أشدها وطأة القصة التي أودت به إلى المعتقل، حيث إن مجموعة من الشباب الأتراك ومع علمهم بجنسية الشاب العفريني، اعترضوا طريقه وافتعلوا معه شجارًا بعد طلبهم منه لسيجارة وهاتفه المحمول، في الوقت الذي اتفقوا فيه مع دورية للشرطة لإلقاء القبض عليه فور البدء بالشجار، واقتياده إلى السجن، وهذا ما حصل بالفعل بحسب رواية الشاب.
وبعد شهرين من التعذيب والتنكيل بحق الشاب في السجون التركية، تم ترحيله قسرًا الى سوريا عبر معبر باب الهوى، مع 16آخرين، وأجبر على التوقيع والبصم للخروج دون عودة، على أساس رغبته الشخصية دون ضغط من السلطات التركية للالتفاف على حقوق الإنسان، على حد وصفه.
بعد وصول الشاب إلى عفرين إبان سيطرة تركيا وفصائلها عليها بأيام قليلة، تم اعتقاله على الفور من كراج عفرين من قبل فصيل “السلطان مراد”، واقتيد إلى السجن، وكانت التهمة الموجه له التعامل والتخابر مع الإدارة الذاتية لتنفيذ هجمات وتفجيرات داخل عفرين.
ويقول الشاب أنه وخلال 27 يومًا من اعتقاله تعرض لأبشع أنواع التعذيب من قبل رئيس السجن المدعو “أبو الليث” وتولى التحقيق معه المدعو “أبو خالد” مع حرمانه من الشرب والأكل طيلة أيام عديدة.
وبعد التحقيقات تم تسليم الشاب لفرقة الحمزات بقيادة “أحمد زكور الملقب بأبو عبدو البوشي” والتي كانت تتخذ من مركز قوى الأمن الداخلي “الأسايش” في عفرين سابقا مركزًا لها.
وعلى مدار شهرين من الاعتقال لدى “الحمزات”، نال الشاب ما ناله من التعذيب الجسدي والتعنيف المعنوي وما رافقه من شتم وسب من قبل ضباط أتراك تولوا التحقيق معه لانتزاع معلومات عن تهم لا يعرفها من الأساس، كالتخابر مع الإدارة الذاتية والقيام بعمليات تفجير وزرع عبوات ناسفة.
وذكر الشاب (إ ح) انه خلال مدة اعتقاله لدى “الحمزات”، تم اعتقال 42 شخصًا من أهالي عفرين بينهم نساء وأطفال، والتهم متنوعة وكيدية لطلب الفدية من ذويهم.
ونوه الشاب أنه اقتيد بعدها إلى سجن في منطقة حوار كلس، وكان استقباله في السجن عبر جرح ظهره بأداة حادة وسكب “روح الخل” والملح على الجروح.
وذكر الشاب أن التحقيق معه ومع باقي المعتقلين كان يتم خلال الساعات المتأخرة من الليل بعد أن تمارس بحق المعتقل أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي خلال اليوم منها (التشبيح على البلنكو، وضع إبر تحت الأظافر وقلعها، الصعق بالكهرباء والضرب بالجنازير الحديدية) وكل هذا مع الحرمان من الأكل والشرب طيلة فترة التحقيق، ويتولى ضباط من الاستخبارات التركية (MIT) التحقيق مع المعتقلين.
ولشدة ما عاناه الشاب في سجن حوار كلس، لم تسعفه الكلمات لوصف شعوره بعد تعليقه على البلنكو لمدة شهر كامل وصلبه على الباب لمدة 3 أيام، ليتم بعدها استجوابه عن الأماكن التي كان يستعد لتفجيرها حسب التهم الملفقة له من قبل تركيا وفصائلها.
وبعدها نقل الشاب برفقة آخرين الى مكان مجهول تحت الأرض، ليعلم بعد 6 أشهر أنه في أحد سجون الفصائل التابعة لتركيا في مدينة الباب، التي تديرها فرقة “الحمزات” ويرأسه المدعو أبو العبد الكادري وهو أحد عملاء الاستخبارات التركية.
مكث الشاب في سجن الباب عامين وشهرين، وأيضًا لم تسعفه الكلمات في الوصف، حيث كان تدير السجن مجموعة من متعاطي المخدرات الذين كانوا يعتبرون المعتقلين أدوات لتسليتهم ولهوهم، ويبتكرون طرقًا لتعذيبهم بحسب وصف الشاب.
وكان من ضمن طرق التعذيب والإهانة، تجويع المعتقلين لفترة، وبعدها تحلق رؤوسهم وتدهن بالمربى وإجبار المعتقلين على الأكل من رؤوس بعضهم البعض، ويقتصر الأكل في باقي الأيام على نصف رغيف من الخبز المعفن وحبة زيتون وهي وجبة يوم كامل.
ومنع الفصائل الاستحمام على المعتقلين، حيث لا يستحم المعتقل إلا مرة واحدة كل بضعة أشهر، ويكون الاستحمام بدون مواد تنظيف أو صابون، فقط برش المياه عليهم.
ومنذ الأيام الأولى يصاب المعتقل بالقمل والجرب الذي يبقى ينهش في لحمه حتى يموت البعض منهم حسبما وصف الشاب (إ ح).
‘العشرات يفقدون حياتهم في المعتقل إما بالتعذيب أو بالتسمم أو الجوع والجرب’
وذكر (إ ح) أن عدد من الأشخاص الذين ماتوا في المعتقل، منهم المواطن من عفرين كاوا عمر من أهالي قرية دار كريه، وكان يعمل معلم مدرسة في السابق، ومنهم أيضًا محمد عمر وهو مواطن كفيف من نفس القرية، ولا علاقة له بأي من التهم الملفقة ضدهم، حالهم حال كل المعتقلين حسبما ذكر الشاب.
وأوضح (إ ح) أن الفصائل كانوا يجبرون المواطن كاوا عمر خلال التعذيب على شرب المياه الملوثة بعد تعطيشه على مدار أيام من التحقيق، حتى أصيب بإسهال حاد رافقه نزيف في المعدة، وعند طلب مساعدة طبيب، دخل الفصائل على المعتقلين وانهالوا عليهم بالسباب والشتام بأبشع الألفاظ ويكررون عبارة ” أنتم الكرد خنازير وكفار” ليقوم أحد حراس السجن بضرب كاوا عمر بأنبوب معدني على بطنه ورأسه ليفقد حياته على إثرها فورًا.
وأضاف (إ ح) “من شدة التعذيب ووسائل الموت البطيئة التي يستخدمها فصائل تركيا، يضطر بعض المعتقلين إلى إنهاء حياتهم بأيديهم على أن يموتوا في اليوم الواحد ألف مرة، ومنهم المواطن العفريني أحمد بيباكا الذي انتحر بسبب عدم تحمله التعذيب، وهو زوج المواطنة (ن س) التي اعتقلت مع زوجها وأفرج عنها بعد عامين و7 أشهر من الاعتقال”.
وبعد أكثر من عامين ونصف من الاعتقال التعسفي والتعذيب والتنكيل، وبدون أي محاكمة تذكر، أفرجت الفصائل التابعة لتركيا عن الشاب (إ ح) وتمكن بعدها من الفرار خارج المناطق الواقعة تحت سيطرة تركيا والفصائل ويتوجه بعدها إلى مناطق الشهباء.
المصدر: منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.