أحزاب كردية في شمال شرق سوريا تدعو القوى والأحزاب الكردستانية للجلوس إلى طاولة الحوار
أدانت أحزاب سياسية كردية في شمال شرق سوريا الهجمات التركية على مناطق في إقليم كردستان واستهدافه المناطق الآهلة بالسكان، داعين القوى والأحزاب السياسية الكردستانية للجلوس إلى طاولة الحوار وتحييد خلافاتهم وتنسيق جهودهم لمواجهة المخاطر.
وأصدرت الأحزاب السياسية الكردية في شمال وشرق سوريا بياناً إلى الرأي العام، بخصوص الهجمات التركية على إقليم كردستان، وجاء في نص البيان المشترك للأحزاب مايلي:
“يستمرّ العدوان التركي الوحشي على إقليم كردستان العراق مستهدفاً القرى والبلدات الآمنة بذريعة محاربة قوات حزب العمال الكردستاني، حيث استهدف الجيش التركي في عملياته الأخيرة المناطق الآهلة بالمدنيين، موقعاً العديد من الضحايا في صفوفهم، وكان قد قصف الطيران التركي “مخيم مخمور” أيضأ الذي يضم مدنيين من كرد تركيا، سبق وأن التجؤوا لهذا المخيم هرباً من الاضطهاد الذي تتم ممارسته بحقهم ما أدى لاستشهاد عدد منهم، كما أسفر القصف التركي المستمر على جبال قنديل عن استشهاد أعضاء من حزب العمال الكردستاني، وأخيراً استهدف القصف التركي ستّة أعضاء في قوات البيشمركة استشهدوا خلال العمليات الأخيرة، ليأخذ المشهد منحىً أشد خطورة، واتضحت معه المساعي التركية لخلط الأوراق وخلق الفتن بين الأخوة ودفع القوى الكردستانية للتورط في مواجهات داخلية تشغلها عن المهام والمسؤوليات الكبيرة في هذه المرحلة من تاريخ الشعب الكردي”.
وتابع البيان: “على الرغم من أنّ الكرد يناضلون منذ عقود ويقدّمون التضحيات لأجل حقوقهم القومية المشروعة بما يتلاءم وينسجم مع خصوصية الكيانات الوطنية التي ينتمون إليها إلّا أنّ سياسات الدولة القومية التركية تصرّ على المضي في التجاهل وإنكار الحقوق القومية للشعب الكردي في تركيا وتواصل الاستعلاء القومي، الذي لن يأتي لتركيا بالأمن والنمو الحقيقيين، بل يستنزف اقتصادها، ويكرّس الشروخ الاجتماعية بين شعوب المنطقة، ويزيد كذلك من خصوم تركيا وأعدائها حول العالم، كما أنّ حكومة العدالة والتنمية اعتادت في السنين الأخيرة على تثبيت حكمها من خلال افتعال الحروب الخارجية وخوض المعارك العسكرية في أكثر من دولة إقليمية، لكن المعركة الثابتة ضمن الأهداف الجوهرية للسياسة التركية هي محاربة الوجود القومي الكردي سواءً في شمال كردستان أو في جنوب كردستان أو شمال وشرق سوريا، هذا الوجود الذي بات يؤرق الرؤوس الشوفينية في تركيا.
ونوّه البيان: “ولأنّ آلة الحرب التركية عاجزة عن حسم المعركة ضد الكرد بالوسائل العسكرية فقد لجأت مراراً لإضعاف البيت الكردي من الداخل عبر إثارة الفتنة الداخلية واستهداف قوات البيشمركة وتحميل حزب العمال الكردستاني مسؤولية استهدافهم، إنّنا في الوقت الذي ندين فيه ونستنكر استهداف قوات البيشمركة من قبل الجيش التركي فإنّنا نقدّم تعازينا الخالصة إلى عوائل هؤلاء الشهداء الذين أرادت تركيا أن تجعل من دمائهم الزكية فتيلاً لحرب الأخوة، كما أنّنا نعزّي أسر المدنيين الذين تم استهدافهم في مخيم مخمور ونعزّي كذلك عوائل الشهداء من حزب العمال الكردستاني، كما أنّنا ندعو الأخوة في الحزب الديمقراطي لتفويت الفرصة على السياسات التركية وعدم الانجرار إلى صراع داخلي سيكون الشعب الكردي الخاسر الوحيد فيه، وسيهدّد كل ما حققه الشعب الكردي من مكتسبات قومية بفضل تضحيات أبنائه وقواه الكردستانية، كما أنّنا ندعو باقي القوى والأحزاب السياسية في كردستان العراق لتحمل مسؤولياتها والمبادرة بمعالجة الموقف بما يخدم المصلحة العليا للشعب الكردي، والتحرك بشكل عاجل كردستانياً وعراقياً ودولياً لوضع حد للانتهاكات التركية لأراضي الإقليم وخرق السيادة العراقية.
ودعا البيان في ختامه: “القوى والأحزاب السياسية الكردستانية للجلوس إلى طاولة الحوار وتحييد خلافاتهم وتنسيق جهودهم لمواجهة المرحلة ومخاطرها، فالوجود القومي الكردي بات مهدداً بشكل جدي في كردستان العراق وفي شمال وشرق سوريا، والمدن الكردية التي احتلتها تركيا (كعفرين وسري كانية) باتت شبه خالية من سكانها الأصليين من الكرد ما يستدعي موقفاً موحّداً تجاه ما يتم ارتكابه بحقّ الشعب الكردي، وباتت الحاجة ملحة أكثر من أي وقتٍ مضى لتهيئة الظروف والتحضير لعقد مؤتمر قومي كردستاني يتم من خلاله تقييم المرحلة ورسم خارطة طريق لمواجهة الاستهداف الممنهج بحق أبناء الشعب الكردي”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.