بتوجيه من أردوغان… قناة لتغير أفكار الأطفال وتنشئتهم على الطريقة العثمانية
نورث بالس
في مساعه لأسلمة المجتمع وخلق أرضية ملائمة لإحياء العهد العثمانية الذي بني بالدماء، يعد الرئيس التركي جب طيب أردوغان لافتتاح قناة دينية تركية للأطفال.
خلق جيل يستنسخ شخصية أردوغان وأفكاره
تُعدّ تركيا العدة لإطلاق قناة دينية مخصصة للأطفال ضمن مسار أسلمة المجتمع التي يتبناها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر سلسلة قرارات سابقة لاختراق التعليم العلماني، والتركيز على وضع المجتمع تحت تأثير خطاب متشدد حول المرأة والإجهاض، والإكثار من بناء المساجد، بهدف خلق أرضية ثقافية ملائمة للعثمانية الجديدة التي يسعى لها أردوغان.
وأعلن رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش عن أن الهدف من وراء هذا المشروع هو “دعم الأطفال بالمعرفة الدينية الصحيحة، وتنشئتهم عبر إنتاج برامج معرفية تتماشى مع القرآن الكريم والسنة النبوية”، معبّرا عن أسفه لأن حكومة بلاده لم تتمكن من “تقديم القيم الإسلامية للأطفال خلال السنوات الماضية”.
المتابعون يحذرون
وقال متابعون للشأن التركي إن تصريحات أرباش تكشف عن الهدف الحقيقي من وراء هذه الفضائية وهو التوجه إلى الناشئة لشحنها بمفاهيم أيديولوجية تحت مظلة رسمية.
وحذر المتابعون من أن الخطر الحقيقي هو جعل الأجيال الجديدة تتعلق بالماضي بدلاً من المستقبل من خلال زرع مفاهيم الجهاد والفتح والإمبراطورية الواسعة، ما يجعل البلاد مقبلة على خلق جيل يستنسخ شخصية أردوغان وأفكاره.
ويبذل أردوغان كل ما في وسعه لتغيير القيم التي تحصلت عليها الأجيال الجديدة في تركيا من ثقافة الاعتدال والهوية الوطنية التي يرسمها النموذج العلماني إلى نموذج ثقافة عابرة للدول تقوم على الغزو والحروب والمؤامرات.
ويضع الرئيس التركي أولوية في استراتيجيته السياسية تروّج للتاريخ العثماني وخلق أجيال تتغنى بفتوحات العثمانيين وبالتمدد العثماني، وتتبنى أفكارا متشددة تعادي المرأة، وترفض الحريات الشخصية بزعم تعارضها مع الإسلام.
وقال الرئيس التركي في تصريحات سابقة إن حكومته بدأت بتغيير المناهج الدراسية في البلاد في مسعى لردم الهوة بين الشعب من جهة وتاريخه وثقافته من جهة أخرى. وأضاف “مازال هناك نقص في طرق إعداد الأجيال للمستقبل وهو مطلب شعبي وحاجة وطنية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.