رسال من المنتدى الألماني الكردي (DKF) إلى وزير خارجية ألمانيا والحزبيين الرئيسيين
حث المنتدى الألماني الكردي (DKF) خلال رسالة إلى وزير خارجية ألمانيا والحزبين المسيحي الديمقراطي (CDU) والاشتراكي الألماني (SPD)، على ضرورة أن تتحرك أوروبا لإحلال الاستقرار في سوريا، والسعي إلى إحلال نظام لا مركزي فيدرالي جديد، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، والسعي إلى واقع جديد للشعب السوري يساهم في عودة المُهجّرين واللاجئين، وإنهاء “الاحتلال التركي”.
بهدف كسر الصمت الدولي حيال الهجمات والانتهاكات التي ترتكبها تركيا في سوريا وإقليم كردستان والدعوة لإنهاء الأزمة السورية، وفي خطوة لحث المجتمع الدولي وخاصة ألمانيا التي تدعم تركيا وتزودها بالأسلحة، أرسل المنتدى الألماني الكردي (DKF) في ألمانيا رسالة إلى وزير خارجية ألمانيا الاتحادية، ورئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا (CDU)، ورئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
وفيما يلي نص الرسالة:
“نناشد نحن في المنتدى الألماني الكردي (DKF) أصحاب الشأن والمسؤولية في دولة ألمانيا الاتحادية، بالإشارة إلى خطر يهدد ملايين السكان المحليين، في شمال شرق سوريا، يتمثل بمحاولات الدولة التركية في استغلال الظروف التي تمر بها سوريا، عبر زيادة عمق وجودها في دولة تعيش ظروفًا منهكة بسبب الحرب، فتقوم الدولة التركية عبر ذلك بتمرير أجندتها، وتصفية حساباتها مع أحد مكونات الشعب السوري، وهو الشعب الكردي، في محاولات وسياسات أقرب للإبادة الإنسانية، واستخدام صيغ منافية لقيم حقوق الإنسان، بتهجير السكان الأصليين وتوطين مستوطنين (راديكاليون من داخل سوريا ومنتمين لداعش وأفغانستان والإيغور وشيشان وقادة إرهاب مطلوبين) من مناطق أخرى عوضًا عنهم، في ممارسة صارخة لسياسة التغيير الديمغرافي.
بعد الاحتلال التركي لمدن سورية بغالبيتها الكردية (عفرين ٢٠١٨) و(سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض ٢٠١٩)، ومسارعة دول مؤثرة لوقف التمدد التركي، الذي أسفر عن تهجير مئات الآلاف من السكان الأصليين، وتدمير البنى التحتية، وترك المنطقة بيد فصائل تحمل الفكر الراديكالي والداعم للتطرف (الكثير منها كان منتمي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)، ما أدى إلى استمرار واقع التدمير الذي تعيشه سوريا، انتقلت تركيا إلى مرحلة جديدة عبر حرب المياه، الأمر المُحرّم دوليًّا، فتكاد قضية نقص منسوب “نهر الفرات” عن مناطق في شمال شرق سوريا حتى الموصل، من قبل تركيا، تشكل خطرًا وتحديًا جديدًا يعيشه الأهالي مع استمرار الواقع المعيشي الصعب في سوريا.
بعد الحصار العسكري الذي مارسته تركيا على المناطق الكردية في سوريا وطرد الكرد منها وجلب مستوطنين (بينهم توطين عوائل تنتمي لتنظيم داعش فرت من مخيم الهول وتعيش اليوم في مدن رأس العين وتل أبيض تحت وصاية تركيا والمعارضة السورية)، باتت تتفنن بمحاولات زرع الخوف والرعب في نفوس الأهالي، الذين يخشون دومًا التهديدات التركية باجتياحات واحتلالات جديدة، ما يؤدي إلى عدم الاستقرار الحياة اليومية لدى الأهالي المدنيين، واليوم تأتي حرب المياه، لتزيد من مأساة الظروف الاقتصادية القاسية في المنطقة الممتدة من مدينة الرقة (يمر بها الفرات) وصولًا إلى الموصل، أهلها معرضون لخطر الجوع والعطش بسبب سياسة الدولة التركية بقطع مياه نهر الفرات، ما يزيد من معاناة سكان الدولتين (سوريا والعراق)، ويهدد الشعبين لمخاطر الجوع والعطش، فيصبح أمامهما خياران اثنان، إما الموت عطشًا وجوعًا “، أو يصبح الشعبان لاجئان بسبب سياسة تركيا وأردوغان التي باتت تستغل قضايا اللاجئين دعمًا لسياساتها المؤثرة بشكل سلبي على الدول الإقليمية والمحيطة والعربية والأوروبية.
بات من المعروف أن تركيا عبر أردوغان تسعى في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها بسبب الديكتاتورية والفساد وانخفاض الحريات، إلى ابتزاز أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وتهديد العالم باللاجئين السوريين، فكم من مرة هددت تركيا بفتح الحدود أمام اللاجئين كورقة ابتزاز ليُدفع لها المال، وتمرّر سياساتها ويتم قبول توغلها في الإساءة للمجتمعات من بينها سوريا والشعب الكردي.
لقد ساهمت سياسات الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط في بروز الحروب ولجوء المجتمعات السكانية لأوروبا، واليوم يوجد نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري في ألمانيا، بسبب الظروف واستمرار الحرب في سوريا، ولا يستطيع هؤلاء التفكير في العودة، بل إن ترك تركيا تمارس سياسية التهجير والتغيير الديمغرافي، والاستمرار بحرب المياه ضد الشعوب المدنية في شمال شرق سوريا، ربما يساهم في زيادة التفكير باللجوء مجددًا إلى دول الاتحاد الأوروبي، ويتم الهروب عبر تركيا التي تستغل ذلك كورقة ابتزاز في وجه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، ما يدق ناقوس خطر جديد بمأساة لجوء جديدة، تتطلب الحل لها، وأن يتم وقف زعزعة الدولة التركية لاستقرار المنطقة وتهديد الشعوب.
العالم كله بات يدرك أن تركيا تستهدف الشعب الكردي أينما كان، واليوم تسعى إلى محاربة الكرد في سوريا، بعد عقود من الفشل في حل القضية الكردية في تركيا، فتعمل على خلق اقتتال داخلي في منطقة “متينا”، لزيادة الفجوة بين المجتمعات الكردية التي ساهمت في مكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك محاولة محاربة التوافق الكردي- الكردي في سوريا، كمشروع تدعمه الولايات المتحدة الأميركية ودول في الاتحاد الأوروبي، عبر خلق صراع كردي- كردي يهدف إلى ضرب مصالح المنطقة، ما يسفر عن زيادة الخطر على السكان بهروب الآلاف منهم من مناطقهم باتجاه تركيا ليكونوا وقود موجة هجرة جديدة، الأمر الذي يهدد بخطر حقيقي على الأهالي الآمنين.
اليوم، بات من الأهمية بمكان، أن تتحرك أوروبا الداعمة لقيم الديمقراطية لإحلال الاستقرار في سوريا، وإعادة السيادة لسوريا عبر الشعب السوري، والسعي إلى إحلال نظام لا مركزي فيدرالي جديد، يستطيع أن يلملم ما تبقى من المأساة، والعمل على بناء جديد لسوريا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية، لعودة الاستقرار، وأن تكون دولة ألمانيا الاتحادية جزءًا مهمًّا من مشروع الاستقرار، وإنهاء التطرف، والسعي إلى واقع جديد للشعب السوري يساهم في عودة المُهجّرين واللاجئين، وإنهاء الاحتلال التركي، وكف يده عن محاربة السوريين وخاصة الكرد، واحترام الامتداد الجغرافي للحدود بين البلدين.
إننا في المنتدى الألماني الكردي (DKF) نتلمس أن تلقى المناشدة وقعًا مهمًّا، والتسريع في الوقوف على محاولات الدولة التركية في الاستمرار بمحاربة الكرد والسوريين”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.