أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق “تاريخي” بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على توقيع اتفاق سلام بينهما.
وبدا الاتفاق بمثابة صفقة تحصل بموجبها إسرائيل على اتفاق سلام مع دولة عربية أخرى فيما توقف ضمّها الأراضي الفلسطينية في قسم كبير من الضفّة الغربية، بما في ذلك الأغوار.
وتعيد صفقة خارطة طريق السلام مع إسرائيل، على حد تعبير مصادر عربية، الأمل في إعادة الحياة إلى “خيار الدولتين” الذي يعني قيام دولة فلسطينية مستقلّة قابلة للحياة.
وأكدت سفارة الإمارات في واشنطن أن دولة الإمارات ستظل داعمة قوية للشعب الفلسطيني.
وفي حال توقيع الاتفاق، الذي وصفه الرئيس الأميركي بـ”الاختراق الكبير” الذي يشمل تطبيعا كاملا وتبادلا للسفراء بين البلدين، ستصبح الإمارات ثالثة الدول العربية، بعد جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، التي توقع معاهدة سلام مع إسرائيل. وسارع الرئيس عبدالفتّاح السيسي إلى مباركة الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي الذي رعته الولايات المتحدة قائلا إنّه يساهم في “إحلال السلام في المنطقة”.
وترافق إعلان ترامب عن “الاختراق الكبير” مع إعلان الشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبوظبي عن اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي “تمّ فيه الاتفاق على وقف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية”.
وكان مفترضا أن تنهي إسرائيل ضمّ قسم من الضفّة الغربية في يوليو الماضي، لكنها قررت “تعليق” هذه العملية التي كانت ستقطع الطريق على أي أمل في قيام دولة فلسطينية “قابلة للحياة” في يوم من الأيام.
ووصف مصدر دبلوماسي عربي تراجع إسرائيل عن ضمّ قسم من الضفّة الغربية بأنّه لا يعيد الحياة إلى “خيار الدولتين” على أرض فلسطين فحسب، بل يعطي دفعة أمل قويّة للأردن بصفة كونه المتضرّر الأول من أي ضم إسرائيلي لمعظم الضفة الغربية، بما في ذلك منطقة غور الأردن.
ويعتبر الأردن منطقة الغور مهمّة لأمنه القومي. وفسّر الإعلانُ عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الزيارةَ المفاجئة التي أداها قبل أيّام إلى أبوظبي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والمحادثات التي أجراها مع الشيخ محمّد بن زايد؛ حيث تمّت هذه الزيارة على الرغم من انتشار وباء كورونا.
وتوقّعت مصادر عربية أن يفتح اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي الأبواب أمام المزيد من الاتفاقيات المماثلة، خصوصا أنّ العلاقات القطرية الإسرائيلية أكثر من طبيعية منذ سنوات طويلة، فيما استقبلت سلطنة عُمان، قبل وفاة السلطان قابوس بن سعيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل رسمي. وأحاطت السلطنة زيارة بنيامين نتنياهو بكل المراسم التي ترافق وصول أي رئيس للوزراء في دولة تربطها علاقات دبلوماسية بالسلطنة.
واعتبرت المصادر العربيّة أن موضوع التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومملكة البحرين صار سهلا، فيما لا تزال هناك أسئلة تتعلّق بالموقف السعودي وأخرى تتعلّق بالموقف الكويتي.
وأكدت المصادر العربية أن الإمارات لا يمكن أن تقدم على خطوة من هذا النوع دون أن تكون المملكة العربية السعودية في أجوائها.
وكانت مصر وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل في مارس 1979، فيما وقع الأردن اتفاقا مماثلا في أكتوبر 1994، في ما عرف باتفاق وادي عربة.
واتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في اتصال هاتفي جرى الخميس على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.
وتوقع ترامب إقامة مراسم توقيع الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة.
ووصفت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” الاتفاق بالإنجاز الدبلوماسي التاريخي الذي من شأنه أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعلان الرئيس ترامب عن اتفاق سلام بين تل أبيب وأبوظبي بأنه “يوم تاريخي”.
وستجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة، وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.
المصدر: صحيفة العرب
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.