تحت العنوان أعلاه نشرت صحيفة ناشيوال انترست مقالا أشارت فيه إلى أن الاختبار الحقيقي لمشاعر بايدن المؤيدة للكرد، سيكون هو ما إذا كانت الحاجة إلى الحفاظ على التعاون البراغماتي مع أنقرة وبغداد ستجبره في النهاية على تخفيف التزامه تجاه الكرد، أن الجبال ليست وحدها أصدقاءهم.
فقد ظل بايدن على علاقة جيدة جدًا مع مسعود بارزاني وحكومة إقليم كردستان، الذي استضافه هو وأوباما في البيت الأبيض في عام 2015. وخلال الرحلة الأخيرة لبايدن إلى الخارج كنائب للرئيس، أشار بارزاني إليه بأنه “صديق للأمة الكردستانية” عندما التقيا في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي.
وينوه المقال إلى أن حدود دعم واشنطن لحكومة إقليم كردستان واضحة، فعندما شنت بغداد هجومًا عسكريًا قصيرًا للرد على قرار بارزاني إجراء استفتاء على الاستقلال عن العراق. لم ينتقد بايدن سلبية إدارة ترامب، وعلى الرغم من أن هذا قد يعكس فقط تقليد التزام الرؤساء ونواب الرئيس السابقين بالصمت في الغالب بشأن الشؤون السياسية. إلا أنه مع ذلك، في أواخر عام 2017 ، علق بايدن على أنه تمنى لو أن الولايات المتحدة “كان بإمكانها فعل المزيد للأكراد”.
وعندما سئل لماذا لم يفعل المزيد كنائب للرئيس، أجاب “تركيا”. وهذا يعكس صدى تحذيره عام 2007 لقادة كرد العراق من السعي وراء الاستقلال، لأن “الأتراك والإيرانيين سيأكلونكم أحياء، وسيهاجمونكم ،وستندلع حرب شاملة”.
ويضيف المقال بأن بايدن عرض مزيدًا من الدعم لشركاء أمريكا الكرد في أكتوبر 2019 ، عندما أمر ترامب القوات الأمريكية بالانسحاب من أجزاء من الحدود الشمالية لسوريا، وأعطى تركيا وأتباعها من الإسلاميين السوريين الضوء الأخضر لشن هجوم على قوات سوريا الديمقراطية. حيث كتب بايدن حينها أن ترامب “باع قوات سوريا الديمقراطية – الأكراد والعرب الشجعان الذين قاتلوا معنا لسحق خلافة داعش – وخان حليفًا محليًا رئيسيًا في الحرب ضد الإرهاب”. أما أنتوني بلينكين، كبير مستشاري السياسة الخارجية لحملة بايدن الرئاسية، فقد أعرب عن أسفه لعدم وجود الولايات المتحدة في سوريا والتخلي عن الكرد.
وتشير الصحيفة إلى أنه وبينما يدعم بايدن بوضوح هؤلاء الكرد الذين كانوا شركاء لواشنطن على مر السنين، فإن ملاحظاته العامة لا تشير إلى أنه انهمك مع معضلة الكرد كشعب مقسم جغرافيًا بين أربع دول ذات سيادة وسياسياً بين مجموعة واسعة من الفصائل المتشابكة. وبهذا المعنى، فإن أكبر نقطة عمياء لبايدن تتعلق بكرد إيران. فلم يدافع بايدن عنهم على الرغم من قمع طهران. والمرة الوحيدة التي تعاملت فيها إدارة أوباما مع قضية كردية إيرانية كانت في عام 2009 عندما صنفت حزب الحياة الحرة الكردستاني المناهض للنظام الإيراني، كمنظمة إرهابية. ونظرًا لدعمه السابق للفيدرالية في العراق، قد يتعاطف بايدن مع الكرد في إيران، والذين تدعم أحزابهم السياسية بأغلبية ساحقة الفيدرالية في إيران. ومع ذلك ، فإن أي دعم للكرد الإيرانيين، أو حقوق الإنسان في إيران على نطاق أوسع ، قد يعتمد على ثبات التزام بايدن بعكس استراتيجية الضغط الأقصى لترامب والعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
ويختم المقال، أنه إذا كان بايدن مصمماً على الدفاع عن المجتمعات الكردية في تركيا وسوريا والعراق، فسيتعين عليه التعامل مع علاقات واشنطن المعقدة مع أنقرة وبغداد، إلى جانب نظام معاد في دمشق. ولتحقيق النجاح سيتعين على بايدن إقناع أنقرة وبغداد بإدراكه كشريك قادر على المساعدة في حل مشاكلهم الكردية على عكس شخص مشتبه به من محبي الكرد الذي يحتاج إلى ضبطه حتى نهاية ولايته. وقد يكون هذا صعبًا خاصةً بالنظر إلى رد الفعل السريع للحكومة التركية على أي شيء تعتبره في النهاية تعزيزًا لفكرة الحكم الذاتي الكردي في المنطقة. وسيكون الاختبار الحقيقي لمشاعر بايدن المؤيدة للكرد هو ما إذا كانت الحاجة إلى الحفاظ على تعاون براغماتي مع أنقرة وبغداد ستجبره في النهاية على تخفيف التزامه تجاه الكرد بأن الجبال ليست وحدها أصدقائهم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.