نورث بالس
يسعى مركز تركيب الأطراف الصناعية في مدينة القامشلي إلى تقديم الخدمات الإنسانية، لمن خسروا أطرافهم خلال الحرب أو بسبب الأمراض المزمنة.
خلفت الحرب السورية الدائرة بين الأطراف المتناحرة على السلطة والحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي منذ 2011، نحو 3 مليون مصاب بينهم 1.5 مليون مصاب بإعاقة دائمة، وفق تقرير منظمة الصحة العالمية ومنظمة هانديكاب انتر ناشيونال.
افتتح مركز تركيب الأطراف الصناعية 2015 من قبل مجموعة صغيرة من المتطوعين، ولم يكونوا من أصحاب الخبرة في هذا المجال سابقاً، تلقوا دعمهم من منظمة الهلال الأحمر الكردي في مدينة القامشلي.
وتسببت المعارك الدائرة في مناطق شمال وشرق سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة وتنظيم داعش الإرهابي وفصائل المعارضة والقوات التركية من جهة أخرى، منذ بدء الصراع المسلح في البلاد، بفقدان الآلاف من السكان لأطرافهم.
وتحول المركز لقبلة المصابين وضحايا تلك المعارك، من أجل تعويض ما فقدوهم منذ تلك الأثناء.
استطاع المركز تقديم الخدمة لأكثر من أربعة آلاف شخص من مصابي الحروب وغيرهم من الذين خسروا أطرافهم إثر الحوادث أو بسبب الأمراض المزمنة مثل السكري أو الغرغرينا، منذ افتتاح المركز.
ويقول الإداري في مركز تركيب الأطراف الصناعية، ريباز علي، لـ “نورث بالس”، إن المركز يتكون من 7 متطوعين يعملون بشكل جماعي، أحدهم مبتور القدم وهو صاحب الفكرة ومَن طور العمل في هذا المجال.
ويعاني المركز صعوبة في تأمين المواد الداخلة في صناعة الأطراف، نظراً لتوفرها في العاصمة دمشق، بسبب احتجاز تلك المواد بين الحين والآخر على الحواجز التابعة للقوات الحكومية وفك حجزها مقابل علاوات كبيرة للسماح بوصولها إلى المنطقة.
وأشار علي إلى أنهم يقدمون خدماتهم بشكل مجاني للذين فقدوا أطرافهم، وأضاف: “لأنهم يواجهون الصعوبة في تركيب الأطراف خارج مناطق شمال وشرق سوريا سواءً في دمشق أو العراق، نقدم كافة خدماتنا بشكل مجاني للمصابين دون مقابل، لأننا عايشنا الحروب والمعارك التي جرت خلال السنوات الماضية في مناطقنا”.
يعتبر مركز الأطراف الصناعية في مدينة القامشلي المركز الوحيد في الجزيرة السورية، يتلقى دعمه من منظمة الهلال الأحمر الكردي، ولم يحصل على دعم من المنظمات الدولية المعنية في الشأن الإنساني إلى الآن، حسب القائمين عليه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.