أصدرت، اليوم، هيئة الصحة لإقليم عفرين بياناً أكدت فيها نفاذ الجزء الأعظم من المستلزمات الطبية والدوائية في “مقاطعة الشهباء”، وناشدت المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لفك الحصار عن الشهباء التي تفرضها الحكومة السوريةـ لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.
وبهذا الشأن تجمع اليوم العشرات من أطباء وممرضين وأعضاء منظمة الهلال الأحمر الكردي وهيئة الصحة لإقليم عفرين في ساحة مشفى افرين الواقع في ناحية فافين بالشهباء وأدلوا ببيان حول أوضاع القطاع الصحي في ظل الحصار.
وجاء في نص البيان:
“أكثر من عشر سنوات تزداد صعوبة وتعقيداً يوماً بعد يوم من الأزمة السورية، يبدو أنها لا زالت غير كافية ليدرك الجميع أن لا حلول تلوح بالأفق لإنهاء فصوله، وأن الوقت قد حان للبدء بحوار سوري سوري جدي بعيداً عن إقصاء أي طرف أو أي مكون، حوار يكون في الولاء للوطن أولاً لنصل بذلك إلى نهاية تضع حداً لمعاناة هذا الشعب على جميع أصعدة الحياة”.
وأضاف البيان: “ويبدو كذلك أن مأساة احتلال عفرين وتهجير سكانها بعيداً عن قراهم وبلداتهم مع ما رافق ذلك من آلام ومعاناة يراد لها أن تكون أعمق وأكثر استمراراً، فبدلاً من أن يتسارع الجميع لبذل ما يمكنهم من جهود لمساعدة أولئك النازحين على تجاوز محنة احتلال أراضيهم وبلسمة جراحهم، نرى أن الحصار المفروض على جغرافيا تهجير سكان عفرين والكائنة في مناطق الشهباء يزداد يوماً بعد يوم، مع ما يتضمن ذلك الحصار من قطع لإمدادات الوقود والدواء عنهم ومنع خروج المواطنين المرضى من هذه المناطق إلى مدنية حلب المجاورة بغرض العلاج، وأكثر من ذلك فسيارة الإسعاف الخاصة بالمشفى تم إيقافها عن القيام بأداء عملها الاعتيادي والإنساني في نقل المرضى إلى حلب”.
البيان نوه إلى أن “إجراءات التضييق المذكورة تعتبر مخاطرة بصحة وأرواح الآلاف من المواطنين المدنيين الذين لا ذنب لهم ولا يد لهم بما يحصل في فصول هذه المأساة السورية الدامية.
وعدم السماح بإدخال المستلزمات الطبية والدوائية لمناطقتنا أدى إلى حصول نقص أو حتى نفاذ للجزء الأعظم من تلك المواد لدرجة حرجة بحيث يتعذر معها قيام المشفى الموجود بالمنطقة مع النقاط الطبية الرديفة الأخرى بالواجبات الإنسانية التي يقوم بها تجاه مكونات هذه المنطقة وبالمجان”.
وجاء في بيان هيئة الصحة أيضاً: “إننا نستغرب صمت الأطراف أو المنظمات الإنسانية والدولية إزاء هذه الإجراءات التي لا تتماشى مع أي من المبادئ الأخلاقية والإنسانية، ولهذا فإننا وباسم جميع سكان مناطق الشهباء مقيمين ونازحين وباسم جميع أفراد الكادر الطبي العامل في مؤسسات تقديم الخدمة الصحية، ندعو جميع تلك الجهات الفاعلة للخروج عن سلبيتها والمبادرة لإعلان مواقفها الرافضة لكل تلك الإجراءات الرامية للتضييق على حياة المدنيين والتي ستؤدي حتماً للأضرار أو المخاطرة بصحتهم أو حياتهم، وصولاً إلى حرية إدخال جميع الاحتياجات الطبية و الدوائية وكذلك حرية تنقّلات المرضى بغرض العلاج”.
وتفرض قوات الحكومة السورية منذ نزوح أهالي عفرين إلى مقاطعة الشهباء حصاراً خانقاً على أهالي عفرين وتمنع مرور المستلزمات اليومية مثل الدواء والوقود إلى مقاطعة الشهباء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.