NORTH PULSE NETWORK NPN

منظمة حقوقية توثق ماحلّ بالأقليات الدينية في المناطق التي سيطرت عليها تركيا وفصائلها

نورث بالس

نشرت منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا تقريراً موسعاً ومفصلاً، وثقت فيها ماتعرضت لها الأقليات الدينية من “إيزيديين ومسيحيين وأرمن وعلويين” في المناطق التي سيطرت عليها تركيا وفصائلها المسلحة من عفرين غرباً حتى رأس العين شرقاً، من جرائم وانتهاكات وتهجير وتدمير ونهب لممتلكاتهم وأماكنهم التاريخية والمقدسة.

وهذا هو نص تقرير المنظمة:

عفرين بعد الاحتلال وغياب الأقليات الدينية عنها ..الايزيديين والمسيحيين والأرمن والعلويين

كان الايزيديون في عفرين ينتشرون في 22 قرية وفي مركز مدينة عفرين، وقدرت اعدادهم بحدود 25 ألف نسمة، ولهم 15 مزار ومكان مقدس موزعين في المنطقة، بالإضافة إلى المدارس الرسمية التي افتتحتها منظمات تابعة لهم، و “الإدارة الذاتية ” لتدريس “الديانة الايزيدية” وكانت تحت إشراف “إتحاد الايزيديين في عفرين”.

هذا التقرير يسلط الضوء كذلك على “المسيحيين” الذين كان لهم انتشار في مركز مدينة عفرين وناحيتي راجو وموباتا ولهم 20 كنيسة ومعبد أثري، منها “كنيسة الراعي الصالح الكبيرة” وسط مدينة عفرين، وأن تعداد عوائلهم وصل إلى 300 عائلة.

حيث ﺃﻛﺪﺕ مصادر محلية ﺃﻥ ﻣسلحو الفصائل السورية المسلحة التابعة للاحتلال التركي ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻼﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻌﻔﺮﻳﻦ، بعد احتلال تركيا لمنطقة عفرين في آذار ٢٠١٨ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﺳﻜﻨﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ ﻭﻧﻬﺐ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻬﺎ .

حيث ﺷﻬﺪﺕ آنذاك ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻗﺘﺎﻻً ﺑﻴﻦ ﻣسلحي ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﻭﺟﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﺛﺮ ﺧﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻴﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ الكائن في حي معروف بدوار معراته داخل مدينة عفرين، ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺘﺴﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺗﻘﺎﺳﻢ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻃﺎﺑﻖ ﺃﺭﺿﻲ ﻭﻗﺒﻮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﺣﺼﺔ ﻣسلحي ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻣسلحي ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ تم ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﺳﻢ ﻣسلحي ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺭﺿﻲ ﻭﺍﺳﻢ ﻣسلحي السلطان ﻣﺮﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺳﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ .

ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻛﺎﻫﻦ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﻴﻦ ﺣﻨﺎﻥ ﺃﺻﺪﺭ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 22 ﺷﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ٢٠١٨ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﻛﻨﺎﺋﺴﻬﻢ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻔﺮﻳﻦ، ﻭﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻠﻘﻰ ﻧﺪﺍﺅﻩ ﺃﻱ ﺗﺤﺮﻙ ﻟﻴﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺿﻄﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺗﺮﻙ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﻣﺠﺎﺯﺭ ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻭﻣسلحي الفصائل الموالية له.

ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 250 ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻭﻗﺮﺍﻫﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻮﺯﻋﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ 190 ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻔﺮﻳﻦ، 45 ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺟﻨﺪﺭﻳﺴﻪ، 15 ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻮﺑﺎﺗﺎ ” ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺳﻮﻯ 3 ﻋﺎﺋﻼﺕ، ﻓﻴﻤﺎ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟمنطقة ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﻬﺒﺎﺀ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ .

أما العلويين بلغ تعدادهم 15 ألف نسمة… وكذلك الأرمن حيث سكنت عفرين 25 عائلة.

غالب الأقليات الدينية، اختارت عفرين نتيجة “الحرب الأهلية السورية” حيث وفرت المنطقة مكانا مناسبا لحرية العبادة، والصلاة… فاختار المسيحيون والعلويين وغيرهم في مدينة حلب وإدلب وحماة وحمص التوجه نحو عفرين، لتوفر الأمان والاستقرار الذي كان نادرا ما تتوفر في باقي المناطق السورية في تلك الفترة نتيجة الاقتتال الدائر بين فصائل المعارضة السورية نفسها من جهة، وبينهم وبين النظام من جهة ثانية، إضافة للقصف الجوي من قبل النظام والانتهاكات على الأرض من قبل الفصائل الإسلامية المتطرفة.

مع سيطرة “المعارضة المسلحة” الموالية لأنقرة على مدينة اعزاز في ريف حلب والحدودية مع تركية سنة 2012 بدأت الفصائل تشن هجمات على القرى الايزيدية القريبة في ريفها تحت اسم ” مهاجمة الكفار”، وقد تمكنوا من السيطرة على قريتي قطمه وعلا قينوه الايزيديتين نهاية 2013، وخطفوا عدداً من أهلها فيما لاذ البقية بالنزوح إلى قرى جبل قسطل (برصاي) ووسط مدينة عفرين، وشهدت القرى الايزيدية في جبل قسطل عشرات الهجمات والقصف، حتى احتلتها تركيا سنة 2018، ورفعت العلم التركي فوق التلة بعد تهجير سكانها.

مع السيطرة على المدينة، استولت الميليشيات الإسلامية على قرى ومنازل ومحال ومعابد الايزيديين وقامت بتدميرها، ونهبها واستملاكها، وتحويلها إلى مساجد، وإلزام العدد القليل المتبقي من السكان من إشهار الإسلام، والصلاة في المساجد، ونشرت عشرات مقاطع الفيديو المصورة والمسلحون يستهزئون بالايزيديين وأغلبهم كانوا من كبار السن ويسألونهم عن عدد ركعات الصلاة، والإسلام بطريقة مسيئة، ويطلبون منهم رفع التكبيرات، وإعلان إسلامهم.

في قرية باصوفان الايزيدية تم تحويل منزلين فيها إلى مسجد بعد طرد سكانها…في قرية قسطل جندو الايزيدية بني فيها مسجد، وأجبر سكانها الباقون على حضور الدروس الشرعية، ورفع “الآذان” وكذلك في قريتي برج حيدر وغزوى الايزيديين مورس..أما القرى الايزيدية الأخرى تم توطين مهجرين من الغوطة الشرقية وريف دمشق فيها وحولوا منازل فيها لمساجد وأخرى لدوائر تعليم الشريعة وتوزيع ممتلكاتهم كـ غنائم على عوائل عناصرهم.

وتم تدمير المعالم والمزارات المقدسة وعددها 15 مزار ومكان ومعبد، حيث تعرضت للنهب والحرق والتدمير واستملاك الاراضي والعقارات، كما في قرى باصوفان وقطمه وقسطله وبرج حيدر وبافيلون، بالإضافة إلى تدمير تمثال النبي زرادشت وقبة لالش ومقر اتحاد الايزيديين في المدينة.

كما وتم تحويل أكبر مزار للايزيديين في جبل بركات إلى نقطة مراقبة عسكرية، وتمت إزالة جميع الرموز والألوان والمعالم الايزيدية ووضع الأعلام التركية، وشعارات المنظمات الاسلامية.

في قريتي قطمه وعلا قينوه تم تهجير العدد القليل المتبقي من سكانها، واعتقل منهم 20 أيزيدي. في قريتي باصوفان وبافلون تم اعتقال 22 شخصا وكذلك في قرى قيباره وباصوفان وقسطل جندو وبرج حيدر..

كما وتم قتل المواطن عبدو حمو في قرية قيباره في منزله من ثم خطف والده وتعذيبه وأخذ الفدية منه بتاريخ 1-4-2018، وكذلك قتل المدني عمر ممو شمو من نفس القرية لأنه رفض النطق بالشهادة الإسلامية.

بالنسبة للمسيحين والعلويين وغيرهم لم يختلف الأمر كثيرا…هاجرت غالب الأسر من المدينة مع تقدم المعارك… الطائرات التركية قتلت أسرة أرمنية بالكامل في قصف منزلهم في ناحية راجو بتاريخ 23كانون الثاني 2018.

كما وقصفت الطائرات التركية موقع براد الأثري الذي يضم ضريح القديس مارون شفيع وكنيسة جوليانوس والتي تعد من أقدم الكنائس في العالم، وألحق القصف أضرار كبيرة بالكنائس والأديرة والمعابد والمدافن التاريخية العائدة للعصر الروماني والمدرجة في قوائم اليونسكو هناك.

كما وتم الاستيلاء على مقتنيات كنيسة الراعي الصالح والمباني التابعة وتم تدمير معالمها ومقدساتها.

بالنسبة للعلويين تعدادهم وصل الى 15 ألف نسمة منتشرين في ناحية موباتا معبطلي ومنهم سكان أصليين في عفرين وأخرين استقروا في المنطقة مع الأرمن من أيام هروبهم من بطش السلطات العثمانية ومجازرها في ديرسم وغيرها، وكان لهم العديد من المزارات أهمها ” ياغمور داده، اصلان داده، علي داده، مريم داده، مزار سلطان بربعوش، شيخ حمو، شيخ معم “.

واستهدف الطيران الحربي التركي العديد من تلك الأماكن والمزارات، حيث دمر مزار ياغمور داده في موباتا، كما وقامو المسلحون بتخريب ونبش مزار آف غيرا في مركز ناحية موباتا بحثاً عن الذهب والآثار.

وبحسب متابعات فإنه لم يتبق أي من الايزيديين، العلويين، الأرمن، المسيحيين في المدينة الا بنسبة نادرة للغاية…عدا “المعتقلين” و “المفقودين” وأعدادهم بالإجمال تتجاوز 400 مدني..

مع هجوم المعارضة سنة 2012 على بلدة رأس العين\ سرى كانيه في محافظة الحسكة السورية، كان يسكنها قرابة 150 عائلة من المسيحيين \السريان والأرمن…\ ويتواجد فيها 3 كنائس\كنيسة مار توما الرسول للسريان الأرثوذكس وكنيسة مريم المجدلية للسريان الكاثوليك وكنيسة الأرمن. خلال الهجوم تم استهداف الكنائس من قبل تحالف “جبهة النصرة وداعش مع “الجيش الحر” من فصائل “غرباء الشام…” تم تدمير أجزاء من الكنائس وقتها ونهب المحتويات، وحرق أجزاء منها…كم وتعرض عدد من رعاة الكناس للخطف من بينهم الشابان يونان قسطنطين وماركو هاكوب…

كما قتل واعدم عدد من الايزيديين بسبب الدين وحرقت قراهم في سرى كانيه..لهم 15 قرية في ريف المدينة كما يتواجدون بكثافة في حي زرادشت شرقي المدينة.

في الـ 17 من شهر آب هاجمت تحالف المعارضة قرية الاسدية، 6 كم جنوب مدينة رأس العين، والتي يقطنها أبناء الديانة الايزيدية وتم محاصرة القرية بالسيارات المدججة بالأسلحة الثقيلة تحضيراً لاقتحامها، وبعد مواجهات مسلحة، اضطر الأهالي للنزوح عن القرية وتم اعتقال عدد منهم بينهم المواطن علي برو وقاموا بتعذيبه بشكل وحشي وقتله لأنه أيزيدي كما وتم خطف وقتل شقيقه مراد سعدو برو ومصطفى آيو، كما وتم قتل المواطن صلاح آيو من حي زرادشت رمياً بالرصاص في مفرق قرية علوك شرقي المدينة، بعد أسره مع مواطن أخر، كما فقد المواطن حسن خابور حياته من قرية لزكه الايزيدية غربي سري كانيه، نتيجة تفجير عبوة ناسفة، وتم اعتقال المواطن نضال عباس من قرية تل بنات وقتله أثناء محاولة النزوح من القرية.

وبعد الاستيلاء على القرية تم احراق غالب منازلها بعد نهب محتوياتها..كما وتم احراق قرية أخرى لهم وهي قرية دردارا وقرية جافا الايزيدية شرقي المدينة لأنها قرية ” كفار” حسب زعمهم، أما القرى الايزيدية الأخرى والتي تقع معظمها بالقرب من الحدود التركية، فقد أفرغت بالكامل خوفاً من الإرهابيين الذين كانوا يتخذون من الجانب التركي انطلاقة لهجماتهم.

في بلدة تل تمر تنتشر 35 قرية آشورية تعرض غالبها للحرق:

منذ تنامي دور الفصائل والميليشيات المسلحة، في الحسكة وريفها كانت الأقليات الدينية عرضة للانتهاكات…على الطريق الرئيسي بين تل تمر والرقة وحلب كانت حواجز فصائل الجيش الحر تعتقل المسيحيين والأكراد والايزيديين. في 23 شباط 2015 شن تنظيم الدولة المتحالف وقتها مع “الجيش الحر” هجوماً على منطقة خابور في ريف تل تمر والذي يضم 35 قرية آشورية، وفي الهجوم تم اختطاف قرابة 220 آشوري بين رجال ونساء وأطفال وتم اقتيادهم إلى مناطق الشدادى والرقة، ودمرت قراهم وأحرقت مزاراتهم وكنائسهم.

وفي تربسبيه التي تعتبر أكثر المدن تواجداً للتنوع الديني والعرقي في منطقة الحسكة ويغلب عليها الطابع السرياني والايزيدي منذ القدم، فأن القرى السريانية والايزيدية على الشريط الحدودي قد أفرغت معظمها بسبب انتهاكات الجيش التركي المتكررة وإطلاق النار من قبل حرس الحدود التركي.. فقرى ملا عباس و تل خاتونكى و زورافا وروتان وخويتله وتل جيهان باتت شبه فارغة.

فقرية تل جهان وحدها شهدت خلال السنة الماضية أكثر من 10 حوادث إطلاق نيران من قبل الجيش التركي وأخرها كان استهداف مدنيين وكنيسة القرية بالرصاص وقذيفة هاون في 6 تشرين الثاني 2018 فأحدث دماراً للكنيسة. كما ويتخوف المواطنون في هذه القرى من العمل في أراضيهم الزراعية الملاصقة للحدود بسبب الاستهداف المتعمد والعشوائي لعناصر الجيش التركي لهم، وقد فقد مواطن لحياته في 2-11- 2018 أثناء عبوره في الطريق الى قرية تل جهان الحدودية.

كما يوجد أكثر من 20 قرية مسيحية وايزيدية هناك في منطقة جرح شمالي تربسبيه وهي محاذية للحدود وأكثر الأحيان يضطر الأهالي من التوجه الى قراهم ليلاً عبر الطرق الصغيرة الرابطة بين القرى وليس الطريق الرئيسي الذي يمر بمحاذاة الحدود تخوفاً من الاستهداف المتعمد لعناصر الجيش التركي.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.