NORTH PULSE NETWORK NPN

لدعم اقتصادها… تركيا تسمح للأتراك تشغيل شاحناتهم عبر معبر “باب السلامة” وتمنع شاحنات السوريين

نورث بالس- إدلب
تستمر تركيا في محاولتها الهيمنة الكاملة على القطاع الاقتصادي ضمن مناطق سيطرة الفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي، وذلك عبر تسهيل سيطرة الشركات التركية على مرافق الحياة العامة في المنطقة من اتصالات وكهرباء وبضائع وغيرها، والتي كان آخرها السماح لأصحاب شاحنات النقل التجارية الأتراك بدخول الأراضي السورية، وتسببهم بتعطيل عمل الآلاف من السوريين ممكن كانوا يعملون عبر المعابر الحدودية.
مصادر خاصة أكد لشبكة “نورث بالس” أن نحو ثلاثة آلاف من أصحاب الشاحنات في مناطق ريف حلب الشمالي تم توقيف عملهم قسرياً منذ أكثر من عام ونصف، حيث كانوا يعملون في استيراد البضائع التركية وطرحها في أسواق ريف حلب الشمالي وتوصيلها إلى التجار والمخازن، ويعود سبب التوقف القسري عن العمل لقرار تركي صدر عن إدارة معبر “باب السلامة” يقضي بمنع أصحاب الشاحنات السورية دخول الأراضي التركية والسماح لشاحنات يملكها أتراك بدخول الأراضي السورية والعمل على جلب البضائع والمواد.
وأشارت المصادر، أن غالبية أصحاب هذه الشاحنات هم من المهجرين والنازحين في الشمال السوري ويعتمدون بشكل أساسي على هذا العمل كمصدر دخل لهم، وبتوقفهم عن العمل فقد تضرروا بشكل كبير ما أجبر البعض منهم ويبلغ عددهم بشكل تقريبي نحو 500 لبيع شاحناتهم بسعر يعتبر أقل من نصف سعرها الحقيقي بسبب حاجتهم الملحة لسداد إيجارات منازلهم وتحمل مصاريف عائلاتهم.
كما وأكدت ذات المصادر، بأن غالبية الشاحنات مضى على توقفها أكثر من عام ونصف بسبب عدم وجود قدرة على شراء المحروقات لتحريكها ما تسبب بأعطال وتعرضها للصدأ، فيما لجأ البعض الآخر لبيع قطع من شاحناتهم، ويبلغ سعر الشاحنة الواحدة حوالي 18 ألف دولار أمريكي، وبيعت بعضها بأقل من سبعة آلاف دولار.
أصحاب الشاحنات والذين يتواجد غالبيتهم ضمن مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، احتجوا عدة مرات وخرجوا في مظاهرات في معبر “باب السلامة” للمطالبة بحقوقهم وعودتهم للعمل وتعويضهم عن خسائرهم لكن لم يجدوا أي فائدة إلا بعض الوعود والتطمينات من قبل الجانب السوري من المعبر والذي تسيطر عليه الفصائل التي تتبع أصلاً لتركيا ولا تستطيع اعادتهم للعمل دون أمر تركي.
نديم العواد ( 47 عاماً) وهو مهجر من منطقة ريف حماة الشرقي منذ العام 2018 ويقطن في مدينة إعزاز مع عائلته، يتحدث في شهادته لشبكة “نورث بالس” يشير بأنه يقطن في منزل للإيجار مع عائلته المكونة من ستة أفراد بمقابل 60 دولار أمريكي شهرياً، وكان يعمل على شاحنته عبر معبر “باب السلامة” يقوم بتوصيل طلبات للتجار ويجلب بضائع منوعة من تركيا، لكنه منذ أكثر من عام ونصف لم يحرك شاحنته بسبب القرار التركي.
مضيفاً، أنه عندما هجر من منطقته في ريف حماة الشرقي كان يملك قطيع من الأغنام فقام ببيعه وشراء الشاحنة، لكنه الآن يعاني من ظروف معيشية حرجة بسبب توقفه عن العمل بسبب القرار التركي، وأكد أن أصحاب الشاحنات الأتراك أخذوا مكانهم في العمل، مستغرباً في الوقت ذاته من قبول التجار في أسواق ريف حلب الشمالي بذلك وارتياحهم للأتراك.
ويشير، أنه اضطر مؤخراٍ لبيع أجزاء من السيارة كقطع تبديل ليستعين على تحمل مصاريف عائلته ومتطلباتها، وأن سيارته تقف دون حركة منذ أكثر من عام ونصف لعدم تمكنه من شراء محروقات لها، وعلماً أن شاحنته لا تصلح للعمل في أي مهنة غير نقل البضائع عبر الطرق الدولية بسبب ضخامة حجمها.
ويختم العواد قائلاً، أن العمل هذا كان مصدر دخله الوحيد ويعاني الآن من تردي كبير في الأوضاع المعيشية والمادية ولم يعد لديه قدرة على دفع إيجار منزله، ومؤكداً أن حاله هو حال جميع أصحاب الشاحنات الذين توقفوا عن العمل.
وجاء قرار الجانب التركي من معبر “باب السلامة” مطلع شهر شباط/ فبراير من العام 2020 ليتسبب بتردي أوضاع نحو ثلاث آلاف صاحب شاحنة، وقد نظم المئات منهم مظاهرة بتاريخ 20 حزيران/ يونيو 2021 في معبر “باب السلامة” للمطالبة للنظر في أوضاعهم وإعادتهم للعمل لكن لم يجدوا آذاناً صاغية من قبل مسؤولي المعبر.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.