روسيا : نقل قوات أميركية من أفغانستان إلى دول جوار أمر غير مقبول
نورث بالس
حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الثلاثاء، من خطوة “نقل قوات أميركية من أفغانستان إلى دول جوار”، مؤكداً أنه “أمر غير مقبول” لموسكو.
وقال ريابكوف في مقابلة مع مجلة “الحياة الدولية” الروسية: “أود أن أسلط الضوء على عدم قبولنا بنقل الوجود العسكري الأميركي الدائم إلى بلدان مجاورة لأفغانستان. أخبرنا الأميركيين بهذا الأمر بشكل مباشر وصريح”، حسبما ذكرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن نقل قوات أميركية إلى دول مجاورة لأفغانستان “سيغير الكثير” في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة.
وأضاف ريابكوف: “نحذرهم من مثل هذه الخطوات”، لافتاً إلى أن روسيا تناقش هذه القضية مع حلفائها في آسيا الوسطى ومع بلدان أخرى في المنطقة.
وتابع: “الوضع غامض. أعتقد أنه بسبب مجموعة معقدة من الأسباب السياسية والجيوسياسية والسياسية الداخلية، ستظل الولايات المتحدة تتحرك في اتجاه تقليص وجودها العسكري في أفغانستان. وعواقب ذلك متعددة الأوجه. نحن نناقش كل هذا مع الأميركيين”.
وأشار ريابكوف إلى أن هذا الملف كان مطروحاً في قمة جنيف (بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين)، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية
وفي وقت سابق الثلاثاء، أكدت الخارجية الروسية أن موسكو مستعدة لبناء “علاقات مستقرة ” مع الولايات المتحدة واتفاقيات “على أساس معقول”.
وفي مايو الماضي، قال مسؤولون عسكريون أميركيون، لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن الولايات المتحدة تبحث خيارات عدة بما فيها الدول المجاورة لنشر قواتها في آسيا والشرق الأوسط، بعد الانسحاب من أفغانستان خلال الأشهر المقبلة.
وذكرت الصحيفة أن القادة العسكريين الأميركيين يريدون قواعد للقوات والطائرات المُسيرة، والقاذفات والمدفعيات، لدعم الحكومة الأفغانية وإبقاء حركة طالبان تحت السيطرة، ومراقبة المتطرفين الآخرين.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفضل أوزبكستان وطاجيكستان، المتاخمتين لأفغانستان، إذ ستسمحان بالوصول السريع. لكن المسؤولين قالوا إن البصمة العسكرية الكبيرة لروسيا في المنطقة، وتنامي الصين والتوترات بينهما وبين واشنطن، ستعقد خطط إنشاء تلك القواعد في آسيا الوسطى.
ووفقاً لمسؤولين أميركيين، لم يتم تقديم أي طلبات رسمية لإنشاء قواعد في آسيا الوسطى حتى الآن، ولا تزال وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” تبحث إلى جانب وزارة الخارجية والبيت الأبيض، الإيجابيات والسلبيات لتلك الخطوة.
وعندما أعلنت إدارة بايدن الانسحاب في أبريل الماضي، قالت إنها ستشن غارات جوية، أو تقوم بمهام مراقبة إذا عاد تنظيم “القاعدة” للظهور في أفغانستان، أو شكّلت جماعة أخرى مثل “داعش” تهديداً للولايات المتحدة أو مصالحها.
ويثير الانسحاب الأميركي من أفغانستان تهديدات محتملة تواجه كثيرين من المترجمين والسائقين الأفغان وموظفين في السفارة، وأسرهم، الذين ساعدوا الأميركيين خلال 20 عاماً من الحرب. ويعدّ توفير الأمان لهؤلاء قضية شاغلة لأصحابها، ولإدارة بايدن، الذي وعد بمساعدة “مَن خاطروا بحياتهم لمساعدة الولايات المتحدة”.
والأحد، طالبت إدارة بايدن 3 دول في آسيا الوسطى باستضافة 9 آلاف أفغاني ساعدوا الجيش الأميركي، هي: كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، بحسب وكالة “بلومبرغ”.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا الاتفاق سيكون جزءاً من صفقة أوسع لإقامة مزيد من التعاون مع تلك البلدان، موضحة أن الولايات المتحدة اقترحت اتفاقاً يمكّنها من إجراء عمليات استخباراتية ومراقبة واستطلاع من أراضي أوزبكستان وطاجيكستان.
وتُضاعف “طالبان” هجماتها منذ بدء الانسحاب الأميركي في مطلع مايو الماضي، الذي من المقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر المقبل، الموعد النهائي الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء أطول حرب أميركية، فيما ستبقي كتيبة تضم نحو 650 جندياً لحماية الدبلوماسيين في أفغانستان، علماً بأن السفارة الأميركية في كابول ستظل مفتوحة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.