تدعي حمايتهم وتدهسهم على الطرقات… آليات عسكرية تركية تسببت بمقتل عدد من السوريين
نورث بالس- إدلب
تتجول العربات والمدرعات التركية بشكل يومي في مناطق إدلب وريفها ومناطق ريف حلب الشمالي لتتنقل بين نقاط المراقبة العسكرية التركية وتمدها بالجنود والمواد اللازمة، فتحولت لمصدر رعب للأهالي عند مرورها حيث حدثت الكثير من حالات الدهس للمدنيين وتسببت بوفاتهم.
مراسل “نورث بالس” في إدلب أكد حدوث العديد من حالات الدهس من قبل المدرعات التركية في المنطقة منذ تاريخ نشر النقاط التركية، ونقل المراسل عن مصادر محلية قولها أن مدرعة تركية دهست بتاريخ 13 تموز/ يوليو الشاب “ياسين حاج عمر” حيث كان يستقل دراجة نارية في منطقة سرمدا في ريف إدلب الشمالي ما تسببت بمقتله على الفور وتابعت السيارة مسيرها دون توقف.
سبق ذلك بتاريخ 10 أيار/ مايو 2021 وفاة الطفلة “سيما مصطفى النبهان” التي لا تتجاوز عشرة سنوات في بلدة النيرب في ريف حلب الشرقي إثر دهسها من قبل مدرعة تركية ولم تتوقف المدرعة للاطلاع على حالتها وتوفيت على الفور.
وبتاريخ 24 كانون الثاني/ يناير 2020 دهست مصفحة تركية شاباً نازحاً في منطقة كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي وهو نازح من بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي، وأفادت المصادر أن الشاب “عبد السلام ” توفي على الفور ولم تتوقف المصفحة التركية ولم تلتفت إليه
مصادر محلية أكدت “لنورث بالس” أن عدد من حالات الدهس حدثت في مناطق متفرقة في ريف حلب الشمالي، من بينها حادثة دهس من قبل سيارة تركية بتاريخ 26 حزيران/ يونيو 2020 بالقرب من جرابلس تسببت بوفاة “عبد الحميد جنيد “ويبلغ من العمر 48 عاماً، وسبقه وفاة الشاب” إبراهيم حمدو اليوسف” بتاريخ 1 أيار/ مايو 2020 في مدينة مارع إثر دهسه من قبل عربة تركية.
ويتحدث الصحفي “مختار المحمد” من ريف إدلب الشمالي في شهادته “لنورث بالس” قائلاً، لا يوجد إحصاءات دقيقة لحالات الدهس التي حدثت في مناطق إدلب وريفها وريف حلب الشمالي من قبل الأتراك، إنما تقدر بالعشرات ولا يكاد يمر شهر حتى تحدث حالة أو أكثر، وتسجل جميعها على أنها عن طريق الخطأ ولم يصدر إلى الآن توضيح من الجانب التركي بخصوص هذا الموضوع الذي يعرض حياة المدنيين للخطر دون أي رادع.
مضيفاً، أن حالة من الغليان الشعبي تزداد يوماً بعد آخر بسبب هذه التجاوزات التي ترتكبها القوات التركية وآلياتها العسكرية ولا يستبعد انفلات الأمور وخروج المدنيين عن صمتهم وصبرهم على التعديات التركية والتي تزهق أرواح بريئة بسببها، مطالبين أن يتم محاسبة أي مرتكب لمثل هذه الجرائم وتوقيف أي عربة تركية تدهس مدني في سوريا ومحاسبة سائقها قانونياً
ويؤكد المحمد في نهاية حديثه “لنورث بالس” أن النقاط التركية وآلياتها العسكرية وتجاوزاتها أصبحت غير مرحب بها من قبل المدنيين ومصدر قلق لهم، ويجب وضع حد لهذه الجرائم التي ترتكبها، فغالبية سكان الشمال السوري من النازحين والمهجرين هربوا من الموت فلا يمكن أن يوضعوا تحت خطر تهديد من نوع آخر.
بدوره يقول “أبو مروان” ( اسم مستعار) أحد أقارب شاب دهسته مدرعة تركية في منطقة ريف إدلب الشمالي، في شهادته “لنورث بالس” أن الشاب كان متوجهاً عبر دراجة نارية لزيارة أحد أصدقاءه وتفاجأ بالعربة التركية أمامه فدهسته وتوفي على الفور، ولم تكلف نفسها التوقف لمحاولة إسعافه وكان من الواجب أيضاً أن يحضر ضابط تركي لتقديم واجب العزاء على أقل تقدير والاعتذار لعائلته ولكن لم يحصل، مايشير إلى أنهم لا يعيرون الموضوع أي اهتمام.
ويكمل “أبو مروان” أن الشاب متزوج ولديه طفلين وهو يعاني من الفقر الشديد وسوء الأوضاع المعيشية، هرب من منطقته بسبب المعارك والقصف الجوي والبري ليلقى مصيره على يد مدرعات القوات التركية وبطريقة بشعة، ولم نقم بأي ردة فعل وسلمنا لقضاء الله لكن هناك عشرات الشبان من أقاربه كانوا يريدون القيام برد مسلح على أي نقطة عسكرية انتقاماً لمقتله، لولا تدارك الأمر من قبل بعض وجهاء العشيرة التي ننتمي إليها”.
ويختم بقوله، “نتمنى ألا تتكرر مثل هذه الحالات فأبناء الشعب السوري قد تجرعوا الموت بكافة الطرق والأصناف، ومن المفترض أن تكون هذه القوات التركية حامية لنا كما تزعم لا أن تقتل أبناءنا بدم بارد”.
ويجدر الذكر أن تركيا تنشر أكثر من 75 نقطة عسكرية في كل من إدلب وريفها وريف حلب الشمالي، وتزودها بجميع المستلزمات بشكل يومي من طعام ومعدات لوجستية وتتنقل بشكل دائم العربات والمدرعات التركية بين هذه النقاط.
إعداد: أيمن العبد الرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.