مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب: أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش ينشطون في العراق وسوريا
نورث بالس
خلال إحاطة افتراضية قدمها لمجلس الأمن، أمس الاثنين، بشأن أحدث تقرير عن تأثير داعش على السلام والأمن الدوليين، قال فلاديمير فورونكوف، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب إن أزمة فيروس كورونا العالمية أبرزت التحديات التي ينطوي عليها القضاء على الإرهاب.
“تثير هذه البيئة الوبائية العديد من التحديات الاستراتيجية والعملية لمكافحة الإرهاب، والتي ناقشناها خلال الأسبوع الافتراضي لمكافحة الإرهاب الذي نظمه مكتبي الشهر الماضي.”
وأوضح المسؤول الأممي أنه ومنذ بداية هذا العام، تنامى التهديد في مناطق الصراع، كما يتضح من إعادة تجميع وتزايد نشاط داعش وبعض الجماعات التابعة له في العراق وسوريا.
في المناطق التي لا تشهد نزاعات، يبدو أن التهديد قد انخفض على المدى القصير، تزامنا مع إجراءات الإغلاق والقيود التي تقلل على ما يبدو من خطر الهجمات.
لكن فورونكوف قال إن “جهود الدعاية الانتهازية” من قبل داعش يمكن أن تغذي الاتجاه المستمر للهجمات من قبل الأفراد والجماعات الصغيرة.
وأضاف أنه من غير الواضح كيف يؤثر كـوفيد-19 على جهود داعش في التجنيد وجمع الأموال، أو ما إذا كان هناك تغيير في الاتجاه الاستراتيجي تحت قيادة زعيمه الجديد، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي، خلال عملية عسكرية أمريكية، في سوريا عام 2019.
مسلطا الضوء على التطورات الإقليمية، قال السيد فورونكوف إن داعش يواصل تعزيز موقعه في بعض أجزاء الشرق الأوسط التي كانت تحت سيطرته سابقا، “ويعمل بثقة وانفتاح على نحو متزايد”.
وأشار فورونكوف إلى أن أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش ينشطون في العراق وسوريا، ويتنقلون بحرية في خلايا صغيرة بين البلدين، مضيفا أن عام 2020 شهد “زيادة كبيرة” في هجمات داعش في كلتا الدولتين مقارنة بعام 2019.
أدت أزمة كورونا إلى زيادة تعقيد الوضع، الرهيب بالفعل، وغير المستدام، لعدة آلاف من الأشخاص – وخاصة النساء والأطفال – الذين يشتبه بأن لهم صلات بتنظيم داعش. وقال فورونكوف إن بعض الدول ما زالت تعيد الأطفال، لكن لم يكن هناك سوى تقدم محدود في التغلب على العقبات القانونية والسياسية والعملية التي تحول دون العودة إلى أوطانهم.
وحذر السيد فورونكوف من أن “التهديد العالمي الذي يشكله داعش من المرجح أن يزداد إذا فشل المجتمع الدولي في مواجهة هذا التحدي،” داعيا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الدول الأعضاء على أسس إنسانية وأسباب تتعلق بحقوق الإنسان والأمن.
فيما يتعلق بالوضع في إفريقيا، وصف السيد فورونكوف تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة غرب إفريقيا وأعضاءه البالغ عددهم 3500 بأنه “بؤرة تركيز رئيسية للدعاية العالمية لداعش” لأنه يعزز روابطه مع تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، “أخطر جماعة في منطقة الحدود الثلاثية” بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر “.
وقال فورونكوف إن داعش لا يمتلك سوى بضع مئات من المقاتلين في ليبيا، لكنه برغم ذلك يستغل التوترات بين الجماعات العرقية ويمثل تهديدا محتملا له تأثير إقليمي أوسع، مضيفا أن داعش قد يوسع أنشطته إذا تصاعد الصراع في ليبيا.
وقال إن التهديد الرئيسي في أوروبا يأتي من التطرف الإرهابي المحلي الناشئ عن الإنترنت. وتثير مسألة الإفراج عن سجناء ذوي خلفية واتصالات إرهابية مخاوف بالغة، في حين أن صعود التطرف اليميني العنيف يعني أن أجهزة الاستخبارات في بعض الدول الأوروبية تحول أولوياتها بعيدا عن داعش.
أما فيما يتعلق بآسيا، فقال السيد فورونكوف إن فرع داعش في أفغانستان، تنظيم داعش- ولاية خراسان، لا يزال قادرا على شن هجمات بارزة – على الرغم من الخسائر الإقليمية واعتقال قادته – حيث يسعى إلى استغلال البلاد لنشر قوته عبر المنطقة وجذب المقاتلين الذين يعارضون اتفاقية السلام بين طالبان والولايات المتحدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.