تركيا تغرق على أنغام الأوركسترا

قال سفير تركيا السابق لدى الولايات المتحدة، نامق تان، إن تركيا، كما هي، مثل السفينة التي فقدت مسارها في بحر عاصف وفي طريقها للغرق على طريقة السفينة تيتانيك بينما تستمر الأوركسترا تعزف أنغامها.
قال الدبلوماسي المتقاعد في مقال كتبه في تقرير يتكين يوم الاثنين: “أي شخص يعرف القليل من التاريخ يدرك جيدًا أنه من الصعب على القبطان إنقاذ هذه السفينة من الجنوح. كما في كارثة تيتانيك، يشاهد الجمهور الأداء النهائي لأوركسترا السفينة في حالة يأس”
على مدى الأسبوعين الماضيين، تسببت حرائق الغابات المدمرة في دمار عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات في مناطق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة التركية، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإجبار الآلاف على الفرار.
وقال تان في انتقاد لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو “الغرض الوحيد للقبطان هو إبقاء السفينة عائمة حتى مرور العاصفة، لكنه لا يهتم بالضرر الجسيم الذي أحدثته العاصفة”.
أعربت الحكومة التركية عن خيبة أملها وتركت مواطنيها في انتظار المساعدة وسط حرائق الغابات التي اندلعت في جنوب غرب تركيا منذ 28 يوليو، وفقًا للسفير السابق.
فشلت وزارة الخارجية، التي فقدت هويتها المؤسسية وتحولت لما يشبه بمفوضية خارجية لحزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP)، في إظهار حضور جاد في تقييم وتنظيم عروض المساعدات الدولية، فيما يتعلق بالوضع القائم في الدبلوماسية التركي، قال تان: “أشعر بحزن عميق لرؤية وزارة الخارجية، التي يشرفني أن أكون عضوا فيها والتي خدمت فيها قرابة أربعين عاما، تستخدم بوحشية لأغراض أيديولوجية”.
يتم استبدال الكوادر المهنية في الوزارة بشكل منهجي من قبل سياسيين سابقين، وفقًا لتان، الذين يحذرون من أن مثل هذه التعيينات، التي تتجاوز الحدود المعقولة، خاطئة وستأتي بتكاليف باهظة في السياسة الخارجية لتركيا في المستقبل.
وقال إن “وزارة الخارجية تفقد تدريجياً وزنها وأولويتها في نظر دبلوماسيي الدول الأجنبية العاملين في تركيا”.
كما انتقد تان تشاووش أوغلو لمشاركته في الفريق السياسي الذي تم تشكيله لمحاربة الحرائق وتولي منصب وزير الداخلية الثاني خلال الأزمات.
قال تان: “إن الواجب الأساسي لوزير الخارجية هو التوصل إلى حلول ملموسة للمشاكل السياسية الحالية في علاقاتنا الدولية”. “من الصعب أن نفهم سبب تركيز وزير الخارجية على أمور تتجاوز مسؤولياته الأساسية في وقت يسيطر فيه تناقض لا يمكن تصديقه على سياستنا الخارجية، عندما نشهد انحرافًا خطيرًا في كل قضية تقريبًا، والمشاكل الضخمة مع العديد من البلدان في الساحة الدولية تنتظر الحل ”.
يجب أن يكون الواجب الأساسي لتشاووش أوغلو هو إخراج وزارته من هذا المسار الضيق للسياسة الداخلية والتركيز على التفكير في الأجندة العالمية في أقرب وقت ممكن، وفقًا للدبلوماسي السابق.
ووفقًا لتان، يسعى جاويش أوغلو إلى الحفاظ على معنويات الطاقم والركاب عالية من خلال إيصال الرسالة، “نحن أقوياء وقادرون على التغلب على أي تحد”، لكن تركيا “لا ينبغي أن تكون نمرًا من ورق”.