شهدت مناطق إدلب وريفها في الآونة الأخيرة ازدياداً ملحوظاً في أعداد الحوادث المرورية والتي تسببت بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين، فمنذ بداية العام الجاري 2021 وقعت الكثير من الحوادث المرورة نتيجة الازدحام وعدم وجود تنظيم للسير وقيادة الأطفال للسيارات وغيرها من الأسباب.
ووثقت منظمات محلية في سوريا وقوع ما يزيد عن 570 حادث سير منذ مطلع العام الجاري 2021، تسببت بمقتل 27 مدنياً من بينهم 3 أطفال و 5 نساء، إضافة لإصابة أكثر من 1500 مدني.
نجت “سهام الخطيب” وهي نازحة من مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي وتقيم في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، من حادث سير كاد يودي بحياتها بعد أن انقلبت بها سيارة كانت تقلها برفقة شقيقها على أطراف البلدة، وفي شهادتها “لنورث بالس” تقول: أن الحادث وقع بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 2021 أثناء عودتها من زيارة لأحد أقاربها برفقة شقيقها.
مضيفة، أن الحادث وقع بسبب وجود منعطف خطر جداً لم يتمكن شقيقها من التعامل معه بسرعة فانقلبت بهم السيارة ما تسبب بإصابتهما بجروح خطيرة وكسر يد شقيقها وتم نقلمها إلى المشفى، لتستعيد صحتها بعد أكثر من شهر من وقوع الحادث، فيما بقيت العديد من الجروح في جسدها.
وتوضح الخطيب، أن حالة الشوارع مزرية فلا وجود لشاخصات مرورية ولا رادارات لضبط السرعة ولا حتى شرطة مرور بأعداد كافية، كذلك فإن السرعة الزائدة من أكثر ما يعيق حركة المرور في الشوارع وتحدث بسببها معظم الحوادث.
الشاب”مصطفى الغازي” من منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي ويقطن في أحد مخيمات منطقة كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، تحدث في شهادته “لنورث بالس” عن حادث وقع معه عبر دراجته النارية، قائلاً: أنه كان برفقة أحد أصدقاءه على دراجة نارية قبل أن يصطدم بسيارة أثناء ذهابه لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
ويضيف، أن الحادث أسفر عن كسر في يده اليمنى وجروح في الرأس، بينما أصيب صديقه برضوض في معظم أنحاء جسده، وتم إسعافهما لأحد المشافي القريبة، وبقي لمدة 20 يوماً وهو يعاني من كسر يده، أما الدراجة النارية فقد تحطمت بشكل شبه كامل.
ويشير الغازي أنه لم يكن مسرعاً بل ارتبك من شدة الفوضى المرورية على الطرقات فلا أحد يلتزم بأدنى معايير السلامة، ولا وجود للالتزام بضوابط وقوانين السير بسبب غياب الرقابة.
بدوره يذكر “علي صطوف” الصحفي من ريف إدلب الجنوبي، أهم الأسباب التي ساهمت في زيادة حالات الحوادث المرورية، وفي شهادته “لنورث بالس” يقول، أن السبب الأساسي هو الكثافة السكانية التي خلفتها عمليات النزوح والتهجير الجماعي لمنطقة إدلب وريفها فالشوارع ممتلئة بالسيارات والدراجات النارية، وغياب دور الجهات المعنية وعدم تحملها مسؤولية سن القوانين وضبط حركة المرور وتسهيله من تركيب للشاخصات المرورية والإنارة في الشوارع وتعبيد الطرقات وإنشاء مطبات ونشر شرطة مرورية وفرض مخالفات للسرعة وتجاوز قوانين السير، فهذا كله من شأنه أم يخفف من هذه المعضلة
مضيفاً، أن هناك سبب آخر وهو عمليات استيراد كميات كبيرة يومياً من السيارات الأوروبية وبأسعار تكاد تكون مناسبة لفئة كبيرة من المدنيين ولهذا فقد ازدادت أعداد السيارات بشكل كبير وشكلت ازدحاماً مرورياً، ثم يأتي السبب الأخير وهو تصدر عديمي المعرفة والأطفال للقيادة دون ادنى معرفة سابقة بالقيادة وقوانينها، علماً أنه لا يوجد نظام رخص قيادة ولا تدريب ولا حتى قوانين تعاقب السائقين بدون رخصة.
ويشير الصطوف أن المستفيد بطبيعة الحال هم قياديي فصيل هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الذين يملكون غالبية مكاتب بيع السيارات في مناطق إدلب وريفها، وتاخذ نسبة كضريبة جمركية عن السيارات التي تدخل.
وتبقى معضلة الحوادث المرورية من أكثر ما يرهق المدنيين في مناطق إدلب وريفها وتطاردهم وتزهق أرواحهم بانتظار وضع حلول جذرية لها من قبل الجهات المعنية والمسؤولة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.