تقرير يوثّق جرائم تركيا وفصائلها في عفرين خلال شهر تموز
نورث بالس
لا يكاد يمر يوم على أهالي مقاطعة عفرين، إلا وترتكب فيه تركيا وفصائلها جرائم بحقهم، ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، هذه الجرائم خلال شهر تموز المنصرم في تقرير مفصل.
وبحسب المرصد، فإنه قُتل 4 أشخاص ” 3 مدنيين وعنصر واحد من الفصائل” خلال شهر تموز، كما شهدت عفرين انفجاراً واحداً يوم 19 تموز.
كما شهدت المنطقة خلال الشهر الفائت، اقتتالين اثنين بين الفصائل الموالية لتركيا ، الأول جرى في الرابع من الشهر، حيث شهدت قرية درويش ميدانكي التابعة لعفرين اشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا وجيش النخبة وصقور الشمال لأسباب غير معلومة، أدى إلى سقوط 6 جرحى من الطرفين.
أما الاقتتال الثاني فكان بتاريخ 18 الشهر، حيث نشب خلاف بين الفصائل الموالية لتركيا في ناحية راجو في ريف عفرين، تطور إلى اشتباكات مسلحة استخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، دون أن تسفر عن خسائر بشرية وسط حالة ذعر لدى الأهالي.
في حين لاتزال الفصائل الموالية لتركيا بارتكاب الجرائم اليومية بحق أهالي المنطقة الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة إلى جرائم تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً.
وقد أحصى المرصد خلال الشهر الفائت، قيام الفصائل الموالية لتركيا بخطف أكثر من 19 مدنياً، بينهم فتاة قاصر، وذلك في مدينة عفرين ونواحي بلبله وراجو وشيه وموباتا وشرا وجندريسه التابعة لعفرين، حيث تم إطلاق سراح 7 منهم بعد أن دفع ذووهم مبالغ مادية كبيرة للفصائل الموالية لتركيا، بينما لا يزال مصير البقية مجهولاً حتى الآن.
وأشار المرصد السوري إلى أن عنصراً من “فيلق الشام” يدعى “أبو خليل” اعتدى في 13 تموز، بالضرب المبرح على المسنة (ج.ع) 74 عاماً، من قرية كاوندا التابعة لناحية راجو بعفرين، حيث ضربها بالكرسي وشتمها بألفاظ نابية أمام أهالي القرية، وذلك بسبب امتناعها عن دفع الأموال له، لسداد ما يسمى بـ”ضريبة الحماية”.
وكان فصيل “الحمزة” قد فرضوا في 12 الشهر، إتاوات تبدأ من 200 إلى 500 ليرة تركية على أهالي قرية كوكانية التابعة لناحية موباتا في ريف عفرين شمال حلب، وذلك لقاء ما أسموه “ضريبة الحماية”.
وهددت الفصائل الموالية لتركيا الأهالي في حال امتناعهم عن دفع الإتاوات، بسرقة ممتلكاتهم، علماً أن هذه الإتاوة الجديدة لا تشمل موسم جني الزيتون أو ما فرضه ما يسمى “المجلس المحلي التركي” من إتاوات سنوية على أصحاب الأراضي والتي تقدر بـ 20 بالمئة من الموسم.
وبالانتقال إلى مسلسل الجرائم والتغيير الديمغرافي، ففي منتصف شهر تموز عمدت القوات التركية إلى انتشال جثامين 57 مدنياً وعسكرياً فقدوا حياتهم إبان الهجمات التركية على عفرين عام 2018، ونقلوها إلى مكان مجهول.
وفي 25 تموز، فرضت الفصائل الموالية لتركيا إتاوات على أشجار الزيتون العائدة للأهالي المهجرين من قرى كفردلي تحتاني وكفردلي فوقاني و معراته وقرية مازن في ريف عفرين، حيث طلبوا من وكلاء الأهالي المهجرين دفع مبلغ ثمانية دولارات أو ما يعادلها بالليرة السورية 25 ألف ليرة سورية على كل شجرة زيتون، عن كل 3 سنوات، لقاء السماح للوكلاء بالاعتناء بأشجار الزيتون العائدة لأهالي عفرين المهجرين.
في حين شهد 21 تموز زيارة وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” لمدينتي إعزاز وعفرين، في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك.
وفي ختام تقريره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان “مما سبق، يتضح جليّاً أن مسلسل الانتهاكات لن تتوقف حلقاته”، طالما تستمر القوات التركية في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.