القوات الحكومية توسع سطوتها في السويداء
نورث بالس
أرجع مركز “جسور للدراسات” زيادة عمليات الخطف والسلب التي تستهدف فصائل محلية في السويداء وناشطين ووجهاء إلى محاولة حكومة دمشق خلق مناخ مناسب لزيادة تدخّل الأجهزة الأمنية في محافظة السويداء.
وأكد المركز في تقرير صدر عنه أن العديد من الانتهاكات والاغتيالات تقف خلفها المجموعات المدعومة من “المخابرات العسكرية” التابعة لدمشق، مضيفا أنّ المُراد من هذه العمليات “خلق مناخ مناسب لزيادة تدخّل الأجهزة الأمنية في محافظة السويداء، بعد توليد قناعة كافية عند رجال الدين والوجهاء بضرورة “ضبط الأمن”، وإنهاء حالة “فوضى السلاح”.
كما لفت إلى أن حكومة دمشق ومِن خلفه روسيا يوليان اهتماماً لافتاً بمحافظة السويداء، إذ جرى تكليف اللواء علي ملحم رئيس شعبة “الاستخبارات العسكرية” العامة والمقرب من موسكو بتولي هذا الملف، في محاولة لاقتباس نموذج محافظة درعا التي ترأس اللجنة الأمنية المسؤولة عنها رئيس الأمن السياسي اللواء حسام لوقا.
وتوقع مركز الدراسات أن تحاول حكومة دمشق استثمار التوجّس الداخلي في السويداء من ظهور قوى سياسية/عسكرية، تتلقّى دعماً دولياً، وترفع شعارات رحيل “الأسد” وتنفيذ القرارات الأممية الخاصة بالانتقال السياسي، والمقصود هنا: “حزب اللواء السوري” و”قوة مكافحة الإرهاب” المتحالف مع الحزب.
مشيرا أن رجال الدين والفعاليات الشعبية يتخوّفون من جرّ السويداء إلى صراع سيؤدّي بطبيعة الحال إلى مواجهات بين الفصائل المحلية ذاتها المنقسمة في ولائها وأجنداتها بين معارض وموال لدمشق، أو يقف على الحياد ويرفع شعار الدفاع عن أبناء السويداء.
ودلل على حالة التوجس الشعبي من إطلاق حزب “اللواء السوري” الذي يرأسه الصحفي المقيم في فرنسا مالك أبو الخير، وما تلاه من ظهور قوة “مكافحة الإرهاب” المتحالفة معه، مناشداتُ شيخ العقل يوسف الجربوع إلى الأجهزة الأمنية في حكومة دمشق للتدخل وضبط الأمن.
مما عزّز المخاوف من اندلاع حرب أهلية، وهذا ما يعزّز حظوظ دمشق في توسيع دوره في السويداء، على اعتبار أنّ ما يجري يدعم سرديته الخاصة بدوره في منع الحرب الأهلية بين الطوائف السورية.
كما لم يستبعد المركز أن تكون روسيا متوجّسة من سعي بعض الأطراف الدولية لاستنساخ تجربة شمال شرقي سورية (الإدارة الذاتية) في محافظة السويداء، وهذا سبب مهم لتزيد من اهتمامها على المنطقة، والعمل على توسيع دور الأجهزة الأمنية فيها وفق قوله.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.