NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا تواصل تجنيد المرتزقة السوريين لإرسالهم إلى ليبيا

نورث بالس – إدلب
‌منذ أن تدخلت تركيا في الشأن الليبي لصالح حكومة الوفاق في سبيلِ مواجهة الجيش الوطني الليبي تحتَ قيادة المُشير “خليفة حفتر” بحلول الثاني من كانون الثاني/يناير 2020، وهي تقوم بتجنيد الآلاف من المرتزقة الذين كانوا يُقاتلون في صفوفِ بعض الفصائل التابعة لما يُعرف بـ “الجيش الوطني السوري” للقتال مع حكومة الوفاق هناك.
وتشرف تركيا على إرسال هؤلاء المرتزقة عبر طائراتها وعودتهم بعد انقضاء مدة من الزمن غالباً ما تكون ثلاثة أو ستة أشهر، ويتوقّع في الأيام القليلة المقبلة أن تقوم تركيا بإرجاع 300 من هؤولاء المرتزقة وإرسال دفعة جديدة بدلاً عنهم .
وكانت قد شهدت الأيام الأخيرة احتجاجات من قبل هؤولاء المقاتلين ردّاً على تأخر صرف رواتبهم الشهرية وتعرّضهم للاستغلال من قبل تركيا وبعض قادة الفصائل العسكرية التابعة لها ، حيث من المفترض أن يتقاضى كل مقاتل مرتباً يتراوح بين 1500 دولاراً و 2500 دولاراً حسب المركز الذي يشغله بالإضافة إلى وعود بتقديم حوالي 25 ألف دولار لذويهم في حال موت أحدهم في ظل المعارك الدائرة هناك .
ولكن أغلب المرتزقة الذين كانوا في ليبيا وعادوا في أوقات سابقة يؤكدون أنه تم خداعهم وأنهم تعرضوا لعمليات استغلال مادي من قبل المسؤولين عن تجنيدهم ونقلهم .
” ر ط ” أحد المرتزقة الذين ذهبوا للقتال في ليبيا تحدث لـ ” نورث بالس” عن ما تعرض له من استغلال مادي فقال : “ذهبت أنا وصديق لي إلى ناحية الشيخ حديد في ريف عفرين التي يسيطر عليها ” فرقة السلطان سليمان شاه ” أو كما يعرف محلياً بـ “العمشات” التي يتزعمها ” أبو عمشة” وكنا برفقة أحد السماسرة ووعدونا بتقديم مبلغ شهري قدره 1800 دولار أمريكي مقابل الذهاب للقتال في ليبيا وتقديم مبلغ 25000 دولار أمريكي لذوينا في حال تعرض أحدنا إلى الموت هناك ، وبعدها بأيام تم نقلنا تركيا التي قامت بدورها بإرسالنا جوّاً إلى ليبيا ومن ثم توزيعنا هناك على بعض النقاط العسكرية .”
ويؤكد ” ر ط ” أن تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح، إذ أنه وبعد أن أمضى 6 أشهر هناك استلم 4000 دولاراً أمريكياً فقط على دفعتين بعد مجيئه، وأنه استلف أثناء وجوده في ليبيا ما مجموعه 500 دولاراً أمريكياً فقط، وكان من المفترض حصوله على 10000 دولار أمريكي بشكل تقريبي حسب الوعود التي تلقاها قبل سفره.
وأضاف “ر ط” أن المسؤول عنهم ماطل كثيراً حتى أعطاه جزءًا مما اتفقوا عليه، وتحدث عن تنكِّر فصيل “العمشات” لذوي القتلى والجرحى الذين سقطوا في ليبيا، ولم يدفعوا لهم سوى مبلغاً مالياً صغيراً لا يتحاوز 2000 دولار أمريكي.
وحسبَ المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد قُتل ما مجموعهُ 470 من المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا من بينهم 27 طفلًا خلال العمليّات العسكرية التي حصلت في كلٍ من طرابلس ومصراتة وسيرين وترهونة ومناطق أخرى في ليبيا .
وتشير بعض الإحصائيات أن ما يقرب من 4000 مرتزق سوري موجودون في ليبيا حالياً بينما فاق عددهم 7000 مرتزق في العام الماضي مع اشتداد المعارك على الأرض الليبية، والنسبة العظمى لهؤولاء المرتزقة هم عناصر تابعة للفصائل العسكرية التابعة لتركيا مثل ” فرقة السلطان مراد، فرقة السلطان سليمان شاه، لواء صقور الشمال وغيرهم ” وتقتصر مهامهم في الوقت الحالي على الحراسة وحماية المنشآت النفطية والمراقبة على خطوط التماس مع قوات حفتر.
الجدير بالذكر، أنه وعلى الرغم من الانتقادات الدولية والمحلية لاستخدام الشباب السوريين كمرتزقة مأجوين وزجهم في صراعات خارجية مثل الحرب التي نشبت بين أرمينا وأذربيجان حول إقليم “كاراباخ” أو في ليبيا، إلا أن تركيا ما تزال تقوم بتجنيد الكثير من عناصر الفصائل العسكرية التابعة لها في ريف حلب الشمالي وزجهم في صراعات خارجية تنفيذاً لمخططاتها وأجنداتها المختلفة .
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.