مستوطنون يفتتحون مشاريع استثمارية خاصة في عفرين
نورث بالس – إدلب
شهدت منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، افتتاح عشرات المشاريع الاستثمارية على الأراضي العائدة ملكيتها للسكان الأصليين.
فمع سيطرة القوات التركية بدعم من الفصائل السورية على منطقة عفرين منذ مارس 2018، تعرض السكان الأصليون لعمليات الخطف والتعذيب والقتل من قبل تلك الفصائل، فيما أطلق سراح آخرون مقابل فدية مالية كبيرة تجاوزت 10 آلاف دولار.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يقارب 400 ألف شخص من المستوطنين من وسط وجنوب البلاد استقدمتهم الفصائل الموالية لتركيا إلى عفرين، وأسكنتهم في منازل مهجري عفرين.
مصادر خاصة لـ “نورث بالس” أكدت أن ناحية شيه /الشيخ حديد التي يسيطر عليها فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” شهدت إنشاء ما يقرب من 35 مشروع استثماري خلال النصف الأول من العام الجاري 2021، وتتنوع هذه المشاريع من سوبر ماركات ومسابح ومطاعم ومقاهي وملاعب كرة قدم، بدعم وتمويل كامل من قبل قائد الفصيل “محمد الجاسم” (أبو عمشة) وذلك عبر عقود تجارية بينه وبين القائمين على هذه المشاريع وغالبيتهم من المقربين منه ومن عناصر وقيادات فصيله.
وأشارت “المصادر” أن تكلفة المشروع الواحد يتراوح ما بين 10 إلى 30 ألف دولار أمريكي، علماً أن الأبنية والأراضي التي أقيم عليها هذه المشاريع تعود مواطنين كرد تم تهجيرهم مسبقاً منها ومصادرتها.
وبدورها شهدت مدينة عفرين حركة إنشاء مشاريع استثمارية لمهجرين ونازحين مستوطنين، وقد أخذت هذه الحركة بالتوسع مع بداية تجنيد تركيا وفصائلها لآلاف العناصر كمرتزقة للقتال في ليبيا ثم أذربيجان وتلقيهم مبالغ مالية كبيرة الأمر الذي سهل إقامة الكثير من المشاريع الاستثمارية.
وفي شهادته لـ”نورث بالس” يتحدث “سليمان المحمد” (وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة عفرين) ” قائلاً “تزداد وبشكل ملحوظ حركة إقامة المشاريع الاستثمارية لاسيما المطاعم والمقاهي، فيما يعمد بعض أصحاب المهن من المهجرين والنازحين لإعادة تفعيل مهنهم في منطقة عفرين”.
مضيفاً “وتسهل الفصائل الموالية لتركيا عملية إقامة هذه المشاريع بهدف فرض الأتاوات والضرائب عليها، ويستغل المستثمرون الكثافة السكانية في الشمال السوري لتوسيع أعمالهم”.
ويؤكد بدوره أخيراً أن من بين المستثمرين هناك العديد من القياديين ضمن فصائل ما يسمى بـ “الجيش الوطني” حيث يفتتحون مشاريع بتمويل كامل منهم وبتكاليف باهظة ويشرف عليها أقارب لهم.
ويجدر الذكر أن الفصائل الموالية لتركيا تواصل سياسة التغيير الديمغرافي في مناطق عفرين وما حولها من المناطق التي سيطرت عليها بدعم تركي، وتستمر في مصادرة ممتلكات المواطنين الكرد وتوطين مهجرين ونازحين محلهم عبر تسهيل إنشاء المستوطنات والتلاعب بالتركيبة السكانية للمنطقة.
إعداد: أيمن عبد الرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.