NORTH PULSE NETWORK NPN

بدون رقابة …انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين في سجون الفصائل الموالية لتركيا

حلب – نورث بالس
“اشحطوه لهالحيوان لحتى نعلمه السواقة” بهذه العبارات يتعامل السجانون وعناصر الفصائل الموالية لتركيا مع المعتقلين في أقبيتها بمنطقة عفرين.
فعلى الرغم من أن تركيا والفصائل الموالية لها تنفي دائماً وجود عمليات تعذيب للمعتقلين في سجونهما، إلا أن الواقع وشهادات الناجين من هذه السجون يشيران إلى اتباع هذه الفصائل سياسة قمعية ممنهجة للمعتقلين ويمارسون فيها شتى أنواع الضغوطات والابتزاز للحصول على معلومات معينة أو لدفع المعتقل إلى دفع فدية مالية كبيرة من أجل الإفراج عنه .
وتشير عدة منظمات حقوقية في تقاريرها إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها تركيا والفصائل الموالية لها بحق السجناء والمعتقلين بما فيهم الناشطين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني ، تشمل التعذيب والإهانة والتجويع والعزل وسوء الرعاية .
مؤكدة أنه في العديد من الحالات ينتهي المطاف بالشخص الذي يتعرض للتعذيب إلى الموت.
وتمتلك هذه الفصائل الكثير من السجون السيّئة الصيت منتشرة في مناطق ريف حلب الشمالي، إذ تم رصد أكثر من 15 مركز اعتقال، مثل ” سجن الباسوطة ” الذي تديره فرقة الحمزات ويعرف أيضاً بـ ” سجن القلعة “، و ” سجن المعصرة ” الذي يقع بالقرب من بلدة سجو المعروف بأنه من اسوأ السجون من ناحية معاملة السجناء وتعذيبهم وهذا السجن يشرف عليه فصيل ” الجبهة الشامية، وسجن ” مدرسة الكرامة ” الذي يدار من قبل فصيل ” فيلق الشام ” ، إلى باقي السجون الأخرى .
كما أن للنساء نصيب كبير من انتهاكات هذه الفصائل ، إذ تخصص أغلب هذه السجون أقساماً خاصة للنساء وتمارس عليهن شتى أنواع الضغوطات النفسية والجسدية ، كما وتحرص تركيا والفصائل الموالية لها على سريّة بعض هذه السجون تفادياً لبعض الزيارات المحتملة لمنظمات حقوق الإنسان .
من جهته يروي “س ا ” أحد الناجين من هذه السجون لـ “نورث بالس” عن فترة اعتقاله التي دامت 4 أشهر و 19 يوماً في سجن ” شيه ” أو سجن ” أبو عمشة ” فيذكر « أنه تم إلقاء القبض عليه أثناء قيادته لسيارته بالقرب من عفرين بسبب أنه لم يفسح الطريق لسيارة عسكرية كان فيها شقيق “أبو عمشة” ، حيث أمر عناصره بعبارة ” اشحطوه لهالحيوان لحتى نعلمه السواقة”.
ويؤكد ” س ا ” أنه كان يتعرض بشكل يومي للضرب من قبل السجانين، وكاد أن يصل للموت نتيجة بعض الركلات القوية على مؤخرة رأسه في ظل عدم وجود أي ممرض أو طبيب يشرف على الحالة الصحية للسجناء، مبيناً أن الإفراج عنه كان بعد دفع فدية مالية مقدارها 1300 دولاراً أمريكياً من قبل ذويه.
وما تزال عمليات التعذيب والممارسات الغير أخلاقية في هذه السجون في ظل عدم وجود أي رادع أو محاكم محايدة لمحاسبة مرتكبيها .
منظمة هيومن رايتس ووتش وفي تقرير سابق لها أشارت إلى ارتكاب الفصائل المدعومة من تركيا مجموعة من الانتهاكات، منها القتل دون محاكمة ضد المقاتلين والنشطاء السياسيين والمسعفين الكرد، وشددت المنظمة على أنّ “القانون الدولي يحظر الاحتجاز التعسفي ويستوجب من السلطات تسجيل جميع الاعتقالات بطريقة صحيحة وتقديم معلومات عن وضع أي شخص محتجز ومكان وجوده لمَن يطلبها” وأن “يُسمح للمحتجزين الاتصال بعائلاتهم”.
“أبو أحمد” معتقل سابق في سجن ” المعصرة ” تحدث لـ ” نورث بالس ” عن آلية التعذيب والتحقيق في هذا السجن قائلاً “يمارسون كل أنواع التعذيب داخل ذلك السجن، بما في ذلك الإذلال المتعمد والتجويع حتى الموت، كما أن المحققين داخله يبتكرون فنوناً متعددة للتعذيب بين الحين والآخر “.
وأكّد ” أبو أحمد” أن القائمين على السجن لا يعرضون السجناء على الأطباء إلا إذا شارفوا على الهلاك ، وكان شاهداً على وصول بعض السجناء لحالات صحية حرجة نتيجة التعرض للتعذيب في ظل اهمال متعمد من قبل القائمين على السجن .
الجدير بالذكر أن تركيا والفصائل الموالية لها ومنذ أن سيطرت على مناطق ريف حلب الشمالي يرتكبان شتى أنواع الانتهاكات بحق المدنيين الكرد هناك . فضلاً عن حالات النهب للممتلكات الخاصة، والاعتقال، وتنفيذ الإعدامات الميدانية .
إعداد: أيمن عبدالرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.