NORTH PULSE NETWORK NPN

مع قرب لقاء أردوغان وبوتين… المقاتلات الروسية تكثف الغارات على مناطق سيطرة تركيا

نورث بالس- إدلب

لليوم الثالث على التوالي تستمر حملة التصعيد العسكرية الروسية على مناطق سيطرة تركيا الفصائل السرية الموالية لها في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، حيث شنت مقاتلات روسية صباح اليوم الأحد 26 أيلول/ سبتمبر عدة غارات جوية على أحد المقرات العسكرية التابعة للفصائل الموالية لتركيا في منطقة باصلحايا، إضافة لغارات مشابهة تعرضت لها منطقة جبل الأحلام في ناحية شيراوا غربي عفرين.

وبحسب المعلومات الأولية فقد تسبب القصف الروسي بمقتل نحو 6 عناصر من فصيل” فرقة الحمزة” التابعة “للجبهة السورية للتحرير، إضافة للعديد من الجرحى والخسائر المادية، وسبق ذلك قيام المقاتلات الروسية مساء أمس السبت بشن عدة غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار استهدفت محيط قريتي باصوفان وبراد دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.

وفي 31 آب/ أغسطس الفائت نفذت المقاتلات الروسية غارات جوية على مقرات عسكرية تابعة لفصيل “فيلق الشام” في قريتي إسكان والجلمة في ناحية جنديرس في ريف حلب الشمالي لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية واقتصرت الأضرار حينها على المادية.

التصعيد ذاته وبوتيرة أشد تتعرض لها أيضاً قرى وبلدات مختلفة في مناطق إدلب وريفها الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام”( جبهة النصرة سابقاً) حيث تواصل المقاتلات الروسية شن غاراتها الجوية وبتصاعد خلال الآونة الأخير منذ بداية الشهر الفائت آب/ أغسطس حيث طال القصف مناطق متفرقة مثل أطراف مدينة إدلب وبلدات وقرى الكفير وكنصفرة وكندة وزرزور وأريحا في أرياف إدلب الغربي والجنوبي والشمالي.

التصعيد الروسي على مناطق الشمال السوري لاسيما مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا يأتي قبيل انعقاد القمة المزمع عقدها بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء 29 أيلول/ سبتمبر الجاري ولهذا دلالات وإشارات كما يوضح ذلك الضابط المنشق والمحلل العسكري “إياد عبد الرحيم” في تصريح لـ “نورث بالس” حيث قال: “لقد أصبح القصف على مناطق إدلب الواقعة تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” أمراً اعتيادياً لكن الغير مسبوق هو التصعيد الأخير على مناطق النفوذ التركي في ريف حلب الشمالي، و أن يتزامن التصعيد الروسي على مناطق النفوذ التركي مع اقتراب موعد اجتماع أردوغان مع نظيرة بوتين فهذا ليس مجرد صدفة بل يحمل في طياته رسائل غير مباشرة من الجانب الروسي للأتراك”.

مضيفاً: “لعل أقوى هذه الرسائل هي أن تقول روسيا أنه لا حدود لطائراتها المقاتلة في سوريا وأنها تستطيع قصف أي هدف تراه تهديداً لها في كامل الجغرافية السورية دون اي اعتبار للسلطة القائمة في أي منطقة، ومن جانب آخر فهو محاولة ضغط على الجانب التركي لإجباره على تقديم التنازلات فيما يخص النية الروسية لمواصلة دعمها للقوات الحكومية السورية للسيطرة على أجزاء من منطقة ريف إدلب الجنوبي جنوب طريق M4”.

ويشير “عبد الرحيم” إلى أن التصعيد الروسي على مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا يدل على أن روسيا تريد القول ايضاً أنها لا يعنيها التشكيلات العسكرية الجديدة وتنظيم “الجيش الوطني” لصفوفه فهي الأقوى على الأرض بجميع الأحوال، وذلك عقب تشكيل جديد انبثق عن “الجيش الوطني” يحمل اسم” الجبهة السورية للتحرير”.

ويتوقع أخيراً “أن تزيد روسيا من ضرباتها الجوية خلال اليومين القادمين قبل انعقاد القمة التركية الروسية وستحاول مسابقة الزمن للحصول على أوراق ضغط وقوة على طاولة المباحثات المرتقبة بين الجانبين، فيما ستكشف الأيام القادمة ما ستؤول إليه الأحداث في منطقة الشمال السوري بشكل عام”

ورصدت “نورث بالس” خلال الأيام الأخيرة تسارعاً في الأحداث العسكرية والميدانية في الشمال السوري من محاولات تسلل للقوات الحكومية السورية في محاور إدلب وتصعيد جوي ومدفعي روسي على جميع المناطق وحركة نزوح إلى الشمال السوري، يضاف لذلك وجود بوادر لاحتمالية شن القوات الحكومية السورية وروسيا عملية عسكرية برية جديدة.

والجدير ذكره أن فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا والمسيطرة على مناطق عفرين وما حولها لا تزال تعاني من التشرذم والانقسام رغم كل محاولاتها الأخيرة لتوحيد صفوفها، ويستعبد العديد من المراقبين والعسكريين قدرتها على المواجهة العسكرية رغم الغطاء التركي.

إعداد: أيمن عبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.