بعد لقاء بوتين وأردوغان…تسريبات تفيد بانتشار قريب للفصائل الموالية لتركيا في إدلب
إدلب – نورث بالس
نشرت مواقع معارضة معلومات مسربة من أحد الضباط في “الجيش الوطني” والذي رفض بحسب المواقع الكشف عن اسمه، المعلومات تفيد بأن ما يسمى “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، سوف ينتشر قريباً في إدلب وريفها وعموم المناطق التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، وتأتي هذه الخطوة بعد تفاهمات واتفاقيات جرت مع الأخيرة، في حين لم تُعلّق هيئة تحرير الشام على هذه الأخبار حتى الآن .
ويبدو أن تركيا تضغط بهذا الاتجاه، وذلك تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه مع الجانب الروسي، من ناحية فصل “المعارضة المعتدلة” عن الجماعات المتشددة في منطقة “خفض التصعيد”، والعمل على إنهاء وجود هذه الجماعات.
ففي اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي أردوغان، في سوتشي في 29 من أيلول/سبتمبر الماضي، لم تصدر عن الجانبين تصريحات للصحافة، سوى بعض ما ورد على لسان بعض المسؤولين من الجانبين بضرورة القضاء على المعارضة المتشددة في منطقة خفض التصعيد، في إشارة واضحة لهيئة تحرير الشام.
ولم يعرف بعد فيما إذا كان الانتشار يأتي في إطار اندماج عسكري بين التشكيلات العسكرية صاحبة النفوذ في ريفي حلب وإدلب، أم أن هيئة تحرير الشام سوف تقبل بحل نفسها، وتسليم مواقعها لفصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، أم أن سيناريوهات أخرى ربما تحدث في الأيام المقبلة .
وعمدت هيئة تحرير الشام في تصرف غريب منها منذ أيام إلى إزالة راياتها من مراكز مدينة إدلب والمدن الأخرى الواقعة تحت سيطرتها، واستبدال هذه الرايات بأعلام الثورة السورية، وأبدى المدنيون في إدلب استغرابهم من هذا الفعل بعدما كانت الهيئة نفسها تزيل أي رايات أو أعلام غير رايتها.
“مصطفى اليونس” أحد الضباط المنشقّين رجّح في حديثه لـ “نورث بالس” أن هيئة تحرير الشام لن تستسلم بهذه السهولة، وإن كان الاتفاق جرى فعلاً فغالباً أنها حصلت على ضمانات أو تطمينات من قبل تركيا، وإلا فهي ستمنع هذا الأمر، حتى وإن أوصلهم إلى المواجهة العسكرية مع الجميع.
وأضاف “اليونس” : ” بعض الفصائل العسكرية المتواجدة شمالي حلب تمتلك أساساً بعض نقاط الرباط في إدلب، وربما سمحت لهم الهيئة بزيادة عدد هذه النقاط، لكن التحدي الأكبر إن تم مثل هذا الأمر هو ضبط الأمن، فمن المعروف أن هيئة تحرير الشام تسيطر على إدلب وريفها بقبضة حديدية، ولا أعتقد أن يتم مثل هكذا أمر دون حدوث عوائق كبيرة” .
ويرى مراقبون أن اللقاء الأخير بين روسيا وتركيا، الغموض الذي اكتنفه، يحمل عدة دلالات على وجود تفاهمات تخشى تركيا في المقام الأول من إظهارها للعلن .
ومنذ أيام قليلة أعلنت غرقة القيادة الموحدة “عزم” عن اندماج جديد بين فصائل تتبع لـ “الجيش الوطني”، حيث اندمجت كل من فرقة السلطان مراد، وفيلق الشام قطاع الشمال، والفرقة الأولى، ضمن تشكيل جديد أطلقوا عليه اسم “حركة ثائرون”، ولفتت “عزم” ضمن بيانها، إلى إن الاندماج يأتي ضمن خطة لتوحيد مكوناتها بشكل كامل.
إعداد: أيمن العبد الرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.