NORTH PULSE NETWORK NPN

تدخّلٌ تركيٌّ على مسار الانتخابات العراقيّة

نورث بالس

تسعى تركيا إلى التدخل في مسار الانتخابات العراقية المرتقبة، عبر الترويج لمرشحين من السنة. حيث استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام رئيس البرلمان العراقي المنحل وزعيم حزب (تقدم) محمد الحلبوسي، وكذلك زعيم تحالف (عزم) خميس الخنجر، في محاولة منها لضبط إيقاع التحالفات والخصومات السنية.

وتفاجأ الرأي العام العراقي بنشر الرئاسة التركية صورتين الأولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع “الحلبوسي”، والثانية بين أردوغان و”الخنجر”، رغم أنه لم يصدر لا عن الرئاسة التركية ولا عن “الحلبوسي” أو “الخنجر” أي بيان أو تصريح بشأن كلا الاجتماعين. ونشر الصورتين يشير إلى تدخل فظ من تركيا في مسار الانتخابات العراقية ومحاولة التأثير على نتائجها بما يتوافق مع مصالحها ونفوذها في العراق، رغم تراجع التأثير الإيراني والأمريكي بشكل مباشر على الانتخابات، بعد غياب “قاسم سليماني” وابتعاد المبعوث الأمريكي “بريت ماكغورك” عن الاهتمام بالشأن العراقي وحده.

السياسي السني المستقل “أثيل النجيفي” قال لـ«الشرق الأوسط» بشأن لقاء أردوغان بـ”الحلبوسي والخنجر”: «هي محاولة تركية لتقريب وجهات النظر بين طرفين سنيين متنازعين، ولكننا لا نرى أي فائدة من مثل هذه المحاولات في هذا الوقت بالذات»، مبيناً أن «الجميع غير مستعد لتقديم تنازلات للطرف الآخر قبل الانتخابات، وكلا الطرفين يظن بقوته أكثر مما هي في الحقيقة بكثير». وأضاف النجيفي أن «أي لقاء خارجي لن يلقى قبولاً في الداخل». وأكد النجيفي «حسب معلوماتي فإن الزيارة لم تكن تغير أي شيء من الصراع بين الحلبوسي والخنجر ولكنها أضرت بهما».

فيما قال السياسي الشيعي المستقل “عزت الشابندر”: إن خريطة التحالفات الوطنية والانتخابية إنما تُصنَع حصريا في العراق وليس غيره؛ لأن مصلحتها يجب أن تكون العراق لا غيره». ويضيف الشابندر: «نعارض بقوة أي محاولة (شرقية أم غربية) لإعادة العراق إلى أتون الفتنة ومربع الطائفية الأول».

أما أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني فيرى أن «المبادرة قد تؤدي إلى تخفيف الاحتقان الحاصل بين أكبر كتلتين من المكون السني لكن فيما يتعلق بقراءة الجمهور السني لمحاولة أردوغان اعتبرت مبادرة إيجابية ورسالة تطمين من مخاوف متوقعة بوقوع أعمال عنف في يوم الانتخابات».

وأضاف أن «هذه المبادرة ربما هي الأولى بتدخل تركي معلن على خط العملية السياسية بشقها السني لترصين صفوف المتخاصمين وتوجهاتهم المبعثرة»، مبيناً أن «تركيا يمكن أن تكون من الآن مطبخاً سياسياً لترميم جدار السنة المتصدع منذ 2003».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.