NORTH PULSE NETWORK NPN

مستغلين سلطتهم … عسكريون وأمراء متورطون بترويج المخدرات وتجارتها شمال سوريا

حلب / نورث بالس

 

داهمت “الشرطة العسكرية” التابعة لما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا يوم الأحد الماضي 3 تشرين الأول/أكتوبر ، ما قالت إنّه معمل لتصنيع المواد المخدرة ، واعتقلت عدداً من العاملين فيه، وذلك في “برج عبدالو” قرب بلدة الباسوطة جنوبي عفرين، وصادرت 7 طن من المواد الخام.

مداهمة المعمل جاءت بعد اشتباكات جرت بين القوة المقتحمة والقائمين على هذا المعمل وانتهت بالسيطرة على المعمل وإلقاء القبض على 4 أشخاص من العاملين فيه، في حين تمكن الآخرون من الفرار .

مصادر محلية أفادت “لنورث بالس” أنّ المعمل يعود لشخصين من أقرباء المدعو “عبدو عثمان” وهو قيادي في فصيل “فيلق الشام” الموالي لتركيا، ويقيمان في مدينة مرسين التركيّة وهما “طارق زعزع” و”بلال زعزع” حاصلان على الجنسيّة التركيّة وينحدران من بلدة دارة عزة غربي حلب، وأن كلاً من المدعوان عبدو عثمان و عبدالله حلاوة القائد في ” فرقة الحمزة” يتعاونان للتغطية على هذا المعمل، مقابل نسبة معينة من عائداته.

وتنتشر المواد المخدرة وبينها الحبوب والحشيش بشكل كبير في مناطق ريف حلب الشمالي، حيث يتم الترويج لها بشكل علني من قبل بعض الباعة أو عناصر متنفذين في الفصائل العسكرية التابعة لتركيا، كما تنتشر ظاهرة تعاطي الحبوب بشكل كبير بين عناصر هذه الفصائل على مرأى ومسمع قادتهم.

وفي حديثه لـ “نورث بالس” قال عثمان (29 عاماً)، وهو ينحدر من مدينة اعزاز شمالي حلب، وقد تعافى مؤخراً من المخدرات، أنه كان يحصل على الحبوب المخدرة بسهولة من بعض الأماكن مثل بعض عربات الاكسبرس وبعض البقاليات الصغيرة وعدد من الحلاقين هناك، أو من خلال أصدقائه المنخرطين مع بعض الفصائل العسكرية.

وتابع رجب، بعد أن “بدأت أبذر كل ما أملك على المخدرات، ووصولي إلى حالة حرجة من الإدمان استطعت بمساعدة أهلي من التعافي من هذه الآفة، وأرجو أن لا يقع أحد غيري تحت رحمة المخدرات ومروّجيها”.

ويستغل تجار المخدرات والحشيش الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها المدنيون في الشمال السوري، من أجل إقناعهم بالعمل معهم في بيع الحبوب المخدرة والحشيش وترويجها بين الشباب.

وتصل كميات كبيرة من الحبوب المخدرة والحشيش من مناطق سيطرة حكومة دمشق، حيث تنشط هناك زراعة الحشيش وتصنيع الحبوب المخدرة، بإشراف مباشر من عناصر في “حزب الله اللبناني” ، وتتم زراعة الحشيش في عدة مناطق مختلفة مثل بلدتي نبل والزهراء وغيرهما من مناطق سيطرة الحزب.

ولا تبدو الصورة في إدلب أفضل حالاً، إذ أنها تشهد رواجاً واسعاً للحبوب المخدرة والحشيش بين الشباب وذلك ما أكّده المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، حيث اعتبرها ظاهرة تنمو تدريجياً حتى باتت تنتشر بشكل واسع وملحوظ في مناطق الشمال السوري التي تديرها “حكومة الإنقاذ” بالتحديد.

ونقل المرصد عن أحد العاملين بمركز متخصص في محاربة الإدمان يقع في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي قوله:« إن المركز يستقبل بشكل شهري من 30 إلى 40 حالة تقريبا يعانون من حالات الإدمان بشكل عام من أرياف إدلب وحلب».

كما وتوجه أصابع الاتهام لعسكريين وأمراء في صفوف ” هيئة تحرير الشام” لكونهم يغضون النظر عن بعض مهربي وتجار المخدرات مقابل مكاسب شخصية، ولكون البعض منهم متهم بزراعة الحشيش بشكل سري في بعض المناطق مثل “سهل الغاب ” بالقرب من مدينة جسر الشغور ، وفي منطقة حارم شمال غربي إدلب وذلك حسب مصادر محلية هناك

ويبدو أن فئة الشباب في الشمال السوري أصبحت بيئة خصبة لتجار ومروجي المخدرات والحشيش، مستغلين بذلك الحالة الأمنية الهشة في هذه المناطق، بالإضافة إلى الضغوطات النفسية الكبيرة التي يعاني منها الشباب وخاصة النازحين منهم.

إعداد: أيمن عبدالرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.