استمرار معاناة مهجري سريه كانيه بعد عامين من التهجير
الحسكة – نورث بالس
عامان مرا على سيطرة القوات التركية وفصائلها على مدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، وسط انتهاكات يومية تمارسها فصائل القوات التركية، وفرض اللغة التركية ورفع العلم التركي وتغير أسماء المعالم المدينة.
يصادف في الـ 9 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، الذكرى السنوية الثانية للعدوان التركي بالتعاون مع الفصائل السورية الموالية لها على المنطقة الممتدة من مدينة سري كانيه /رأس العين/ حتى كري سبي/تل أبيض/، هجر خلالها أكثر من 300 ألف مدني من منازلهم.
ويقطن الآلاف من مهجري سري كانيه حالياً في مخيمين افتتحتا من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أطراف مدينة الحسكة، إضافة إلى المدارس التي حولت لمراكز إيواء.
وحملت الإدارة الذاتية على عاتقها تقديم الرعاية والدعم لهؤلاء المهجرين بالتعاون مع منظمة روج آفا للإغاثة والتنمية والهلال الأحمر الكردي، حيث وزعت الخيم، وبنيت المدارس وشكلت المجالس لإدارة أمور المخيم، كما توزع المعونات حسب الإمكانات المتوفرة لديها على المهجرين.
ومع مرور عامين على سيطرة القوات التركية على سري كانيه لا يزال المهجرون مهمشون من قبل المجتمع الدولي، ولم تعترف الأمم المتحدة بمخيمي “واشو كاني وسري كاينه”، وتتغافل عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم، وتتغاضى عن معاناة الأهالي بتقديم الدعم لأسر تنظيم داعش في مخيمي الهول وروج.
رياض مرعي مدير مكتب العلاقات بمخيم واشو كاني، يقول “معاناة مستمرة، همنا الوحيد هو العودة بضمانات دولية، المخيم يعيش ظروف صعبة كون مفوضية الأمم المتحدة مرتبطة بالسياسات الدولية ولم تقدم الدعم للمخيم، ولم يعترفوا بالمخيم”.
ويضيف “نتيجة الإهمال من قبل منظمات حماية حقوق الطفل وحمايته والأمم المتحدة، حدثت 5 حالات وفاة للأطفال نتيجة الحرارة الزائدة خلال فصل الصيف، رغم محاولات القسم الطبي في الهلال الأحمر الكردي”.
ويقطن في مخيم “واشو كاني” 15 ألف و158 مهجر من سري كانيه وريفها، متوزعين على 2317 عائلة، من بينهم 322 عائلة تعيش بدون خيمة ويقطنون في خيم تعود لأقاربهم.
ويوضح مرعي، أنه “نسعى إلى إيصال صوتنا للمنظمات التي تدعي الإنسانية، هذا المنظمات التي كانت بوسعهم إيقاف الحرب والجرائم التي ترتكب بحقنا، ولكنهم مستفادون لذلك لا يقدمون على فعل شيء”، شاكراً الإدارة الذاتية التي تقدم الخدمات رغم قلة إمكاناتها والحصار المفروض على المنطقة.
ولتغير ديموغرافية المنطقة عملت تركيا والفصائل المواليه لها على توطين أسر تنظيم داعش والعراقيين والأفغان والتركمان بدلًا من السكان الأصليين، ودمرت آلاف المنازل وحولت قسماً كبيراً منها لمقرات عسكرية، وفقا لتقارير صادرة عن منظمات حقوقية.
أحمد دهام السليمان من قرية ليلان التابعة لسري كانيه، يقول “تهجرنا بعد قصف الاحتلال التركي لقريتنا ليلاً، وهناك أخبار ترد لنا بأن القرية تدمرت بسبب الاستهدافات التركية المتكررة كون القرية تقع على خط الجبهة”.
ويشير دهام، أنه “قبل الهجمات كنا نعمل ونزرع أراضينا دون خوف وكانت المنطقة آمنة، نطالب مجلس الأمن والمنظمات الدولية والأطراف المعنية بعودتنا إلى قرانا ومدينتا وإخراج الجيش التركي وفصائلها”.
ويضيف “معاناة كبيرة في المخيم، لا يوجد هناك أي دعم مقدم لنا، وما يتم توزيعه لا يسد حاجتنا اليومية”.
وبحسب إحصائيات الإدارة الذاتية، فإن ما يقارب الـ 100 ألف مدني هُجّروا من مقاطعة كري سبي/ تل أبيض وريفها، ويقطن 6031 مهجر داخل مخيم مهجري كري سبي الذي أنشئ في الـ 22 من شهر تشرين الثاني 2019 في بلدة تل السمن شمال مدينة الرقة، وتوزع بقية المهجرين في مدن الرقة والطبقة وكوباني.
وتوزع مهجرو ناحية سري كانيه في مخيم واشو كاني الذي أنشئ في 2019، والذي يضم 14714 فردا و2373 أسرة، وبعد تزايد عدد المهجرين فتحت الإدارة الذاتية مخيما اخر لمهجري سري كانيه الذين كانوا يتواجدون في مراكز الايواء بمدينة الحسكة، والذي يضم 14073 مهجرا، و2815 أسرة.
وينتشر المهجرون على هذا النحو 1150 فردا، 230 أسرة ناحية الدرباسية، و4500 فردا و900 اسرة ناحية تل تمر، 2000 فرد و400 أسرة توزعوا في زركان، وتوزعت 1600 اسرة في أحياء مدينة الحسكة و6590 فردا، بينما توزع 9174 فردا في بلدة العريشة.
وفي مقاطعة القامشلي: 694 أسرة و3470 فردا في مركز مدينة القامشلي، وتوزع 323 أسرة و161 فردا في ناحية كركي لكي، و310 اسرة و1550 فردا في ناحية عامودا، و30 اسرة و150 فردا في ناحية تل حميس، و193 اسرة و965 فردا في ناحية تربه سبيه، و14 اسره و70 فردا في ناحية تل براك، و115أسرة و575 فردا في ناحية جل آغا، وفي ناحية ديرك 866 اسرة و4330.
إلى جانب ذلك قامت القوات التركية والفصائل السورية المواليه لها بإخلاء وتهجير سكان 15 قرية إيزيدية في منطقة سري كانيه ومحيطها والاستيلاء على 65 منزلًا وجميع أملاك الإيزيديين، وتدمير 80 منزلًا في قرى الداودية وخربة جمو، وبناء ثكنات عسكرية مكان تلك المنازل، بالإضافة إلى نبش قبور الإيزيديين وإخراج الرفات منها.
كما قامت بتوطين 400 شخص من عناصر داعش العراقيين في سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، ونقل 1400 مرتزق سوري وأسرهم من إدلب إلى المنطقة، واختطاف 78 شخصًا بتهمة العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية.
إعداد: هوكر نجار
تصوير: خمكين قره مان – شفزان محمود
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.