نورث بالس
ردَّ وزير الخارجية التركية على التصريحات الأميركية التي أدانت فيها واشنطن مقتل شرطيين تركيين قبل أيام. واعتبر أنّ الهجمات العابرة للحدود «غير صادقة»، وتشكل نوعاً من «الخداع». وأكدت أنها ستفعل ما يلزم لتطهير مناطق في شمال سوريا وإيقاف الهجمات التي تستهدف قواتها في سوريا.
وواصل “أوغلو” انتقاداته لكل من الولايات المتحدة وروسيا، موجهاً الاتهام لهما بـ”عدم الالتزام بتعهداتها بضمان انسحابها من المناطق المتاخمة لحدودها” وتحميلهما جانباً من المسؤولية عن الهجمات الأخيرة على قواتها في شمال حلب. وأضاف “أوغلو” أن بلاده ستفعل كل ما يلزم من أجل «تطهير مناطق في شمال سوريا من وحدات حماية الشعب»، مضيفاً أن روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان أيضاً عن هجمات الوحدات الكردية على القوات التركية في مارع شمال حلب في الأيام القليلة الماضية حيث أسفر هجومان عن مقتل جندي واثنين من عناصر شرطة المهام الخاصة.
رغم تأكيد عدة أطراف عدم وجود لـ”وحدات حماية الشعب” في تلك المنطقة، بل هي ساحة انتشار لقوات النظام وبعض القوات الإيرانية والروسية.
فيما اعتبر مراقبون أن تصريحات “أوغلو” تأتي في سياق تسخين المواقف لتبرير شن عملية غزو جديدة على مناطق شمال سوريا، حيث اعتبر المحلل السياسي “أحمد بلال” أن “تركيا تبحث عن ذرائع لشن هجوم جديد على الأراضي السورية، رغم أن مواقف كل من روسيا والولايات المتحدة رافضة لأي هجوم أو توغل تركي جديد في الأراضي السورية”.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية مواصلة المشاورات مع أنقرة لإيجاد حل سياسي في سوريا وإنهاء الصراع.
ودانت الخارجية على لسان المتحدث باسمها، “نيد برايس”، أول من أمس، الهجمات عبر الحدود ضد «حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)». وقدمت تعازيها لأسرتي الشرطيين التركيين. وأكد برايس ضرورة التزام كل الأطراف بوقف إطلاق النار في المناطق المحددة لذلك بسوريا، في سبيل تعزيز مساعي الاستقرار والحل السياسي بالبلاد.
وصعدت القوات التركية، أمس، قصفها لمناطق في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، وقصفت مدفعيتها محيط مطار منغ العسكري وأطراف تل رفعت وريف عفرين، بعد مقتل 3 من جنودها في الأيام القليلة الماضية. وقصفت طائرة تركية، دون طيار، قرية شيخ عيسى في عفرين بريف حلب الشمالي، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بسقوط طائرة استطلاع روسية بين جبهتي مارع وعبلة، ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها. وتبنت فصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، عملية إسقاط الطائرة.
في سياق آخر، أعلن “أوغلو”، أنه أبلغ “طالبان”، خلال محادثات بين الطرفين، الخميس، في أنقرة، بـ”توصيات” تركيا، فيما قدمت الحركة مطالبها في مجال المساعدات الإنسانية.
وقال شاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب المحادثات، أن وفد “طالبان”، الذي ترأسه وزير الخارجية في حكومتها، “أمير خان متقي”، قدم طلباته إلى تركيا وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ومواصلة الاستثمار في أفغانستان.
وأضاف وزير الخارجية التركي: “قدمنا توصياتنا مجدداً بشأن تعليم الفتيات وضمان توظيف النساء… وأبلغنا وفد طالبان مرة أخرى بضرورة احتضانهم للجميع من أجل وحدة وسلامة بلادهم قبل كل شيء”.
وذكر شاويش أوغلو أن إدارة “طالبان” أكدت أنها ستقدم ما بوسعها لدعم المهاجرين الأفغان إذا أرادوا العودة إلى البلاد.
وفي وقت سابق من اليوم كشفت “طالبان” أن وفداً رفيع المستوى برئاسة “متقي” مما سمته “الإمارة الإسلامية في أفغانستان”، السلطة التابعة للحركة، سيزور أنقرة “تلبية لدعوة رسمية من قبل وزير الخارجية التركي”، وذلك لبحث “تحسين العلاقات الثنائية، والتجارة، والمساعدات الإنسانية، واللاجئين، والملاحة الجوية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.