قضية “الموز” في تركيا.. توقيف وترحيل سوريين
نورث بالس
تفاعلت أكثر ما تسمى بـ”قضية الموز” في تركيا، على خلفية اتهامات أتراك للسوريين بقدرتهم على شراء الموز بالكيلو، فيما الأتراك غير قادرين على شراء حبة واحدة منه.
وفي أحدث التطورات؛ أوقفت السلطات التركية في ولاية إزمير ثمانية سوريين على خلفية قضية “فيديوهات الموز”.
وقالت وكالة “الأناضول” التركية اليوم، السبت 30 أكتوبر/ تشرين الأول، إن فرق مديرية الأمن في الولاية رصدت ما زعمت أنها “منشورات استفزازية” نشرها ثمانية سوريين، بعد تداول مقابلة مع مواطن تركي في الشارع قال فيها “أنا لا أستطيع أكل الموز فيما أنتم (السوريون) تشترونه بالكيلوغرامات”.
وأضافت الوكالة أن من بين الموقوفين قاصر تم تحويله إلى شعبة الأحداث، فيما أحيل بقية الموقوفين إلى مديرية الهجرة في الولاية، تمهيداً لترحيلهم، بتهمة “تهديد النظام والأمن العام”.
وقالت صحيفة “يني شفق” التركية، في 28 أكتوبر/ تشرين الأول، إن الشرطة التركية اتخذت إجراءات بحق 31 مشتبهاً به، وأجرت عملية على عناوين المشتبه بهم في مناطق أرنافوتكوي وغونغورن وبكيركوي وإسنيورت وباهتشيلي إفلار وإسنلار وباغجيلار وسلطان غازي، في ولاية إسطنبول.
وأضافت الصحيفة أن السلطات اعتقلت خلال هذه العملية 11 سورياً سلمتهم إلى إدارة الهجرة بتهمة “تحريض الجمهور على الكراهية والعداء”، وتبحث عن 11 مشتبهاً به آخر.
وعلمت السلطات أن اثنين من المشتبه بهم توجّها إلى هولندا، في 26 أكتوبر/ تشرين الأول، وأن سبعة مشتبه بهم يقيمون خارج إسطنبول.
وكانت وزارة الداخلية التركية أعلنت، في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، اعتقال سبعة سوريين على خلفية حملة “فيديوهات الموز” التي نشرها سوريون استنكاراً لمقطع مصور يُظهر أتراكاً يقولون إنهم لا يستطيعون شراء الموز بسبب المشكلات الاقتصادية بينما يستطيع السوريون ذلك.
وكان سوريون شاركوا صوراً ومقاطع مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي استنكروا من خلالها ادعاء مواطنين أتراك خلال مقابلة مصورة أن السوريين يستطيعون شراء الموز بكميات كبيرة ولا يخرجون من محلات تصفيف الشعر (دلالة على وضعهم المعيشي الجيد في تركيا).
ومن ضمن الصور التي شاركها سوريون، صورة للعلم التركي أُبدل فيها الهلال بموزة، الأمر الذي اعتُبر إهانة للعلم ورمزيته، ودفع حزب “النصر” التركي المعارض، والمعروف بمعاداته للاجئين السوريين إلى التقدم بشكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام في إسطنبول بحق الشاب الذي “أهان” العلم.
ويحمّل مواطنون أتراك اللاجئين السوريين مسؤولية أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية المتردية مع ادعاء أنهم يحصلون على مساعدات من الحكومة، دون توضيح السلطات التركية أن مصدر هذه المساعدات هو منح أوروبية.
ويقيم في تركيا نحو ثلاثة ملايين و725 ألف لاجئ سوري، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية لعام 2021.
وازدادت في الآونة الأخيرة حملة العداء ضد السوريين في تركيا، فقد دهس تركي مواطناً سورياً في أحد شوارع إسطنبول قبل فترة من الآن، فيما هاجم أتراك منازل ومحال السوريين في بعض المدن التركية، وأنزلوا فيها خراباً، فيما لم تتدخل قوات الأمن التركية أو تمنع حصول تلك الاعتداءات.
ويعاني معظم السوريون في تركيا من ظروف معيشية صعبة للغاية، في ظل حملات العداء ضدهم، إضافة إلى الإجراءات الحكومية ضدهم. فتعمد السلطات التركية إلى تسليم كل المرحّلين السوريين إلى الفصائل السورية التابعة لها، وخاصة “هيئة تحرير الشام”، وفصائل “الجيش الوطني السوري”، حيث يتعرض المرحلون إلى أبشع أنواع التعذيب والإهانة والإذلال، فيما فقد البعض حياته تحت التعذيب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.