نورث بالس
بدأت معظم دول العالم الغربي بالتركيز على التهديد المتزايد من فرع مرتزقة داعش في أفغانستان، ولكن تشير معلومات استخباراتية جديدة إلى أن هناك سبباً للقلق مرة أخرى من “الجماعة الإرهابية” الموجودة في سوريا والعراق، بحسب تقرير لصوت أمريكا، محذراً من أن حظوظ المرتزقة ربما بدأت في التغير، ما قد يسمح لهم باستعادة الأراضي في هذين البلدين.
ويعمل داعش ضمن خلايا سرية صغيرة عبر البلدين، وتحاول هذه المجموعة الإرهابية، المعروفة باسم داعش، الحفاظ على ما لديها من المخابرات والجيش. ويصف المسؤولون بأنه تمرد منخفض المستوى بدرجات متفاوتة من النجاح.
ولكن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين حذروا من أن حظوظ الجماعة ربما بدأت في التغير، مما قد يسمح لها بالسيطرة على الأراضي في سوريا والعراق.
وفي سوريا، على وجه الخصوص، يبدو أن مرتزقة داعش “على استعداد لزيادة نشاطه. بعد فترة من التعافي”، كما أبلغت وكالة استخبارات الدفاع المفتش العام بوزارة الدفاع في تقريرها الفصلي الذي صدر للتو عن العمليات الأميركية في المنطقة.
وقالت وكالة استخبارات الدفاع إن نشاط داعش بدأ في الانتعاش في أيلول، مع تزايد عدد الهجمات في الصحراء الوسطى بسوريا ضد قوات حكومة دمشق.
وقالت وزارة الداخلية إن الأهداف الأخرى شملت البنية التحتية للوقود وطرق الإمداد وحتى المجموعات المدعومة من إيران.
وقال مسؤولو المخابرات العسكرية الأميركية أيضاً إن هناك أدلة على أن داعش نقل بعض المرتزقة من الصحراء الوسطى إلى شمال وشرق سوريا، حيث يقول مسؤولون محليون إن داعش يجد طرقاً أخرى للتوسع.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، للصحفيين، الشهر الماضي، خلال زيارة لواشنطن: “داعش لا يقتصر على الوجود العسكري فقط”.
وقالت إلهام أحمد: “الأهم هو التأثير الفكري والأيديولوجي لداعش على الناس”، محذرة من أن داعش أنشأ خلايا في مدن رئيسة مثل الرقة ودير الزور
وحذر الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني غسان اليوسف، من أن “عودة ظهور داعش ممكنة للغاية. إنه قادر على إعادة التنظيم لجمع الأموال ليصبح أقوى”.
ووجد داعش أرضاً خصبة للتجنيد في مخيمات النازحين مثل الهول، التي تضم حوالي 60 ألف امرأة وطفل، والعديد منهم أفراد مرتزقة داعش القتلى أو المعتقلين.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها قوات سوريا الديمقراطية، يحذر مسؤولو المخابرات العسكرية الأميركية، بأن داعش “يحتفظ بالقدرة على التطرف، والترهيب، والتجنيد، وشن الهجمات”.
كما أن الأموال والإمدادات والمرتزقة ينتقلون بحرية من سوريا إلى العراق، حيث قال مسؤولون أميركيون إن هناك دلائل على أن داعش وسّع شبكة ملاذاته أثناء تنفيذ “هجمات كبيرة مخطط لها بشكل أفضل” على كل من القوات العراقية والبنية التحتية.
ومن جانبها، حققت القوات الأمنية العراقية بعض النجاحات، أبرزها اعتقال سامي جاسم محمد الجبوري، المعروف أيضاً باسم الحاج حامد، الشهر الماضي، والذي وصفه البنتاغون بـ “أحد كبار قادة تنظيم داعش”.
ووصف أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب الغربيين، الذي تحدث إلى صوت أمريكا بشرط عدم الكشف عن هويته، اعتقال الجبوري بأنه “مهم للغاية”.
وقال المسؤول إن الجبوري كان يُنظر إليه على أنه مرشح يحتمل أن يحل محل زعيم داعش الحالي، في حال قُتل الأخير أو اعتقل.
وكتب القائم بأعمال المفتش العام بوزارة الدفاع شون أودونيل في رسالته: “واصلت قوات الأمن العراقية إظهار ضعف الأمن التشغيلي، ونقص المعلومات الموثوقة حول العمليات ضد داعش، وضعف التحكم التكتيكي وتنسيق أصول الضربات”.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت عملية العزم الصلب التي تقودها الولايات المتحدة أن القوات العراقية “لم تحقق أي إنجاز كبير” عند تنفيذ عمليات ضد داعش دون مساعدة من التحالف.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، روّج مسؤولون عراقيون هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة والتحالف، قائلين إن جميع الأطراف تسير على الطريق الصحيح لإنهاء العمليات القتالية الأميركية في العراق بحلول نهاية العام.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون القائدة جيسيكا ماكنولتي لصوت أمريكا عبر البريد الإلكتروني: “نواصل التنسيق (من خلال المحادثات الفنية العسكرية الجارية) مع شركائنا العراقيين بشأن الانتقال إلى دور التدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات”. وأضافت أن “الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالحفاظ على الوجود العسكري الأميركي في العراق بدعوة من الحكومة العراقية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.